مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مشاركة نسائية عربية في معرض جنيف للإختراعات

ابتكار مخترع إسباني: غطاء متحرك لعلبة مشروبات Keystone

شهدت الدورة الخامسة والثلاثون لمعرض جنيف الدولي للاختراعات مشاركة 700 عارض من 42 دولة من بينها الكويت والسعودية.

دورة هذا العام تميزت باستضافة المختبر الأوروبي للأبحاث النووية واستضافة الاختراع السويسري لأول رجل يطير بمحركات نفاثة، وتميزت عربيا بحضور عدد من المخترعات العربيات في قطاعات طبية متطورة.

تنعقد مابين 18 و 22 أبريل في قصر المعارض بجنيف الدورة 35 للمعرض الدولي للاختراعات بمشاركة 700 عارض بحوالي 1000 اختراع من 42 بلدا.

منظمو المعرض يقولون إنه أبرز معرض دولي للاختراعات في العالم وأهم سوق للاختراعات أيضا لأن أغلب المشاركين يرغبون في إيجاد تسويق لإختراعهم. وعادة ما تسفر المشاركة في معرض جنيف عن التعرف عن جهة تهتم بعملية التطوير والتسويق المستقبلي للإختراع بل إن هناك قسما مخصصا في سكرتارية المعرض للتوسط في بيع المخترعات التي يرغب أصحابها في بيعها.

ضيفا شرف من سويسرا وضواحيها

خصص معرض هذا العام حيزا وافرا لضيفي شرف من سويسرا وضواحيها ممثلين في المركز الأوروبي للأبحاث النووية CERN المشيد على مساحة تقع على الحدود السويسرية الفرنسية والذي يعتبر محضنا للعديد من التطبيقات التي قد تبرز في فكر المخترعين.

كما استضاف المعرض أول طيار في العالم يحلق بمحركات نفاثة في شخص الطيار العسكري السويسري إيف روسي الذي أطلق على اختراعه اسم ” Fusion Man”. وإذا كان إيف روسي قد استطاع تجربة اختراعه بالتحليق في أجواء كوستا برافا بإسبانيا بالإنطلاق من طائرة محلقة وتشغيل محركاته النفاثة بعد إطلاق اجنحته، فإن الحظ لم يسعفه في التجربة التي كان من المقرر إجراؤها في سماء جنيف في 20 مارس 2007 نظرا لرداءة الأحوال الجوية.

ويظل بإمكان إيف روسي مجال لتطبيق العديد من التجارب والتحديات مستقبلا مثل الإقلاع باختراعه مباشرة من الأرض بدل الانطلاق من طائرة أو منطاد محلق في الهواء.

الضروري والمفيد والكمالي

كالعادة تعددت وتنوعت الاختراعات ما بين ضروري ومفيد وكمالي، البعض في مرحلة متقدمة من التطوير والبعض الآخر في المرحلة النظرية أو التجريبية. وإذا كانت بعض الدول قد حافظت على مشاركتها السنوية مثل ماليزيا وإيران، فإن دول شمال إفريقيا مثلا انعدمت مشاركتها هذا العام بعد أن سجل حضور محتشم لمخترعين من المغرب والجزائر في سنوات سابقة.

وفي الوقت الذي تحتفظ فيه كل من الكويت والسعودية للسنة الثالثة على التوالي بحضور جيد ومشاركة نوعية، لوحظ أن الجناح الإيراني اكتسح حيزا لا يستهان به من المعرض بمشاركة أكثر من ثلاثين مخترعا ومخترعة وذلك على الرغم من العرقلة التي تعرض لها المشاركون الإيرانيون برفض السلطات القنصلية السويسرية في طهران منح تأشيرات لـ 23 مخترعا ومخترعة إضافيين. وهو ما أغضب مدير المعرض جون لوك فانسون الذي رأى في ذلك “تأثيرات سلبية على سمعة جنيف وعلى سمعة المعرض”.

حضوركويتي سعودي متميز..

عودتنا كل من السعودية والكويت على مشاركة كمية ونوعية متميزة في المعارض السابقة، وهو ما استمر هذه السنة بجناح كويتي ضم ابتكارات أربعة مخترعين، وجناح سعودي ضم أعمال أربعة مخترعين أيضا. ولكن الملفت للانتباه هذه المرة أن الجناحين خصصا مكانا بارزا للسيدات المخترعات أيضا.

فالجناح الكويتي تضمن اختراع الدكتور طارق بحري الأستاذ بجامعة الكويت الذي طور تركيبة كيميائية تم اكتشافها لعلاج أمراض يسببها فيروس HPVأو بابلوما البشري الذي يتسبب في اورام جلدية.

