مُجمّع حضارة كرمة يعرض صفحة مغمورة من تاريخ النوبة
يُعتبر افتتاح الرئيس السوداني المشير عمر حسن البشير لمتحف مُجمع حضارة كرمة تقديرا رفيعا لعمل فريق علماء الآثار بقيادة السويسري شارل بوني.
ويهدف المتحف الذي أقيم في المكان نفسه الذي جرت فيه أعمال التنقيب بجهود سودانية وسويسرية إلى تسليط الأضواء على ماض غير معروف في تاريخ السودان، والتحول إلى نقطة جذب سياحي لمنطقة بحاجة إلى تنمية واسعة.
أثناء افتتاحه لمتحف مُجمع حضارة كرمة يوم 19 يناير 2008، صرح الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير “إن حضارة كرمة تعتبر من أقدم الحضارات في العالم وهي مصدر فخر واعتزاز لأهل السودان”.
شارل بوني، رئيس الوفد السويسري الساهر على التنقيب عن الآثار بمنطقة كرمة منذ 43 سنة، والعنصر الرئيسي الذي ساهم في إقامة هذا المتحف في عين المكان، يعتبر افتتاح المُجمع من قبل رئيس الدولة دليل على أن “هذا المتحف يعتبر إسهاما مهما في معرفة جذور هذا البلد، وفي التعريف بالهوية النوبية”.
وأضاف شارل بوني بأن “تنقل الرئيس شخصيا لافتتاح المتحف يُفهم منه أن هناك إشارة إلى دعم الأبحاث الأثرية لأن في ذلك فائدة كبرى نظرا لصورة السودان وصورة أمجاده”.
مجمع حضارة كرمة أو متحف الفراعنة السود
تكمن خاصية مجمع حضارة كرمة من حيث الموقع، في كونه مجمعا أقيم قبالة موقع مدينة كرمة القديمة التي كانت عاصمة المملكة التي حملت نفس الإسم ما بين 2400 و1400 قبل الميلاد.
وقد تم اختيار شكل مميز لبناء المتحف يتلاءم نوعا ما مع المحيط بحيث يقول شارل بوني “لقد تم تصميم مبنى المتحف من قبل سوداني مغترب في بلدان الخليج، وهو تصميم يختلف نوعا ما عن فن العمارة النوبي، ولكنه قريب منه من خلال الرسوم الخارجية”.
ولا شك في أن أول ما يسترعي اهتمام زائر متحف كرمة، هو الحيز الكبير الذي خُصص في هذا المتحف الصغير لتماثيل الفراعنة السود؛ وهي التماثيل التي عُثر عليها محطمة في بئر في منطقة “دوكي قيل”، وتم ترميمها من قبل الخبير الألماني ماركوس بلود.
بصحبة شارل بوني وعدد من مساعديه، سنتوقف على مختلف الحقب التي يشتمل عليها متحف كرمة. وتنطلق بداية جولتنا مع شارل بوني من تماثيل الفراعنة السود، تاهرقا الذي يتوسط الجميع بقامته التي تفوق 2.80 متر، متوسطا تمثالي تانوت آمون، وهما من الفراعنة الذين حكموا مصر والسودان.
وفي الأمام إلى اليمين واليسار، نجد تمثالي سينكامانيسكن بلباسه الديني وبغطاء الرأس الذي يحمل شعار الملوك أيضا الذين حكموا كلا من السودان مصر.
وإلى اليمين، نشاهد تمثال آنلاماني بغطاء الرأس الذي يحمل إلى جانب شعار ملوك كل من مصر والسودان، قرون الإله آمون التي يقول عنها شارل بوني إنها “أصبحت تضاف منذ بداية الإمبراطورية الأولى والتي تعتبر من التقاليد النوبية”.
أما التمثال الصغير الذي يتقدم الجميع فهو للملك آسبلتا الذي يقول عنه شارل بوني إنه “على الرغم من صغر قامته مقارنة مع قامة أسلافه، فإنه كان من أقوى الملوك الذين حكموا المنطقة لأكثر من 25 سنة، وهو الذي نقل عاصمة المملكة إلى جبل برقل”.
وقد امتد حكم هؤلاء الملوك لمدة قرن تقريبا ما بين 690 و590 قبل الميلاد، وبما أنهم كانوا يحكمون كلا من مصر والسودان فإن شارل بوني يعتقد أنه “من الممكن تفهم قلق المصريين من رؤية ملوك النوبة يبسطون نفوذهم لحكم كل من مصر والسودان”.
قبر يعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد…
من التحف التي قد تستهوي الزائر لمتحف كرمة، نموذج قبور تعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد من بين حوالي 30 ألف قبر ما زالت تحتفظ بها منطقة الديفوفة الشرقية بمعتمدية البرقيق غير بعيد عن مدينة كرمة.
