مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تُوفيت من شدة البرد في.. سويسرا

المتعاطفون مع الضحية وضعوا زهرة على باب المرحاض العمومي الذي كانت تقضي فيه لياليها والذي عثر فيه عن جثتها المُجمدة Keystone

لم يكن سببُ الوفاة البرد القارس فحسب بل كان الفقر والتشرد ومآسيهما. حياةُ سيدةٍ في الستين من عمرها تنتهي في مرحاض عمومي كان ملجأ ليليا للعجوز التي عُثر عليها جُثة هامدة ومُجمدة في لوزان. الحادثُ يفتح النقاش مجددا عن المشردين في الكونفدرالية وعن ثغرات التضامن الاجتماعي.

حدث ما كان يخشاه المسؤولون عن مراكز الاستقبال المؤقت في لوزان. فعلى الرغم من اتخاذهم إجراءات عاجلة لفتح ملجأ للوقاية المدنية يوم السبت الماضي، عُثر صباح الأحد على جثة سيدة في الستين من عمرها داخل مرحاض عمومي بالقرب من محطة القطارات بلوزان حيث نامت للأبد.

وكانت الضحيةُ مكسوة بثيابِ فقرٍ خفيفة في الوقت الذي هوت فيه درجة الحرارة إلى 12 تحت الصفر تلك الليلة. فلا عجب إذن أن يُعثر عليها مُجمدة إلى درجة أن ملامحها تغيرت من جراء البرد القارس الذي تشهده سويسرا هذه الأيام.

وفتحت السلطات القضائية في لوزان تحقيقا حول سبب وفاة الضحية على الرغم من أن كل المؤشرات تدعو إلى الاعتقاد أن البرد هو الذي أنهى حياة السيدة التي كانت من بين المُشردين المعروفين في حي المحطة. لكن قاضي التحقيق لا يريد استبعاد أي احتمال أو فرضية حيث تم نقل الجثة على الفور إلى معهد الطب الشرعي لتشريحها.

وكانت الضحية من بين الوجوه المعروفة لدى شرطة لوزان التي أيقظتها من النوم في مناسبات عديدة في المراحيض العمومية حيث اعتادت أن تقضي لياليها، غير أنها أفلتت ليلة السبت من مراقبة الشرطة للمراحيض الواقعة في الطابق الأسفل من المحطة، لكن على حساب حياتها.

رُبما تكون حياتها ثمنا لتحسن اوضاع غيرها

ويأتي الحادث المأساوي غداة فتح بلدية لوزان مركز استقبال جديد تابع للوقاية المدينة بهدف تخفيف الحمل عن مؤسسات الاستقبال الأخرى ومساعدة المشردين على مواجهة موجة البرد القارس التي تجتاح سويسرا منذ ليلة الخميس الماضي. ويبدو أن الضحية لم تكن على علم بفتح مركز الاستقبال الجديد.

وقد ولدت العريضة التي تقدمت بها بلدية لوزان قبل الحادث وطلبت من خلالها تجهيز أسِرة إضافية للمشردين، ولدت شعورا بالتضامن مع منْ لا مأوى لهم خاصة وان انخفاض درجات الحرارة هذه الأيام يقهر حتى المستمتعين بسقف وأجهزة التدفئة!

وعقد رئيس بلدية لوزان وممثلون عن الشرطة والوقاية المدنية ومراكز الاستقبال اجتماعا عاجلا بعد ظهر السبت قرروا أثناءه فتح مركز استقبال مؤقت إلى غاية الاثنين على الأقل. كما قرروا عرض المُشكل على دائرة الشؤون الاجتماعية يوم الاثنين أيضا.

ويقول أحد المتطوعين المشرفين على مركز الاستقبال المؤقت الجديد في تصريح لصحيفة الـ”24Heures”التي تصدر في لوزان: “في الوقت الذي يتطلب فتح مركز استقبال عدة اشهر من المفاوضات، يمكن القول إن فتح المركز الجديد معجزة صغيرة حيث تم في غضون ساعات قليلة. إنها سابقة هامة قد تسهل الأمور مستقبلا.”

وعلى الرغم من أن مركز الاستقبال هذا فتح أبوابه عشية وفاة الضحية العجوز بردا داخل مرحاض عمومي، يمكن القول إن وفاتها، على الرغم من طابعها المأساوي، قد عززت مطالب بلدية لوزان ببذل المزيد من الجهود لمد يد المساعدة للمشردين في بلد يُشتهر بالرفاهية والثراء والكماليات الفاخرة..

سويس انفو

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية