لوحات لملء مساحات الصمت العابر
ترافق لوحات رشيد عبّاس تحوّلات الزمن الماكر، وتملأ أعماله الفنية مساحات الصمت العابر، وتحاول إبداعاته فك العزلة والغربة من حوله، في جهد يحوّل أحاسيسه وأفكاره إلى مشاهد فنّية فريدة ومعاني شفافة مسكونة بروح الشرق الفيّاضة.
هي لوحات تترى فيها أشباح الجدران المتهالكة للسقوط.. ومسالك ترابية داكنة.. وهضاب تكسوها ظلال الظهيرة.. ووجوه نسائية شاحبة… إيحاءات ألوانها شرقية وأشكالها غربية تشي بما يسكن هذا الرسام من ذكريات الطفولة في بلد الرافديْن، دون إغفال حاضره وبيئته السويسرية.
وهذه الرؤية الوجدانية لم تفارق رشيد عباس منذ مغادرته العراق في عام 1982.
طلبنا من رشيد عبّاس نصا يقدّم به لمجموعة الصور هذه، فاقترح علينا نصا لنوربيرت هيلّير، الأستاذ بجامعة نيس- سوفيا أنتيبوليس، والذي هو عبارة عن تأملات حول الفن في الزمن الرقمي، وفيما يلي ترجمة لهذا النص:
“عند الحديث عن العلاقة الممكنة بين الفن والتقنية، يتدخّل الرقمي ليلغي الحدود المفترضة بين “الرسالة” و”الوسيط” و””نوايا” المبدع أو الفنان من جهة و”الوسائل التقنية” التي يستخدمها هذا الأخير من جهة أخرى. وربما لهذا السبب بعض اللوحات تعيدك بعد اكتمالها إلى التقنية التي استخدمت خلال إنجازها مثلما يحصل العكس أيضا.
الفن الرقمي، هو فن أزلي في حد ذاته، وهو أزلي حتى لو اختلف عن ذاته، ولهذا السبب هو يغطي مجالا من الاعمال الفنية يزداد اتساعه مع مرور الوقت، أعمال، قد تكون لوحات، او لغات، أو دعائم، أو أشياء مختلفة جدا، ومنفتحة على التغيّر إلى درجة لا يمكن تخيل مآلاتها المستقبلية.
أما بالنسبة للحدود بين الأجسام والأماكن، بين الاشكال ودلالاتها، بين الاعمال الإبداعية ودعائمها، بين المادي واللامادي، بين الخرائط وجغرافيتها، بين الفضاء والزمن، وخاصة بين الفن الحقيقي والفن المصطنع، فهي تكاد لا تتوقّف عن الإنزياح، وإعادة التموضع.
إلى درجة أنه قد يكون من الشرعي تقريبا استحضار الإستيعاب التدريجي للرقمنة في مجال الفن المعاصر (من خلال تحويل الفن الرقمي إلى فن ما بعد الرقمي) بدلا من المخاطرة بافتراض أن يصبح الفن المعاصر ربما في يوم من الأيام مجرد أحد مماليك الرقمي أو كأفق يتطلع إليه الذكاء الإنساني.”
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.