تقارير لجنة بيرجييه في الصحافة السويسرية
أبدت الصحف السويسرية اهتماما واسعا بالدراسات العشر التي نشرتها اللجنة الحكومية الفيدرالية المعروفة بلجنة بيرجييه حول مسالك سويسرا خلال الحرب العالمية الثانية.
وتتناولت هذه الدراسات من بين ما تناولت، موقف سويسرا من قضايا اللاجئين ومن أموال الهولوكوست المهجورة في البنوك السويسرية وأخيرا وليس أخرا من النظام النازي في ألمانيا سابقا.
كرست الصحف السويسرية لهذه الدراسات الصادرة عن لجنة بيرجييه المكونة من مؤرخين وباحثين سويسريين وأجانب، عدة صفحات، سلطت فيها الأضواء على الكثير من التفاصيل التي بقيت مجهولة أو غامضة حتى الآن، من تاريخ سويسرا إبان الحرب العالمية الثانية.
عن دور البنوك السويسرية إبان الحرب الثانية تقول تاغيس أنتسايغر التي تصدر في زوريخ: إن البنوك السويسرية لم تسلك مسالك سليمة بالمرة إبان الحرب، لكن الأخطر من ذلك هو أنها فشلت في إصلاح الخطأ بعد الحرب.
وتقول دير بوند التي تصدر في بيرن: إن البنوك السويسرية كذبت على ورثة اليهود الذين راحوا ضحية للمحرقة النازية أربع مرات، وذلك باسم السرية المصرفية وتحت شعار ” كلما كانت السرية أقوى، كلما كان الوضع أفضل للساحة المالية السويسرية.
وتقول صحيفة لو تون التي تصدر في جينيف: إن البنوك وضعت نفسها تحت خدمة النازية إبان الحرب الثانية، وأنجزت الكثير من العمليات المبطنة ومن غسل الأموال لحساب شخصيات نازية في سويسرا.
وعن موقف سويسرا من اللاجئين الفارين من النازية، تقول صحيفة “لو تون”: إن الدراسات الأخيرة لا تأتي بالجديد، خاصة فيما يتعلق بعدد اليهود الذين رُدّوا على أعقابهم، وفيما يتعلق بحقيقة أن مدراء البوليس في الكانتونات الحدودية قد عارضوا استقبال اللاجئين اليهود رغم أنهم كانوا على وعي بالمصير الذي كان في انتظارهم.
لكن نويه تسورخير تسايتونغ التي تصدر في زوريخ تضيف أن الدراسة التي تتعلق بسياسات اللجوء إبان الحرب تثير الكثير من التساؤلات، خاصة وأنها تتجاهل الكثير من الدراسات والأبحاث التي صدرت في هذه الأثناء حول نفس الموضوع .
وفي التقييم العام للدراسات العشر للجنة بيرجييه، تقول دير بوند التي تصدر في بيرن: إن سويسرا عملت إثناء الحرب على ممارسة حقوقها في الحياد بموجب نصوص اتفاقيات لاهاي لحالات الحرب، لكنها انتهكت تلك الاتفاقيات في الوقت نفسه.
وفي نفس السياق تلاحظ تاغيس أنتسايغر أن الحقوقيين السويسريين كانوا أشجع من رجالات السياسية إبان الحرب. وتضيف أن لجنة بيرجييه كشفت النقاب عن محاولات عديدة قام بها الحقوقيون وأساتذة الحقوق في سويسرا، لتسليط الأضواء على الوضع القانوني المحرج الناجم عن التعامل مع ألمانيا النازية.
لكن تاغيس أنتسايغر تذكّر بأن السلطات والدبلوماسية السويسرية لم تجد مفرا من التعامل مع ألمانيا النازية. ولهذه الغاية كبست على القوس القانوني السويسري حتى تحطّم وتكسّر.
جورج انضوني
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.