ومن المعلومات التي يرغب المتحف في إيصالها إلى الأجيال القادمة، تلك المتعلقة بطقوس الدفن التي كانت سائدة قبل 4000 سنة، خصوصا الطقوس التي كانت ترافق مراسيم الدفن مثل تزويد الميت بأواني وممتلكات لمرافقته إلى الحياة الأخرى، مثل الأواني الخزفية والعطور ومرآة من البرونز لعملية الزينة.
كما كانت القبور تحتوي في قسمها الجنوبي على بقايا جماجم وقرون الأبقار التي كانت تذبح في المراسيم المتكررة لإحياء ذكرى الوفاة. ويقول شارل بوني إن كبر حجم القبر يتناسب مع المكانة الاجتماعية للميت. كما أن طريقة الدفن كانت كلها بوضع الميت في وضعية الجنين بوجهه نحو الشرق وهو ما يعني في نظر شارل بوني “احترام طقوس دينية موحدة”؛ وهي طقوس خاصة بالمنطقة.
بقايا تماثيل الإمبراطورية الوسطى
ويعكس جانب من متحف كرمة الحقبة المعروفة بحقبة بسط النفوذ المصري على أقسام كبيرة من النوبة بعد إضعاف ملوك المملكة الكوشية.
وما يحير فريق الآثار في كرمة، عثوره على بقايا بعض التماثيل التي تعود للإمبراطورية الوسطى. عن ذلك تقول الخبيرة الفرنسية في فريق الآثار بكرمة والمتخصصة في الكتابة الهيروغليفية الفرعونية دومينيك فالبيل: “إن الأمر مازال غامضا، ولكن يمكن تفسير ذلك بعدة أسباب: قد تكون هذه التماثيل قد وصلت إلى المنطقة عبر بعثات مصرية، وأن بعضا من هذه التماثيل قد يكون تم الإستيلاء عليه أثناء غزوات الكوشيين إبان فترات بسط نفوذهم على كامل منطقة النوبة السفلية وجنوب مصر”.
وتضيف الخبيرة أن هذه التماثيل “كانت معدة لمصر وتشير الكتابات المتواجدة عليها أنها صنعت لمنطقة محددة من مصر”.
وأدى هذا النفوذ المصري داخل الأراضي السودانية إلى تشكيل عدة مدن حتى حدود الشلال الرابع. ومن القطع التي تعكس ذلك بقايا غطاء ألواح أسماء الملوك المصريين من بداية الأسرة الثامنة عشرة التي أسست مدينة دوكي قيل أو “بنوبس” بمعابدها مثل توتموزيس الأول والثاني والثالث والرابع وحاميناتوب الثاني.
كما اشتمل المتحف على قطع من ألواح معابد آخناتون وصور تمثل الإله آتون بحيث تم عرض فقط الأقسام التي تحمل تعابير ورسوم، بينما بقيت الأقسام الأخرى مدفونة في تحت الأرض.
حقبة مملكتي نباتا ومروي
وخصص متحف كرمة مكانة لآثار مملكتي نباتا ومروي على الرغم من ندرة بقايا آثار معابد الأسرة الخامسة والعشرين نظرا لإعادة استخدام تلك الأحجار عدة مرات في بناء معابد جديدة، حسب الخبيرة دومينيك فالبيل.
ومن الآثار المعروضة لوح الإسم الملكي لشباكا من بداية العائلة الخامسة والعشرين وآخر للملك نيفيريبري من مملكة مروي.
وما يثير الاهتمام قطعة عليها كتابة مروية تقول عنها الخبيرة فالبيل “إنها الكتابة الحرفية التي تختلف عن الكتابة الهيروغليفية”، ولكن مشكلة هذه الكتابة المروية أنها غير مفهومة بما فيه الكفاية لحد اليوم نظرا لعدم اكتشاف الكثير من المفردات الخاصة بها.
وتضيف الخبيرة أن “هناك خبيرا يُدعى كلود ريي يقوم بجهود جبارة لاكتشاف أسرار هذه اللغة المروية وذلك بالقيام ببعثات اكتشاف في العديد من مناطق السودان لمقارنة مفرداتها مع مفردات لهجات محلية”. وإذا كانت اللغة المروية المكتوبة بالحروف الهيروغليفية تقتصر على الجانب الديني فقط، فإن الآمال معقودة على اكتشاف أسرار اللغة المروية المكتوبة بالحروف لمعرفة الكثير عن أوجه الحياة في المملكة المروية.
