مِثلما هو الحال بالنسبة للتعليم، تقع مسؤولية الترويج الثقافي في سويسرا على عاتق الكانتونات والبلديات، الأمر الذي تم ترسيخه في الدستور الفدرالي منذ عام 2000.
تتحمل الكانتونات – والسلطات المحلية إلى حدٍ ما – مسؤولية الأنشطة الثقافية على المستوى الإقليمي الخاص بها، مع إحتفاظ الحكومة الفدرالية بمسؤولية الشؤون الثقافية ذات الأهمية الوطنية. وبالتالي، أصبح النهوض بالثقافة جزءاً لا يتجزأ من السياسة الفَدرالية.
تهدف السياسة الثقافية السويسرية إلى الإسهام في الوحدة الوطنية للبلاد. وهي تركز على طابع سويسرا باعتبارها “أمة موحدة عن طريق الإختيار” لها صلات وثيقة بثلاث ثقافات أوروبية (لغوية) كبيرة، وعلى الهيكل الفدرالي للبلد الذي يجمع بين عدد كبير من المجموعات ذات الطبيعة المتباينة.
وتُستوحى جميع جهود تعزيز الثقافة في نهاية المطاف من الهدف المزدوج المُتَمَثِل في الحفاظ على الإرادة السياسية التي توحِد البلاد، وتشجيع استكشاف الهويات الثقافية والتنوع الثقافي لمناطق سويسرا.
كما ينشط المكتب الفدرالي للثقافة في الحفاظ على الطابع المحلي والآثار المحلية. وهو يدعم عمل صُنّاع السينما والفنانين والمُصممين، ويعزز إهتمامات المجتمعات اللغوية والثقافية المختلفة.
المؤسسة الثقافية السويسرية، ‘بروهلفيتسيا’
وجدت ‘بروهلفيتسيارابط خارجي’، أو المؤسسة الثقافية السويسرية لغرض الترويج للأعمال الثقافية ذات الأهمية الوطنية والدولية. وقد أنشئت هذه المؤسسة من قبل الحكومة السويسرية في عام 1939، وهي تمول حتى اليوم من المال العام بالكامل.
وتهدف ‘بروهلفيتسيا’ إلى خَلق أفضل الظروف للفنانين والمؤدين السويسريين من مُختلف القطاعات لتمكينهم من العمل الإبداعي ونشر نتاجاتهم، وتساعدهم على تعزيز سمعتهم وتحقيق أقصى قدر من التأثير داخل سويسرا وخارجها.
كما تدعم المؤسسة مشاريع دولية ينفذها فنانون سويسريون، وأعمال الإنتاج المشترك، وتبادل الفنانين السويسريين مع فنانين من دول أخرى- لا سيما تلك التي تحتفظ فيها ‘بروهلفيتسيا’ بمكاتب إقليمية.
مؤسسات خاصة
بالإضافة إلى اللاعبَين الرئيسيين المذكورين أعلاه، توجد في سويسرا أيضاً العديد من المؤسسات الخيرية الخاصة التي توفر المنح الدراسية والمساهمات المالية للعاملين في المجال الثقافي.
(ملاحظة من التحرير: هذا المحتوى ظل مُحيّنا إلى حدود شهر يونيو 2017، إلا أنه لم يتم تحديثه فيما بعدُ).
قراءة معمّقة
المزيد
سياسة فدرالية
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
السويسريون ينضمّون إلى صيحة “التمويل التشاركي”
تم نشر هذا المحتوى على
كشفت مشاريع حديثة في سويسرا (من بينها إعادة بعث شركة قديمة لصناعة الساعات، أو إنشاء روبوت شبيه بالإنسان، أو تسجيل الألبوم المستوحى من فرانك – زابّا) على القدرة التي باتت تملكها شبكة الإنترنت كوسيلة لجمع التمويلات، وهو ما لم تعد الوسائل التقليدية قادرة عليه، وما لا يتوقّع أن تكون قادرة عليه بعد الآن. وخلال خمس سنوات فقط، زاد…
التمويل التشاركي سند لا يُمكن الإعتماد عليه باستمرار
تم نشر هذا المحتوى على
في عام 2015 أودع مستخدمون سويسريون للإنترنت حوالي ستة ملايين فرنكات لدعم خمسمائة مشروع ثقافي عن طريق التبرع الجماعي (Crowddonating، أنظر الإطار المصاحب)، برغم من كون التمويل الجماعي لا زال في طور النشأة في هذا البلد. “ففي الولايات المتحدة الأمريكية يتمتع التبني الفني بتاريخ أكثر عراقة من هنا”، بحسب قول ميلينا روشار (34 عاماً)، التي…
تم نشر هذا المحتوى على
من بين حوالي مائة شريط بعث بها السينمائيون السويسريون الشبان، اختارت إدارة المهرجان ستة عشر فقط للمشاركة في مسابقة “فهود الغد” التي تخصص للتعرف على المواهب الشابة وربما تشجيعها ومساعدتها على المضي قدما في طريق لا زالت صعبة رغم الظواهر. لوكارنو ليست متخصصة في السينما السويسرية مثلما هو الحال في مهرجان سولوتورن الذي يقام في…
تم نشر هذا المحتوى على
ورغم تقليص ميزانيتها بسبب إجراءات التقشف الحكومية ، إلا أنها تمكنت العام الماضي من تنفيذ فعاليات ثقافية أكثر تنوعا وإثراء. تستعد مؤسسة بروهيلفيتسيا، لنقل الثقافة السويسرية بصورة جديدة في مختلف أرجاء الكنفدرالية بوتيرة أكثر مما هي عليه الآن، وفي الوقت نفسه تريد أن تعمل على وضع حلقة وصل فنية وأدبية بين سويسرا والعالم، مع المحافظة…
تم نشر هذا المحتوى على
يُحيي مهرجان سولوتورن، نافذة السينما السويسرية، هذا العام نسخته الخمسين. وقد تزامنت دورته الأول في عام 1966 مع ظهور نوع جديد من الفن السابع، في شكل سينما تأليفية وشاعرية ومستهترة. وكان من بين هذه الأعمال الشهيرة التي وُصفت حينها بـ "المعجزة الصغيرة"، أفلام كل من تانيّر، وغوريتّا، وسوتّر، أو شميد، والتي عرضت في العديد من بلدان العالم، ولم تفقد بريقها حتى اليوم.
