روائع العصر الفيكتوري معروضة في لوزان
لأوّل مرّة، تُتاح في سويسرا لعشاق فن الرّسم البريطاني في القرن التاسع عشر فرصة مشاهدة مجموعة أعمال فنية فريدة من نوعها - من تيرنر إلى ويسلر وصولاً إلى فنّ ما قبل الرفائيلية - في لوزان وهي مجموعات مرموقة نادراً ما تخرج من الجزر البريطانية.
“فنّ الرسم البريطاني في القرن التاسع عشر غير معروف جيداً هنا في سويسرا وفي باقي أوروبا”، كما يقول أمين المتحف وليام هاوبتمان. “من خلال هذا المعرض، أردت أن أظهر أصالة وتنوع اللوحات المنتجة خلال فترة العصر الفيكتوري التي اعتاد الناس على النظر إليها على أنها صعبة نوعًا ما، وذات جودة رديئة وليست شيّقة بما فيه الكفاية، أما اليوم فينظر إليها بشكل مختلف”.
في السنوات الأخيرة، عادت لوحات العصر الفيكتوري لتدخل الموضة من جديد وكانت تباع بأسعار مرتفعة، مثل لوحة “البحث عن موسى” للفنان لورانس ألما-تاديما، التي بيعت بمبلغ 36 مليون دولار (35.8 مليون فرنك سويسري) في عام 2010، أو ساعات فريدريك لايتون الذهبية، التي تمّ شراؤها بـ 3 ملايين جنيه إسترليني (3.9 مليون دولار) في عام 2016.
“في هذا المعرض نريد أن نبين أن القرن التاسع عشر لا يقتصر على الأسماء المشهورة فقط، بل الأمر يشبه ما نجده في الأدب. “إذا كنت تعتقد أن هناك فقط بالزاك وفلاوبيرت في فرنسا وديكينز وثاكيراي في إنجلترا، فإنك حقّاً مخطئ”.
من 1 فبراير وحتى 2 يونيو، تعرض مؤسسة إيرميتاج في لوزان (Fondation de L’Hermitage) مجموعة تتألّف من 60 لوحة مستعارة من المؤسسات الكبرى في بريطانيا، بما في ذلك المجموعة الملكية التي تعود إلى الملكة إليزابيث الثانية، من الأكاديمية الملكية للفنون والمتاحف الإقليمية.
ويضيف أمين المتحف وليام هاوبتمان: “أردت تجنب الكليشيهات من الأعمال الشهيرة التي نراها في لندن في متحف ومؤسسة تيت. أما مجموعة الأعمال هذه غالباً ما لا نراها، حيث لا يذهب الكثير من الناس إلى شفيلد أو إكزيتر أو ليفربول”.
ثلاثة أجيال
تعرض مؤسسة إرميتاج ثلاثة أجيال من الرسامين بما في ذلك جوزيف مالورد ويليام تيرنر، أحد أشهر الفنانين في عصره وخاصة في رسم المناظر الطبيعية، والمناظر البحرية المتلألئة. ومن ثمّ يتمّ تقديم الفن الطبيعي المفصل للإخوة قبل الرافائيلية، التي تأسست في عام 1848 من قبل الطلاب في الأكاديمية الملكية في لندن، بما في ذلك جون إيفرت ميليه ودانتي جابرييل روزيتي.
ويضم المتحف الذي يقع في منزل يعود لعام 1850 أيضًا أعمالًا من الحركة التجميلية التي يتزعمها إدوارد بيرن جونز، والتي استوحت الإلهام من أساطير العصور الوسطى والأدب والشعر والعصور القديمة.
وتصور اللوحات التي رسمها فريدريك والر، وأوغسطس مولريدي وفرانك هول الفقر المريع في بريطانيا القرن التاسع عشر والحياة بين المتسولين وأطفال الشوارع.
ويختتم المعرض بالرسامين المؤثرين جيمس أبوت ماكنيل ويسلر وجون سينغر سارجنت، وهما فنانان من أصول أمريكية عاشا وعملا في بريطانيا. يعكس عملهما معاً التقلبات الكبيرة للثورة الصناعية والحياة الحديثة خلال العصر الذهبي للإمبراطورية البريطانية، من التوسع في المدن والنقل إلى عدم المساواة الاجتماعية المتنامية وظهور الطبقات الوسطى.
“من اعتاد على شراء اللوحات في ذلك الوقت؟ الأسر الغنية والأرستقراطيون بلا شك، ولكن للمرة الأولى كان هناك طبقة وسطى لديها ما يكفي من المال والرغبة في تعليق اللوحات على جدرانها لتعزيز مكانتها الاجتماعية”، كما يقول هاوبتمان.
“لكنهم لم يرغبوا في مشاهد تاريخية أو صور من الكتاب المقدس. بل أرادوا لوحات يسهل فهمها لأنها تصوّر مشاهد واقعية من الحياة اليومية”.
(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: ثائر السعدي)
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.