غالباً ما يرتبط الدِبْق أو الهدال (Mistletoe) مع تقاليد عيد الميلاد. لكن هذا النبات الموغل في القدم المُسَمى علمياً Viscum album (أو الدِبْق الأبيض)، والذي كان يُستَخدَم حتى من قبل كهنة الشعوب الكلتيه ومُمارسي التطبيب بالأعشاب (الدرويد)، يستَعمل اليوم بشكل أكثر فعّالية، وبالذات كعلاج لمرضى السرطان.
تم نشر هذا المحتوى على
وَلَدتُ في إنجلترا وأعيش في سويسرا منذ عام 1994. التحقتُ بجامعة زيورخ لدراسة تصميم الغرافيك بين عامي 1997-2002. انتقلت في الآونة الأخيرة للعمل كمحررة للصور، والتحقت بفريق swissinfo.ch SWI في مارس 2017.
في الواقع، كانت القُدرة العلاجية لهذا النبات معروفة للأطباء في اليونان القديمة منذ زمن أبقراط تقريباً. مع ذلك، لم يُستَخدَم الدبق كعلاج لمرض السرطان لأول مرّة حتى عام 1917 في زيورخ، على يد الطبيبة إيتا فيغمانرابط خارجي، المؤسِسة المُشاركة للطب الأنتروبوسوفي البديل (Anthroposophy) [القائم على علم طبائع البشر]، بعد أن أدرَك شريكها رودولف شتاينر لأول مرة ما لهذا النبات من قدرة على الشفاء من السرطان على وجه الخصوص.
منذ ذلك الحين، أصبح الدبق (أو الهدال) مُكوناً ثابتاً ومُعترفاً به على نحو مُتَزايد كمُكمّل للعلاج التقليدي لمرضى السرطان، ولا سيما في أوروبا (على الرغم من عدم موافقة الجهات المختصة في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة بعدُ على استخدامه كجزء من الرعاية التلطيفية). وهذه بعض السمات التي تجعل نبات الهدال مُمَيزاً بهذا الشكل.
يتطفل على أشجار أخرى
الهدال من النباتات المُزهرة، لكنه لا يشكل جذوراً بالمعنى المُتَعارف عليه، بل يُطلِقُها خلال الشقوق الموجودة في فروع الشجرة المُضيفة، التي يعتمد عليها كلياً في غذائه. وتتميز أوراق هذه الشجرة الطفيلية بخُضرَتها الدائمة، وقوامها الجلدي وشكلها البيضاوي، لكنها غير مُهيئة لعملية التمثيل الضوئي. وبالتالي فإن خصائص الهدال ونوعيته تتشكل من خلال الشجرة الأم [التي يتطفل عليها، مثل التفاح واللوز والطلح والرمان والتين] والتي لا يُمكن له أن يعيش بدونها.
ينمو ببطء، ولكن حذاري من السموم!
تنمو شجيرات الهدال ببطء شديد. وبدلاً من تشكيلها للجذور وإطلاقها وفرة من الأوراق بسرعة، فإنها تنتج مواد دوائية وسامة مُذهلة. وعلى سبيل المثال، تكون لكتينات الهدال أكثر تركيزاً بحلول فصل الشتاء في السيقان الأقدم للنبات، في حين تتركز الفيسكوتوكسينات (وهي بروتينات صغيرة سامة لأنواع مختلفة من الخلايا) في الأوراق الفتية في فصل الصيف.
يتم حصادها مرتين سنويا وليس مرة واحدة
يتم حصاد الهدال بشكل مُنفَصل عن الأشجار المُضيفة في شهري يونيو، وديسمبر. وهي غالباً ما تُجنى من جذوع أشجار الصنوبر والتنوب والتفاح والبلوط أو الدردار، والتي تُزرَع بشكل متزايد للحصول على الهدال.
بعد توخي العناية اللازمة في إختيار النبات، ومن ثم سَحقه ميكانيكيا ومَزجِه بالماء، يَتَعَرَّض الهدال إلى تخمُّر حمض اللاكتيك (أو اللبنيك)، وهو ما يَسمح باستخراج رَسْل للمكونات. وفي نهاية المطاف، يَتم جمع قطوف الصيف والشتاء في جهاز متطور تقنياً لإنتاج العُنصر الفعّال في المُستحضرات الصيدلانية.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
شجرة الأرغان.. سلاح مغربيات في مواجهة زَحف الصحراء
تم نشر هذا المحتوى على
أصبح إنتاج وبيع الزيت المُستَخلَص من إحدى الأشجار المقاومة للجفاف، يمثل شريان الحياة لمجموعة من نساء البربر في المغرب. كما تساهم حماية هذه الأشجار بِهدف جني زيوتها، في الدفاع عن قرية هؤلاء النسوة من الأضرار الناجمة عن تغير المناخ.
تم نشر هذا المحتوى على
فتنوّع الغطاء النباتي الجبلي يعود الفضل فيه إلى الطبيعة وإلى العناية بالزراعة. ولعدّة قرون، استخدم المزارعون والرعاة الأراضي بطريقة مدروسة ومنظمة، مما حال دون عودة المناطق الجبلية إلى وضعها البدائي من جهة، وحافظ على الغطاء النباتي والحيواني فيها. ولكن في السنوات الأخيرة، أدى تكاثف الأنشطة البشرية (الزراعة والغابات والسياحة واستغلال المياه) إلى زيادة الضغط على…
تم نشر هذا المحتوى على
ينظم حاليا في جزيرتي بريسّاغو جنوب سويسرا معرض صور تحت عنوان “من سانت ليجيه إلى الحديقة الزراعية” يستمر إلى 24 أكتوبر 2010، وهو يسلط الضوء على الحياة في المنطقة إبان الحقبة التاريخية الممتدة من عام 1885 حتى عام 1950 من خلال معرض للصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود..
تم نشر هذا المحتوى على
من السهل جدا التعرف على أقسام الحديقة بفضل التقسيم الجغرافي الواضح للمساحة الخضراء حسب القارات. ففي اليابان، يفضل الناس الشجيرات المُزينة بزهور بسيطة، بينما يحب الصينيون زهور البلاط الملكي الكبيرة العائمة في أوعية ضخمة. في أوروبا يعشق الناس النماذج البسيطة، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فيتم اختيار أفضل زهرة فاونيا مشرقة في مسابقة خاصة تُنظم…
تم نشر هذا المحتوى على
فمنذ ثلاثة أو أربعة قرون مضت، كانوا يعالجون المرضى بمستحضرات غريبة ذات أصل حيواني أو نباتي أو معدني أو بشري، وربما بالتمائم والحجب والصور المقدسة. إلا أن ما تتيحه زيارة متحف ماضي الصيدلة في جامعة بازل، أبعد من تلك الصورة الفولكلورية، من حيث أنها تمنح الزائر استيعابا أفضل لصورة الصيدلاني التي تشكلت عبر الفترات المختلفة…
تم نشر هذا المحتوى على
ولئن كان يـُنتج بكميات هزيلة جدا، فإن الزعفران السويسري الذي يـُجنى سنويا من منتصف أكتوبر إلى منتصف نوفمبر في بلدات صغيرة في كانتون الفالي، يثير فضول السياح واهتمام كبار طباخي المنطقة. من مُنتصف أكتوبر إلى مُنتصف نـُوفـمبر من كل عام، تعيش أجزاء من “الفالي” جنوب غربي سويسرا على وقع موسم جني الزعفران الذي يتباهى به…
تم نشر هذا المحتوى على
وقد رأى أحد أساتذة العلوم الصيدلية وكيميائيات النباتات ضرورة لمثل هذه المؤسسة على ضوء الإقبال المتزايد في سويسرا على الأعشاب والمستحضرات الطبية الطبيعية منذ حين. حصل الأستاذ كورت هوستيتمان، أستاذ العلوم الصيدلية وكيميائيات النباتات في جامعتي جينيف ولوزان على تأييد الأوساط السياسية والعِلمية لهذا المشروع لتعريف الرأي العام بفضائل النباتات والأعشاب الطبية وبمخاطرها في الوقت…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.