تم نشر هذا المحتوى على
إعادة الحياة إلى "فيرونا الصغيرة"، الواقعة شمال جبال الألب، من دون دعم حكومي وفي منطقة ذات مناخ غير مُؤاتٍ إلى حدٍّ ما، ذلك هو التحدّي الذي تغلّب عليه مهرجان أفانش Avenches للأوبرا، الذي يحتفل هذا العام بالذكرى العشرين لانطلاقته.
تم نشر هذا المحتوى على
واليوم، يحتاج الإنتاج السينمائي السويسري إلى توفير المزيد من التمويلات ليواصل لعب دوره الثقافي. هذه الخلاصة تمثل الرسالة الأساسية لمعرض يُـقام حاليا في أحد متاحف برن من طرف جمعية “سيني سويس” (Cinésuisse) التي تضم ممثلين عن القطاع السينمائي والانتاج السمعي البصري في سويسرا، لإعلام الجمهور وتوعية أعضاء البرلمان بالقضية. نيكولا بيدو، المسؤول عن دائرة السينما…
تم نشر هذا المحتوى على
اليوم هو منتصف شهر يونيو، ونسمة الترقب والإثارة جَلية بين موظفي دار الأوبرا في زيورخ، فما هي سوى بضعة أيام فقط قُبيل انطلاق العَرض العام الأول لهذه الدار المرموقة، والمُتَمَثل بنقلٍ حي لأوبرا “ريغوليتو” لجيوزيبي فيردي على شاشة ضخمة في الساحة المُقابلة لمبنى الأوبرا. وعلى خشبة المسرح المُطِلة على القاعة الداخلية الفاخرة المزدهرة بألوانها الحمراء…
تم نشر هذا المحتوى على
في المكاتب الخاصة بالمهرجان، التي كانت مِرآبا قديما تمّ تحويله إلى مختبر فني، استقبلتنا سيراينا روهرر وهي تتقد كالعادة حيوية ونشاطا.. شعارها: إتاحة المجال أكثر فأكثر أمام الأفلام أو بمعنى آخر، إتاحة الفُرصة أمام الجمهور السويسري، لاكتشاف مُـتعة السينما المُنتجة محليا. swissinfo.ch: هذا هو العام الثاني الذي تُشرفين فيه على مهرجان سولوتورن السينمائي، الذي هو بمثابة واجهة…
تم نشر هذا المحتوى على
ورغم قلة عدد الضيوف المشاركين وانحصارهم في جنسيات عربية محددة إلا أن منظمي الفعالية يصرون على أنهم “يمثلون الفن المعاصر في الشرق الأوسط”. إنطلقت الفعاليات في 29 مارس بعرض لمسرحية تحمل عنوان (ضوء السماء) من إنتاج سويسري فلسطيني مشترك استضافتها خشبات المسرح في برن وزيورخ، تتناول مشكلة الفلسطينيين في المنفى والصعوبات التي يصادفونها إذا عادوا…
تم نشر هذا المحتوى على
ورغم التقشف المفروض عليها، إلا أن المنظمة المكلفة بترويج الثقافة السويسرية في العالم نجحت في الحصول على تمويل بديل، لتواصل إشعاعها الدولي. لم يكن العام 2005 موسما سهلا على الثقافة السويسرية ، بل زارتها رياح التقشف وتوفير الميزانية، ولم يعد أمامها المرور عبر بوابة “إعادة الهيكلة” لتخرج منه بثوب جديد، يفرض على ميزانيتها رشاقة قاسية،…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.