ثروات الأرض في خطر!
في تقريره الرابع عن "حالة الكرة الأرضية"، يقول الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة والحياة البرية WWF الموجود مقره في سويسرا، إن الاستهلاك للثروات والمصادر الطبيعية الأرضية يهدد باستنزاف هذه الثروات في غضون ثلاثين عاما.
خلاصة هذا التقرير الذي عُرض على وسائل الإعلام المحلية والدولية في جنيف، هي أن الجنس البشري يستهلك من ثروات الكوكب الأزرق كالأسماك والغابات على سبيل المثال، قدرا يزيد بعشرين في المائة عّما تستطيع الكرة الأرضية توليده أو تجديده في الوقت المناسب لضمان استمرارية هذه الثروات الطبيعية.
وحسب هذا التقرير الذي صدر قبل شهرين تقريبا من الموعد المحدد لعقد القمة الدولية في جوهانِسبورغ بجنوب إفريقيا حول التنمية المستديمة، فان عدد سكان الأرض سيبلغ تسعة آلاف مليون نسمه بحلول عام 2050، يستهلكون مقادير تترواح بين %180 و %220 من الثروات البيولوجية الأرضية، مما سيعني الاستنزاف الذي لا رجعة فيه للكثير من هذه المصادر الطبيعية.
ويقول كلود مارتان C. Martin، المدير العالم للصندوق العالمي، إن الثروات الطبيعية لا تزال وافرة ولكنها ليست ثروات غير محدودة، وأن الكفاح ضد الفقر والفاقة في العالم مرهون تماما بالحفاظ على التوازن بين الاستهلاك والتجديد لهذه الثروات.
ويضيف أنه بدون هذا التوازن البيئي السليم، لا مجال لضمان مستوى مقبول ومعقول من المعيشة لغالبية الجنس البشري.
قلق سويسري
وتشاطر الحكومة الفدرالية السويسرية الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة والحياة البرية هذه الشواغل، حيث يقول فرانتس بيريس F.Perrez مدير قسم الشؤون الكونية لدى الوكالة السويسرية للبيئة، إنه لا مجال للتكهن بما إذا كان الوضع سيكون مأساويا فعلا على نحو ما يصفه تقرير الصندوق العالمي لعام 2050، لكنه من الأكيد أن الضغوط تتصاعد باستمرار على الثروات الطبيعية وأن الوضع قد يأخذ طابعا خطيرا ما لم يُغير الجنس البشري ثقافته الاستهلاكية.
إلا أن تغيير طرق الاستهلاك، حسب تقرير الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة والحياة البرية، يتطلب إرادة سياسية واعية تتمخض عن إجماع كوني لإدارة ثروات الكرة الأرضية ومصادرها الطبيعية إدارة سليمة تضمن التنمية المستديمة.
وهذه هي المهمة التي تعكف عليها قمة الأمم المتحدة منذ أواخر شهر أغسطس في جوهانِسبورغ، بهدف إعداد الحلول الأفضل والأنسب لتحسين المستوى المعيشي لسكان الأرض مع مراعاة التوازن البيئي للكوكب الأزرق.
التنمية المستديمة لمكافحة الفقر
لا يتوقع المراقبون نجاحا كبيرا لهذه القمة التي ستأتي بعد عشر سنوات على انعقاد قمة الأرض الأولى في ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1992. ويرجع هذا التشاؤم لقرار الولايات المتحدة الأمريكية، أهم البلدان المستهلكة للطاقة وللثروات الطبيعية، بعدم الالتزام باتفاقيات قمة كيوطو حول التغييرات المناخية، وللفشل النسبي الذي عرفه المؤتمر التحضيري لقمة جوهانِسبورغ، في بالي Bali بإندونيسيا.
ويقول فرانتس بيريس، إن الكثير من البلدان الصناعية الرئيسية لا يقبل تماما بخطة العمل الشاملة التي تم الاتفاق عليها في قمة ريو بالبرازيل، لأنه يرى التحديات ولا يرى الفرص الذهبية التي تتيحها اتفاقيات ريو للتنمية المستديمة.
لكن الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة والحياة البرية على قناعة بضرورة القيام بعمل ما، لحماية ثروات الغابات والمحيطات وللادخار في مصادر الطاقة غير المتجددة ولتحسين الظروف التعليمية والصحية في البلدان النامية في محاولة لعلاج مشاكل التكاثر السكاني في العالم.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.