يقول الدكتور طارق أن المنتج طبيعي 100% ويتم استخلاصه من الأعضاء الحيوانية الداخلية. الفرق بين هذا المنتج وما يستخدم حاليا من علاج حسب السيد طارق ، أن العلاج الحالي على شكل أحماض مؤلمة، وقد تتسبب في تشوهات للمناطق السليمة، أو بطريقة التجميد أي بالنيتروجين السائل ، هي مؤلمة ولا تمنع عودة المرض مرة أخرى. بينما يسمح هذا الاختراع بعلاج بعد أربعة اسابيع بدون اية مضار جانبية.

الطريف في هذا الاختراع أنه ناتج من ملاحظة شخصية للدكتور طارق بحيث كان يعاني من نقص في المناعة ضد هذا الفيروس والإصابة بالورم تكرارا. وعندما لاحظ تراجعا في تلك الأورام راجع كل الأشياء التي لمسها خلال الأسبوعين السابقين وتوصل الى أن لمس بعض القطع الحيوانية هو السبب. من خلال عمليات التحليل توصل الى استخراج المادة المعالجة لهذا المرض، ويتمنى أن يتوصل الى تسويقها بشكل صناعي.

زميله في الجناح الكويتي عبد الله العيدان شارك باختراعين الأول عبارة عن حصيلة 26 عاما من البحث ويتمثل في نظام يحسن نظام الاتصالات ويمكن أن يجد استخداما في العديد من الميادين وهو مسجل في الولايات المتحدة الأمريكية واوربا، والثاني عبارة عن نظام ” ذكي” للتكييف يأخذ بعين الاعتبار الكثير من المعطيات التي لا تراعيها الأنظمة الحالية والذي تنجم عنه نوعية تكييف ملائمة للحاجة والمكان ومقتصدة في استهلاك الطاقة.

المخترع الكويتي الرابع هو السيد ظافر العصيمي الذي قد يجد رجال الإطفاء في اختراعه وسيلة فعالة في التحكم في الحرائق بشكل أكثر نجاعة . الجهاز الذي تنتهي به خراطيم المياه، والمصنوع من مواد خاصة، يقول ” أنه يمكن تثبيته في الفتحة القريبة من مصدر النيران لإطلاق الكم الأكبر من المياه في اتجاه الحريق والإسراع بإطفائه. كما أن من ميزاته أنه بتثبيته يمكن لرجال الإطفاء الابتعاد عن مكان الحريق والتحكم من بعد مما يؤمنهم من الإنهيارات او الانفجارات التي قد تنجم عن الحريق.

اما الجناح السعودي المشارك تحت مظلة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، فقد اشتمل على اختراع عملي كثيرا ما احتجنا إليه عندما نكون بعيدين عن المنزل. اختراع المهندس وليد اللافي، عبارة عن غطاء قوارير المياه يتحول بسهولة الى كوب. ويقول المهندس وليد اللافي ” أن التطبيقات كثيرة سواء ككوب للشرب او كإناء لخلط القهوة والشاي أو كقطعة من رضاعة الأطفال مما يسمح بتكبير وتصغير حجم الرضاعة لتبريد الحليب او لتوجيه الرضاعة الى فم الرضيع بسهولة”.

الاختراع العملي السعودي الثاني من مشاركة الدكتور حسام خنقر، والمتمثل في جهاز يطور طريقة تجميع الطاقة الشمسية. ويقول الدكتور حسام ” أن الشرائح الشمسية او المسطحات الشمسية الثابتة لا تسمح بدرجات حرارة اكثر من 90 درجة مئوية ، ولزيادة قدرتها على تجميع الطاقة يتم توجيهها ميكانيكيا لمتابعة وجهة الشمس. ميزة هذا الاختراع حسب الدكتور حسام ” أن يجمع بين الاثنين : لا يتطلب متابعة حركة الشمس وينتج درجة حرارة الى 200 او 250 درجة مئوية.

والاختراع الثالث هو عمل مشترك لخبراء في شركة أرامكو السعودية يسمح بقياس مدى قابلية الأجزاء الصلبة لمقاومة التفتت عند تعريضها لعملية مكررة من التبليل والتجفيف تحت درجات حرارة تفوق 100 درجة مئوية. وقد سمح تطبيق هذا الاختراع في حقول الغاز السعودية بتمكين شركة أرامكو من تخفيض عدد الانهيارات واقتصاد مليارات الدولارات خلال العشرة أعوام الماضية.

.. ومشاركة نسوية

أخصائية التداوي بالأعشاب الكويتية وفاء الكاظمي، شاركت بدهن مستحضر من الأعشاب الطبيعية وبدون اية إضافات كيميائية لمعالجة الحروق التي يتعرض لها الإنسان بدرجاتها المختلفة.