ولا شك في أن متحف كرمة يعكس عينة من أهم أنواع خزف كرمة الذي تطور ما بين العام 2500 و2050 قبل الميلاد. وقد احتوى متحف كرمة على عينة من الأواني الفخارية التي تعكس بحق بلوغ فن صناعة الفخار تقنية عالية. كما تم نقل عدد من هذه الأواني إلى المتحف الوطني في الخرطوم.
ما قبل حضارة كرمة أو ما قبل التاريخ
من خصائص متحف كرمة أنه لا يتوقف عند حقبة واحدة بل يذهب إلى حوالي مليون سنة. وهذا هو الجانب الذي يتولاه ماتيو هونيغر، أستاذ حقب ما قبل التاريخ بجامعة نوشاتيل السويسرية، والعضو في الفرقة السويسرية للتنقيب عن الآثار في كرمة.
بداية الجولة في المتحف تنطلق من مكان سيخصص لنموذج أول قرية سكنية تعرف على مستوى القارة الإفريقية، مبنية من الخشب والطين على شكل أكواخ مزودة بأسوار دفاعية يبلغ ارتفاع بعضها ثمانية أمتار وتمتد لحوالي عشر هكتارات، وتعود إلى حوالي 3000 عام قبل الميلاد؛ وهي “قرية وادي العرب” التي يقول عنها الاستاذ هونيغر “إنها مهمة جدا بالنسبة لتاريخ إفريقيا ووادي النيل لأنها أولى المدن السكنية التي يتم اكتشافها على مستوى القارة الإفريقية”.
وقد تم اكتشاف مساحة 2 هكتار من هذه المدينة التي توجد أسفل مقابر الديفوفة الشرقية. ويضيف الاستاذ هنيغر: “يعني اختيار مملكة كرمة إقامة مقابرها في هذا المكان أنها اختارت إقامتها في موقع العاصمة القديمة، وما يُستخلص من ذلك أن حضارة كرمة نابعة من تطور ديناميكية حضارية محلية وليس الكل مرده إلى تأثير الحضارة المصرية”.
ويذهب ماتيو هونيغر إلى تبرير هذا التنقيب في حقب ما قبل التاريخ بقوله “إنه ضروري لإظهار هذه الديناميكية التي كانت في بعض المراحل أهم مما عرفته الحضارة المصرية”.
ومن الاكتشافات الفريدة من نوعها على مستوى القارة الإفريقية التي تم التوصل إليها في منطقة تبعد بحوالي 15 كلم عن كرمة، مقبرة تعود للعصر الحجري الحديث أي حوالي 4000 ق.م، وهي “مقبرة كدروقة” التي يقول عنها ماتيو هونيغر “إنها أول مقبرة لأناس تحولوا من مجتمعات صيد إلى مزاولة مهنة تربية الماشية والزراعة، وبدأوا في الاستيطان”.
وتتميز هذه المقبرة بكون المقابر نُحِتت في الصخور. وإذا كانت القبور الأولية لا تشتمل إلا على رفات الميت، فإن الطقوس تطورت لتشتمل على عدد من التحف العاجية بما في ذلك تحف من أسنان فرس النهر وأدوات التجميل وغيرها. وهذا ما يفسر تطور المعتقدات أيضا في نظر ماتيو هونيغر.
التنقيب عن جذور الإنسانية
ومما تتميز به أبحاث الفريق السويسري في كرمة عثوره على موقع به رسوم صخرية قلّما عُثر عليها في وادي النيل باستثناء منطقة على البحر الأحمر؛ إذ يقول الاستاذ هونيغر “إن هذه الرسوم الصخرية معروفة في منطقة الطاسيلي بالجزائر وفي ليبيا، ولكن عثرنا على بعد 25 كلم عن كرمة على موقع به آلاف الرسوم المنقوشة على الصخر، وسُمح لنا باقتناء رسم واحد لعرضه في المتحف”. ويعكس الرسم قطيعا من الأبقار وهو ما يوضح أن أهالي المنطقة بدأوا بتربية الماشية قبل مزاولة الزراعة.
لكن أبحاث الفريق السويسري تطمح للمضي قدما نحو التنقيب عن جذور الإنسانية إذ يعتبر الأستاذ هونيغر، المدير التقني للبعثة السويسرية، بأن “بعض الآثار المعروضة في المتحف تعود إلى حوالي عشرة آلاف سنة مثل بيضة نعامة مزخرفة أو قطع عظمية لزرافة، مما يعكس أن المنطقة كانت تعيش فيها الزرافات وفرس النهر”.
وقد خصص المعرض حيزا للحقب الساحقة من التاريخ تعكسها قطع تم العثور عليها في وادي النيل تعود إلى مليون سنة؛ وهي الحقبة الخاصة بالعصر الحجري الوسيط ما بين 250 ألف و50 ألف سنة. وعن هذه الحقبة يقول الأستاذ هونيغر “عثرنا على بعد 40 كلم من هنا على موقع بركان بقمته مواقع استعملت من قبل الإنسان لصناعة أدوات مثل الحراب والسكاكين، وهذا الموقع بقي على حاله وبشكل مكشوف منذ ما يزيد عن 50 ألف سنة”، قبل أن يستطرد “تم اكتشاف هذا الموقع منذ عامين فقط، ويتطلب التنقيب فيه تجهيزات كبيرة للإقامة في عين المكان لمدة أطول”.
وعما إذا كان الفريق السويسري ينوي مواصلة العمل في هذا الموقع بمفرده، يجيب ماتيو هونيغر “لربما قد نضطر للتعاون مع فرق أخرى نظرا لكوننا ندخل في حقبة تتطلب دقة كبرى، خصوصا إذا ما عثرنا على بقايا إنسان، وهذا سيعطي للأبحاث بُعدا أكثر إثارة لأننا سندخل في المرحلة ما بين 50 و100 الف سنة، أي فترة تطور الإنسان المعاصر بقوامنا الحالي. وهذا الإنسان نشأ في منطقة من مناطق القارة الإفريقية قبل أن ينتشر في باقي أرجاء العالم”.
في تقييمه لاختتام هذه الأشغال بإقامة متحف يشتمل على أهم وأبرز ما عثر عليه الفريق السويسري الفرنسي في كرمة يقول شارل بوني “إن إقامة هذا المتحف هو بمثابة هدية تقدم لباحث آثار خصوصا بعد اكتشاف التماثيل السبعة للفراعنة السود”.
ولكن شارل بوني الذي كان منهمكا في إدخال اللمسات الأخيرة على ترتيب القطع الأثرية تحضيرا لافتتاح المعرض من قبل الرئيس السوداني المشير عمر حسن البشير، بدى همه الكبير في كيفية الحفاظ على مستوى النظافة في المتحف وفقا للمعايير السويسرية.
وتتذكر الخبيرة الفرنسية دومينيك فالبيل الجدل الذي أثير عقب اكتشاف تماثيل الفراعنة السود واعتزام السلطات السودانية نقل تلك التماثيل لعرضها في المتحف الوطني في الخرطوم، إذ تقول” لقد قاومنا من أجل إبقاء هذه الآثار في عين المكان لكي يتمكن الشخص الذي يأتي إلى هذا المكان لاكتشاف كرمة من التعرف على كل هذه الآثار في عين المكان بدل الجري ورائها في مختلف أنحاء العالم”.
أما الخبير السويسري في حقب ما قبل التاريخ ماتيو هونيغر فيرى أن لهذا المتحف خاصيتين: “فهو متحف سوداني نوبي عمل اكتشاف التماثيل على إعطائه بعدا أساسيا وثقلا متحفيا هاما” نظرا لكون المتحف يشتمل على تماثيل حقيقية وليست مجرد نسخ طبق الأصل.
ويجد ماتيو هونيغر أنه “ولئن كان المتحف قد أقيم في نفس المكان الذي كان عاصمة مملكة كرمة، فإنه يعطي نظرة عن الحضارة النوبية في بعدها الشامل، بل يتعدى ذلك لإلقاء نظرة عن بعض أوجه الحضارة في القارة الإفريقية مما يخرجنا من المنطق الذي يحصر كل أوجه الحضارة في المنطقة بكونها نتيجة للحضارة المصرية، ويسمح بالبحث عن أبعاد حضارات أخرى في المنطقة خصوصا بعد العثور على آثار هامة لم تكن معروفة من قبل”.
وهو ما تشرحه دومينيك فالبيل، المتخصصة في الكتابة الهيروغليفية، بقولها “إن المتحف يشتمل على فترة ممتدة لآلاف السنين … ويجمع بين ثقافات مختلفة وحقب مختلفة”.
وترى دومينيك أن الأهم هو “أن هذا المتحف عبارة عن متحف محلي في منطقة غنية بالثقافات والحضارات، وهذا ما يسهل الأمور مقارنة مع متاحف تعرض قطعا أثرية تمتد لمناطق مختلفة لربما قد يصعب على الزائر فهم أبعادها”.
وعما إذا كان متحف كرمة يجلب بعدا جديدا ويقدم نظرة جديدة عن الحضارة النوبية، تقول دومينيك فالبيل “إن الأمر مختلف تماما عما يقدمه متحف أسوان من صورة فولكلورية عن الحضارة النوبية، رغم عظمته المعمارية”؛ إذ تعتبر أن متحف كرمة “سيسمح بتقديم نظرة خاصة عن غنى الحضارة النوبية خصوصا، وأن إصرارنا سمح بإبقاء تماثيل الفراعنة السود مجتمعة بدل تفريقها بين المتاحف”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.