إشعاع مُتزايد للسينما السويسرية في مهرجان لوكارنو
يستعد فريديريك مير لخوض غمار تجربته قبل الأخيرة كمدير فني للمهرجان الدولي للفيلم بلوكارنو، فهو سيبدأ بعد دورة 2009 مغامرة جديدة في عالم السينما.
وفي حديث لسويس إنفو، أشار مير إلى أن دورة هذه السنة قد تشهد حضورا محدودا لنجوم السينما، لكن المهرجان، الذي بدأت تـُلفت فيه السينما السويسرية الأضواء، سيحافظ كالعادة على طابع الجدة والطرافة.
يرأس مير منذ سنة 2005 مهرجان لوكانو، أكبر وأقدم مهرجان للأفلام في سويسرا. وبعد سنة من الآن، سيتولى رئاسة مؤسسة أرشيف السينما السويسرية، التي يوجد مقرها بلوزان.
وتتواصل دورة المهرجان الدولي للأفلام هذه السنة من 6 إلى 16 أغسطس في لوكارنو، المدينة السويسرية الناطقة بالإيطالية جنوبـي البلاد.
سويس إنفو: شيئا فشيئا، يتعزّز حضور السينما السويسرية في لوكارنو، ما هو رأيكم في وضع السينما السويسرية حاليا؟
فريديريك مير: إنه وضع إيجابي نسبيا، فالفيلم الجديد الذي أخرجه ليونال بيار، والذي أعتقد أنه من أفضل السينمائيين السويسريين المعاصرين، سيكون ضمن الأفلام المشاركة في المسابقة الدولية. وفيلم أورسولا مايير كان أيضا ضمن قائمة المسابقة الدولية بأسبوع السينما بكان (فرنسا). وهذه السنة ستكون هناك مشاركة واسعة للأفلام الناطقة بالفرنسية، وهناك تنوّع كبير. كما أن هنالك عددا هاما من الأفلام القيمة من مناطق سويسرا المتحدثة بالألمانية، لكن تلك الأفلام لن تشارك في المهرجان، لأنها لا تزال قيد الإنتاج.
ومن الواضح أنه لن يكون هناك نجاح تجاري كبير، وأعمال قيمة كل سنة، وسوف تستمر المشاركة السويسرية بين صعود وهبوط ما لم تكن لدينا صناعة سينمائية متطوّرة تتمتع بموارد تمويلية كافية.
سويس إنفو: أُطلقت الدعوة لتنظيم يوم السينما السويسرية بلوكارنو قبل ثلاث سنوات، وقد يكون من المبكر تقديم تقييم شامل لمدى النجاح الذي تحقق، ولكن ما هو التأثير الذي تركه على المشهد السينمائي إلى حد الآن؟
فريديريك مير: من الممكن القول أن تنظيم ذلك اليوم قد عزّز من حضور السينما السويسرية إعلاميا، خاصة لدى الجمهور العريض. وتأكد المترددون على قاعات العروض السينمائية أن هناك أفلام سويسرية ذات جودة عالية، وأن بإمكانهم أن يفخروا بذلك. ولكن، للترويج للإنتاج السينمائي المحلي، قررنا إعادة النظر في تصوّرنا السابق لذلك اليوم.
سيخصص يوم السينما هذه السنة لأشهر الممثلين في الساحة السينمائية السويسرية، والذين يستحقون فعلا الإشادة بهم. هناك عدد محدود من السينمائيين السويسريين المحترفين في الخارج، لكن النجاح اللافت الذي يحققونه يجعلهم بختفون من الأفلام السويسرية.
سويس إنفو: كيف يتأطر مهرجان لوكارنو على الساحة الدولية؟
فريديريك مير: مهرجان لوكارنو يثبت وجوده من خلال تمسكه بخصوصيته. فهو تظاهرة مكرّسة للإبداع والاكتشاف. وبالنسبة لي المهرجان مناسبة سنوية يتم فيها وضع الأسس التي يستند إليها الإنتاج السينمائي في المستقبل: مسابقتان لاكتشاف مواهب جديدة، أو لتثبيت أقدام المواهب الناشئة، الأولى، ميدان العرض الدولي الكبير، ومسابقة أعمال المبتدئين، والتي تمتلك حظوظا كبيرة للنجاح، والثانية، عروض خاصة حول تجربة المدير الفني الحالي، ومفاجآت أخرى سيكون الجمهور على موعد معها.