وترى السيدة وفاء أن الميزة التي يتميز بها هذا المرهم الطبيعي انه ” يساعد على ترميم الأنسجة الى وضع طبيعي بعد الفترة العلاجية. وقد تمت تجربة المرهم في علاج حالات مختلفة مثل حروق طفل عبر حليب مغلى او لمس مكواة ساخنة، او حروق عامل من خلال اشتعال بنزين السيارة، أو حروق سيدات ناجمة عن انفجار موقد الغاز، أوعبر مسخن الماء أو مجفف الشعر. وتقول إن المرهم كان فعالا حتى في حالة عامل اصيب بحروق عميقة عبر مادة حمضية.

والمميز في هذه الطريقة، حسب السيدة وفاء أنها “تعطي نتائج بعد اليوم الثالث بجفاف مكان الحريق وبداية عودة الجلد إلى الوضع الطبيعي”، علما أن مشكلة الحروق حتى لو عولجت بالطرق التقليدية فإنها تترك بصماتها الى الأبد.

أمل السيدة وفاء ان تسترعي في هذا المعرض اهتمام شركة دوائية تسهر على تصنيع المنتج ومنتجات أخرى الكثير منها لمعالجة مشاكل الشعر كالتساقط والنعومة والقشرة، أو الروماتيزم او الآلام.

المخترعة السعودية إيمان كامل الدقس شاركت هي الأخرى باختراع أملته الضرورة وهو عبارة عن علاج حيوي لمقاومة المضادات الحيوية في الإصابات البكتيرية والعدوى في المستشفيات. وهذه الإصابات التي يتعرض لها المرضى عند دخولهم للمستشفيات كثيرا ما تؤدي الى تعقيدات ومقاومة للأدوية بل حتى الى الوفاة.

وتشير السيدة إيمان إلى أن “خاصية هذا الدواء تتمثل في أنه خاص بهذه البكتيريا وحدها وليس كباقي المضادات الحيوية يقضي على كافة البكتيريات حتى النافعة منها”. كما تضيف ان الميزة الثانية تتمثل في “قابلية تصنيف العلاج لكل مريض حسب الحالة”. وقدمت أمثلة على ذلك في نجاح الدواء بنسبة تسعين بالمائة في حالة مرضى السكري الذين عادة ما تؤدي أصابتهم الى إجراء عملية البتر.

وقد سمحت وزارة الصحة السعودية بتجربة الدواء على 30 من المرضى. وهناك خطة لتطبيق العلاج على 500 مريض مستقبلا. وتقول الدكتورة إيمان “إن هذا الدواء هو الآن محط اختبار في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا”.

وعن كيفية الاهتداء الى هذا الاختراع، تجيب السيدة إيمان “إن الحاجة هي أم الاختراع”. لقد كانت والدتها في المستشفى في عام 1987 لإجراء عملية بسيطة ولكنها أصيبت في المستشفى واضطرت للبقاء أسبوعين في وضع حرج. ومن خلال بحث الدكتورة إيمان عن سبب عدم جدوى المضادات الحيوية في علاج الإصابة الت تعرضت لها والدتها، توصلت إلى هذا الاختراع.

سويس انفو – محمد شريف – جنيف

700 مشارك من 42 دولة
بلغ عدد الإختراعات المشاركة 1000
الدولة العربية المشاركة هي الكويت والسعودية
شارك كل منها بأعمال أربعة مخترعين من بينهم مخترعتان
إيران شاركت بجناح ضم 30 مخترعا ومخترعة بعد أن رفضت السلطات السويسرية منح تأشيرات لحوالي 23 مخترعا ومخترعة آخرين.

إذا كان مخترعو السعودية والكويت قد كتب لهم الاشتراك بشكل مستمر في معرض جنيف فإن العديد من المخترعين العرب قد انقطعوا عن التردد على هذه الواجهة التي كانت تسمح لبعضهم بالالتقاء بممولين وجهات قد تهتم بتسويق اختراعاتهم وتصنيعها.

في المقابل، يعاني المخترعون والمخترعات من دول الخليج، على الرغم مما يحصلون عليه من تأطير، من عدم وجود اهتمام حقيقي بتطوير اختراعاتهم في المنطقة الخليجية والعربية خدمة لأبناء وطنهم.

صرح أكثر من مخترع لسويس إنفو وجود رغبة لديه في تطوير منتوجه في الوطن العربي بتكلفة أقل، مؤكدا أن ذلك أفضل من بيعه لشركات أوروبية أو أمريكية.

أحد المخترعين العرب استغرب اهتمام شركة خيرية بمشروعه وعرضها مساعدة مالية عليه لتطويره خدمة لأبناء البشرية في الوقت الذي لم يلتفت له أحد من أصحاب الثروات الضخمة في المنطقة العربية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية