تقدم في مواجهة الالتهاب الرئوي القاتل
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تحقيق تقدم في التعرف على طبيعة الفيروس المتسبب في المرض التنفسي الغامض الذي أصاب مناطق من الصين وفيتنام وهونغ كونغ.
وفي انتظار تحقيق المزيد من التقدم في المخابر الـ11 المشاركة في الأبحاث، توصي منظمة الصحة العالمية بتوخي الحذر.
في محاولة للطمأنة من الخوف الذي أثاره الإنذار الصادر الأسبوع الماضي حول ظهور نوع جديد من مرض تنفسي حاد، أوضحت منظمة الصحة العالمية في جنيف بأن التعرف على طبيعة الفيروس المتسبب في المرض تسير في الاتجاه الحسن.
وصرح المدير التنفيذي لقسم الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية دافيد هيمام أمام الصحفيين في جنيف “أننا بصدد التحقق من أبحاث قد تقودنا إلى التعرف على عائلة الفيروسات المتسببة في المرض التنفسي الحادSARS”.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد وجهت إنذارا عالميا الأسبوع الماضي لقطاعات الصحة في جميع أنحاء المعمورة تحذر فيه من هذا المرض الغامض الذي ظهر للمرة الأولى في مقاطعة جواندونغ جنوب الصين وانتشر في مناطق أخرى من البلاد وبلدان أخرى مثل فيتنام والفيليبين والمانيا وبريطانيا.
وتوضح إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن عدد الحالات الموثقة لحد 18 مارس الجاري بلغ 219 حالة إصابة و4 حالات وفاة. وسُجل أكبر عدد في هونغ كونغ، 123 حالة، وفيتنام 57 حالة، ثم سنغفورة 23 حالة.
أعراض المرض
ومن أعراض الإصابة بهذا المرض التنفسي الحاد ارتفاع حرارة الجسم بمعدل يفوق 38 درجة، وسعال قوي وضيق في التنفس قد يتحول بسرعة إلى إلتهاب رئوي. ويمكن الإصابة بهذا الداء عن طريق الاتصال المباشر بالمريض أو الاقتراب منه أو الإقامة في منطقة ينتشر بها المرض.
وتنصح منظمة الصحة العالمية بمعالجة الحالات المشتبه فيها بتزويد الشخص المصاب بقناع تنفسي وعرضه على الفحص الطبي الفوري والتعرف على الأماكن التي مر بها أو سافر إليها والأشخاص الذين كانوا على اتصال مباشر به خلال العشرة أيام الأخيرة.
تفاؤل العلماء وتحفظ المنظمة
وفي الوقت الذي أبدت منظمة الصحة العالمية تفاؤلا حذرا بخصوص ما توصل إليه مخبران من بين الـ11 الذين يجرون تحاليل على مدار الساعة، أعلن خبراء الصحة في هونغ كونغ أنهم تعرفوا على الفيروس المتسبب في المرض والذي ينتمي إلى فئة paramyxoviridae.
ويقول علماء هونغ كونغ إن اكتشافهم سمح باعتبار خليط الأدوية والمضادات الحيوية المقدم حاليا للمرضى دواء ملائما. لكن لكي يتحول ذلك إلى تأكيد علمي، يتطلب الأمر المزيد من الاختبارات وهو ما تقوم به مختبرات عدة.
نفي وجود حالتين في سويسرا
على صعيد آخر، أكدت منظمة الصحة العالمية أن حالتي الإصابة بهذا الداء اللتين سُجلتا في سويسرا في 17 مارس ليستا حالتي إصابة بالمرض التنفسي الحاد الجديد. كما أكدت المصالح الصحية الفدرالية أنه لم يتم لحد الآن تسجيل أية حالة إصابة مؤكدة.
ومع ذلك، لا زال القلق يعتري قسما من المواطنين على الرغم من تخصيص المكتب الفدرالي للصحة رقما هاتفيا لتقديم المعلومات الضرورية. وما يزيد من هذا القلق نشر وسائل الإعلام لحالات إصابة في مدينة فريبورغ مثلا حيثُ وُُضعت أسرة تحت رقابة طبية بعد أن ظهرت أعراض مشبوهة على رب العائلة العائد من سفر إلى آسيا. لكن السلطات أوضحت بأن حالته الصحية بدأت تعرف تحسنا ملحوظا.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.