سويس إنفو: جعلتم مُجددا من الأفلام المدار الرئيسي لهذا المهرجان، ومنحتم الأفضلية للمضمون على الأشكال والمظاهر، لكن هل بإمكان مهرجان لوكارنو أن يحافظ على ريادته من دون أضواء النجوم ومن دون البساط الأحمر، والبهرجة؟
فريديريك مير: هناك شيئان يمكن أن يتعايشا ببساطة، وأعتقد أن مهرجان لوكارنو يقدم نموذجا في هذا المضمار. صحيح، ليس لدينا بساطا أحمر، ولا تتوافد علينا مجموعة كبيرة من المشاهير. لكن النجوم الذين يأتون إلى لوكارنو، يأتون لأنهم معجبون بالأجواء هنا، كأنتوني هوبكنس، الذي عرض فيلمه أمام 3.000 شخص، لابسا ثوبا رجاليا قصير الأكمام، كان يتجوّل في ردحات المهرجان، لا يبدو عليه أي قلق أو انزعاج. مهرجان لوكارنو لا يعير اهتماما كبيرا إلى ربطات العنق السوداء، ولا إلى أنواع الشمبانيا التي توزع خلال السهرات.
سويس إنفو: ستغادرون إدارة المهرجان السنة القادمة، هل كان هذا قرارا صعبا؟
فريديريك مير: لم أتخذ هذا القرار هكذا ببساطة. وقبل قبول الوظيفة الجديدة، كنت على وعي تام بأنه لن يكون بالإمكان الاحتفاظ بإدارة المهرجان لزمن طويل. لقد تغيّر الزمن مقارنة بالفترات السابقة. الإدارة مهمة شاقة، وتتطلب جهودا مضنية، وطاقة كبيرة. وعلى من تولى تلك المهمة ركوب راحلة الأسفار من أقصى العالم إلى أقصاه، من دون أن تفلت منه شاردة أو واردة.
وعندما تتاح للإنسان فرصة لم يكن ينتظرها ومن دون علم مسبق، يكون عليه أن يختار. الجميع يعلم مدى تعلقي بمهرجان لوكارنو. وكان عليّ أن أختار، فاخترت مواجهة تحدي إدارة مؤسسة أرشيف السينما السويسرية. ومع ذلك، سأحتفظ بعلاقة وثيقة مع هذا المهرجان.
سويس إنفو – فرنسواز جيرينغ – لوكارنو
(ترجمه وعالجه عبد الحفيظ العبدلي)
في فاتح نوفمبر 2009، سيتولى فريديريك مير وظيفته الجديدة كمدير فني لمؤسسة أرشيف السينما السويسرية التي تتخذ من لوزان مقرا لها.
وتتكوّن مكتبة الأرشيف من 70.000 فيلم، ومن مليونيْ صورة، و100.000 ملصقة. وهذه أكبر مؤسسة من نوعها في العالم.
فريديريك مير، صحفي، وناقد سينمائي، عمل مديرا فنيا لمهرجان لوكانو منذ 2005. ولم يختر بعدُ خليفته.
تتواصل الدورة 61 من مهرجان لوكارنو هذه السنة بين 6 و16 أغسطس.
يشارك في المسابقة الدولية 17 فيلما من 16 دولة، ويشارك في المهرجان أكثر من 50 فيلم سويسري بما فيهم الإنتاجات المُشتركة. أما مجموع الأعمال التي ستعرض على الجمهور فتفوق 200 عمل سينمائي من أشرطة مطولة وقصيرة.
هذه السنة، وفي إطار المحور الاسترجاعي “ريتروسبيكتيف”، سيتم تكريم ناني مورتّي، المخرج والممثل والمنتج الإيطالي الذي أنتج أفلاما كشريط “The Son’s Room” (الفائز بالسعفة الذهبية بمهرجان كان سنة 2001).
كما سيتسلم المخرج الإٍسرائيلي أموس جيتاي الفهد الشرفي لمهرجان لوكارنو تكريما له على مجمل أعماله.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.