مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تكاليف باهظة لتنظيف جيوب النفايات

قد تُـخفي هذه المرتفعات الخلابة بين طياتها مواد سامة مخزنة بداخلها منذ سنين Keystone

تتستر المناظر الطبيعية الخلابة في سويسرا على عشرات الآلاف من جيوب النفايات الصناعية الخطيرة التي تراكمت وتكاثرت في التربة منذ فجر الثورة الصناعية.

مغائر Kölliken هي من بين تلك الجيوب التي توجب إغلاقها بعد 5 سنوات من تدشينها بسبب تهديدها للإنسان والبيئة.

الغريب في أمر هذا المشروع هو أن مغائر كوليكين Kölliken لا تعود لباكورة الثورة الصناعية في سويسرا وإنما لعام 1978 فقط، حينما وصف مختلف المسؤولين المغائر كمستودع مثالي للنفايات الصناعية الخطيرة.

إلا أن السلطات المحلية في كانتون آرغاو أرغمت على إغلاق تلك المغائر العملاقة والمحفورة في الصخور الرملية العميقة بعد خمس سنوات فقط بسبب شكاوي أهالي المنطقة من الغبار والغازات والروائح الكريهة، وبسبب التحقيقات الأولية التي أقامت الدليل على أن النفايات السامة تهدد الإنسان والبيئة.

وبإغلاق ذلك المستودع في 1 إبريل 1985، بدأت المشاكل الحقيقية لتلك النفايات الخطيرة التي تجمّعت بمقادير خيالية خلال السنوات الخمس لا تقل عن 500 ألف طن حسب التقديرات الأخيرة.

وعلى الرغم من عدم وجود سجّلات دقيقة بنفايات مغائر كوليكين التي تشرف عليها هيئة تمثل كانتون آرغاو وكانتون زوريخ وبلدية زوريخ والصناعات الكيميائية في بازل، يؤكد الخبراء أنها مليئة بالنفايات الخطيرة والأقل خطرا على الإنسان والبيئة.

ويقول الخبراء إن خطورة تلك النفايات تعود إلى حقيقة أن المغائر المحفورة في الصخور الرملية لم تطلى أو تعالج في حينه بالوسائل الكفيلة بسدّ الشقوق والمسامّ الصخرية سدا محكما يضمن عدم تسرب النفايات للخارج زمنا طويلا.

وبعد الدارسة الدقيقة لوضع تلك المستودعات التي أغلقت في عام 1985 وإنفاق أكثر من 100 مليون فرنك على عمليات الترميم لمنع التلوث، لم تجد السلطات المحلية وسلطات الكانتون بديلا آخر لإبعاد خطر التلوث تماما عن المنطقة خاصة عن المياه الجوفية، سوى نقل كامل النفايات من المستودع الأرضي لحرقها في المنشاءات السويسرية والأجنبية المتخصصة بحرق النفايات الخطيرة.

النفايات الصناعية ميراث وخيم للغاية

أما البديل الثالث كما قال أحد المسؤولين عن المشروع، فهو مراقبة الموقع مئات السنين، حيطة من مخاطر تسرّب المواد والمركبات الخطيرة للخارج بطريقة تضر بالمياه الجوفية وبالصحة العامة.

ولهذا، يقترح القائمون على المشروع نقل جميع النفايات خارج المستودع لتحليلها وفرزها ولفّـها أو تعليبها في لفائف وعلب صامدة تمنع تسربها للبيئة رهن نقلها إلى منشآت حرق النفايات الصناعية الخطيرة في سويسرا أو ألمانيا والنمسا.

وستتم مراحل هذه العمليات تحت إجراءات أمنية وصحية مشدّدة لحماية الموقع والعاملين فيه من السموم، ولمنع التلوث من التسرب للخارج خلال عمليات النقل بالشاحنات والقطارات لنصف مليون طن من المخلفات الصناعية السامة التي تجمّعت في مغائر كوليكين خلال 5 سنوات فقط.

ويقول أحد المسؤولين عن هذا المشروع الذي يكلف حوالي 445 مليون فرنك إن القرار بنقل بعض النفايات للمعالجة في الخارج قد أتخذ طمعا في إنجاز المشروع بحدود 2012 عوضا عن 2022، وطمعا أيضا في استعادة الحالة البيئية الطبيعية للموقع بحدود عام 2017 أو عام 2018 الذي يوافق الذكرى الأربعين لتدشين ذلك الجيب الأرضي المشؤوم للنفايات الصناعية الخطيرة.

جورج انضوني – سويس إنفو

يجري التخطيط في كانتون آرغاو Aargau السويسري لمشروع فريد من نوعه في العالم، يتمثل في إفراغ أحد مستودعات النفايات الصناعية الخطيرة من محتوياته، في محاولة لرد الموقع لحالته البيئية الطبيعية السابقة. أما التكاليف المقررة لهذا المشروع فتقدر مبدئيا بحوالي 445 مليون فرنك سويسري.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية