سلطنة عُمان.. ضيف شرف على أعياد جنيف 2009
تحل سلطنة عُمان ضيف شرف على أعياد جنيف لهذا العام وتُشارك فيها بقرية صُممت خصيصا تعرض مختلف أوجه الثقافة والتقاليد المحلية والمناظر الطبيعية الخلابة التي أصبحت تستهوي أعدادا متزايدة من السياح السويسريين. وفيما سيكتشف الجمهور جانبا من التراث والعراقة في السلطنة، يرى المسؤولون العُمانيون أن مشاركة بلادهم تفتح مجالات "الحوار الثقافي والحضاري مع الشعوب الأخرى".
وفيما تستعد جنيف لاستقبال زوارها في أعيادها السنوية التي ستستمر من 30 يوليو حتى 9 أغسطس المقبل، وتطرح فيه عدة تساؤلات حول كيفية استعداد المدينة لاستقبال الوافدين إليها من منطقة الخليج عشية حلول شهر رمضان، كشفت الجهات المنظمة النقاب عن البرنامج الحافل الذي ستشارك به سلطنة عُمان في هذه الأعياد كضيف شرف للعام 2009.
وسيتخذ الحضور العُماني شكل قرية تقليدية تنصب في الحديقة الإنجليزية المطلة على بحيرة ليمان وتشتمل على أربعة وعشرين خيمة. ويَعِد الساهرون على أعياد جنيف بتقديم نماذج حية وطريفة عن بعض جوانب الثقافة والسياحة في هذا البلد، من خلال حضور حرفيين وفنانين وخبراء في الترويج السياحي.
وفي هذا السياق، يؤشر تحول وزيرة السياحة السيدة راجحة بنت عبد النبي بن علي إلى جنيف على رأس وفد هام، إلى حرص السلطات العُمانية على الترويج للإمكانيات السياحية الساحرة لهذا البلد الذي أصبح منذ مدة وجهة مفضلة لأعداد متزايدة من السياح السويسريين وبالأخص من المناطق المتحدثة بالألمانية.
“حوار ثقافي وحضاري”
ويرى السفير يحيا سليم الوهيبي، الممثل الدائم لسلطنة عُمان لدى المقر الأوروبي لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف أن مشاركة بلاده في أعياد جنيف لهذا العام أنها تأتي في سياق “حرص جلالة السلطان قابوس بن سعيد (حفظه الله) على في فتح مجالات الحوار الثقافي والحضاري مع الشعوب الأخرى”.
وإذا كان الجانب العُماني يرى في حضور الفرقة السيمفونية السلطانية خطوة نحو الآخر، فإن الساهرين على تنظيم أعياد جنيف انتهجوا سياسة تشويق الجمهور من خلال الترويج لبعض المعلومات عما يمكن الإطلاع عليه من تراث أصيل ونادر عبر مكونات القرية العُمانية.
إذ ستقيم الفرقة السيمفونية السلطانية حفلا بحديقة “لاغرانج” في يوم افتتاح أعياد جنيف يوم 30 يوليو. وسيكون في ذلك فرصة للتعرف على تشكيلة هذه الفرقة التي جابت كبريات العواصم العالمية والتي يعود تأسيسها إلى عام 1985 وتحظى برعاية السلطان قابوس وتتميز بكون كل أعضائها من العازفين والعازفات العمانيين.
ومن المنتظر أن يجد الجمهور السويسري في مختلف الخيام التي تشكل القرية العمانية بالحديقة الانجليزية، ما يذكي فضوله للتعرف أكثر على الثقافة والحضارة والطبيعة في سلطنة عُُمان، سواء من خلال حوالي 30 حرفيا يعرضون مهاراتهم أمام الجمهور بلباسهم التقليدي (الدشداشة) المزدان بالخنجر الفضي، أو من خلال الجناح الذي يعرض لمحة عن البلد سواء من حيث التاريخ أو المعالم الأثرية والمعمارية أو من حيث المناظر الطبيعية والثروة الحيوانية، أو عبر ما سيعرض من مأكولات عُمانية متنوعة.
ولا مفر هنا من الإشارة إلى الحلوى العُمانية التي تعتبر أول ما يعرض على كل ضيف وفي كل مناسبة، حيث ستقام لها ورشة خاصة لتعليم الزوار كيفية صنعها إلى جانب ورشة زخرفة الحناء التي تعدّ من وسائل تجميل السيدات إضافة إلى صناعة البخور بطبيعة الحال.
ويُبدي الجانب العماني حرصا على إظهار دور المرأة العمانية من خلال عرض حرف نسوية وأزياء تقليدية نسائية وتخصيص ورشة رسم للأطفال.
“علاقات نعتز بها”
على صعيد آخر، تدعمت العلاقات السويسرية العُمانية في السنوات الأخيرة من خلال الزيارة التي قامت بها وزيرة الاقتصاد السويسرية دوريس لويتهارد في 3 نوفمبر 2007 الى السلطنة، حيث وقعت مع نظيرها العماني وزير الاقتصاد الوطني أحمد عبد النبي مكي على اتفاقية منع الازدواج الضريبي في مجال النقل الجوي.
ومن جانبه، يقول السيد يحيا سليم الوهيبي، سفير عُمان الممثل الدائم لدى المقر الأوروبي لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف “إنها علاقات نعتز بها كعُمانيين”. وسيصادف مشاركة عُمان كضيف شرف في أعياد جنيف، قيام وزير الاقتصاد الوطني العماني المكلف بالشؤون المالية السيد أحمد عبد النبي مكي بزيارة إلى سويسرا ردا على زيارة الوزيرة السويسرية.
وأشار السفير الوهيبي في حديثه مع swissinfo.ch إلى وجود “اتصالات بين جامعة السلطان قابوس ومعاهد وجامعات سويسرية لتقوية التعاون والبحث العلمي”، منوها بالخصوص إلى “وجود طلبة سويسريين يقومون بدراسات وأبحاث في عُمان”.
أما بالنسبة للقطاع السياحي، فيؤكد السفير العُماني أن “عدد السياح السويسريين المترددين على السلطنة، يعرف زيادة متواصلة عاما بعد عام خصوصا في فصل الشتاء نظرا لكون السياح من هذه البلدان يبحثون عن الجو المعتدل وعن المناطق الآمنة وهذان عنصران متوفران في عُمان”.
أول ملتقى اقتصادي
وفي سياق متصل، وبمناسبة استضافة سلطنة عمان في أعياد جنيف، سيتم تنظيم أول ملتقى اقتصادي عُماني في سويسرا يوم 31 يوليو الجاري بالإشتراك مع الغرفة العربية السويسرية للتجارة والصناعة.
وسيشارك في الملتقى الذي سيحضره وفد هام برئاسة وزيرة السياحة العُمانية حوالي 25 من رجال الأعمال العُمانيين المهتمين بقطاعات الإستثمار والسياحة والبنوك والمنتجات البحرية وصناعة الأثاث والهندسة والمنتجات البترولية والكهربائية.
وسيتم بهذه المناسبة إطلاع الشركاء السويسريين على إمكانيات الإستثمار والشراكة المتاحة في سلطنة عُمان من خلال تقديم ورقتي عمل الأولى حول “سياسة الاستثمار في السلطنة وتنمية الصادرات”، والثانية حول “النظام المالي في عُمان”. وسيوفر الملتقى فرصة تتيح لرجال الأعمال العُمانيين إمكانية الإلتقاء بنظرائهم السويسريين لمعرفة فرص الاستثمار أو الشراكة في قطاعات تتميز فيها سويسرا.
ولاشك في أن إبرام اتفاق الشراكة بين دول مجلس التعاون الخليجي الذي تنتمي إليه سلطنة عمان، والدول الأعضاء في الرابطة ألأوروبية للتبادل التجاري الحرّ (التي تنتمي إليها سويسرا) في شهر يونيو الماضي، سيعزز فرص التبادل والإستثمار بين البلدين من خلال رفع العديد من العراقيل التي كانت قائمة لحد الآن في هذه المجالات.
محمد شريف – جنيف – swissinfo.ch
المساحة: 309500 كيلومتر مربع
العاصمة: مسقط
السكان: 3،1 مليون نسمة (تقديرات يوليو 2006)
رئيس الدولة: السلطان قابوس بن سعيد بن سعيد بن تيمور (منذ 23 يوليو 1970)
عدد السويسريين المقيمين في عُمان: 83 (حسب تقديرات 2006)
عدد العمانيين المقيمين في سويسرا: 13 (حسب تقديرات 2006)
صادرات سويسرا الى عمان انتقلت من 41 مليون فرنك سويسري في عام 1990 الى 111 مليون فرنك في عام 2006.
واردات سويسرا من عمان انتقلت من 0،2 مليون فرنك في عام 1990 الى 20،4 مليون فرنك في عام 2006.
أغلب الصادرات السويسرية : مواد صناعة الساعات (24%)، الأدوية (21%)، الآلات (18%)، المجوهرات والأحجار الكريمة (16%).
أغلب الواردات السويسرية : المعادن الثمينة والأحجار الكريمة والمجوهرات(67%)، مواد صناعة الساعات (31%).
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.