ثمانون دولة تناصر مناقشة وضع الأراضي المحتلة
صرح وزير الخارجية السويسري بأن ثمانين دولة وافقت على عقد مؤتمر دولي لمناقشة تطبيق معاهدة جنيف الرابعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة من طرف اسرائيل في حين عارضته كل من اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.وتدرس سويسرا حاليا إجراءات الدعوة لعقد المؤتمر بوصفها راعية معاهدات جنيف.
كشف وزير الخارجية السويسري جوزيف دايس النقاب عن كون ثمانين دولة تناصر تنظيم مؤتمر دولي لمناقشة تطبيق بنود معاهدة جنيف الرابعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة من طرف إسرائيل. وهي المعاهدة التي تدعو إلى حماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة وتحمل القوة المحتلة المسؤولية في كل ما يتعرض له هؤلاء المدنين من انتهاكات وتجاوزات يقرها القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
ومن بين هذه التجاوزات الترحيل القسري للسكان الأصليين او توطين سكان آخرين محلهم وهو ما يطرح بشكل واضح مشكلة المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة او تلك التي حولت إلى شبه إشراف للسلطة الفلسطينية.
هذا الاجتماع الذي دعت إليه الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في عام سبعة وتسعين بطلب من المجموعة العربية تم تأجيل عقده في عام تسعة وتسعين بمجرد افتتاح جلسته الأولى بعد التوصل إلى اتفاق يهدف إلى عدم إحراج الوزير الأول الإسرائيلي الجديد آنذاك إيهود باراك ولعدم المساس بالمسار السلامي. ولكن اجتماع عام تسعة وتسعين الذي اقر تطبيق المعاهدة الرابعة في الأراضي المحتلة أوصى بإعادة الدعوة لعقد المؤتمر إذا ما اقتضت الظروف ذلك.
وقد رأت المجموعة العربية مع بداية الانتفاضة الفلسطينية في شهر سبتمبر الماضي أن الظروف التي خلقها الرد المبالغ فيه للجيش الإسرائيلي على الانتفاضة وكذلك توقف المسار السلامي بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد الأخيرة تعتبر كافية للدعوة لعقد المؤتمر.
لكن سويسرا التي شرعت في إجراء المشاورات قوبلت بمعارضة بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وكان الحديث يدور في البداية عن خمس دول. ولتذليل هذه العقبات قام وزير الخارجية السويسري السيد جوزيف دايس بزيارة في شهر مارس آذار إلى كل من أراضى الحكم الذاتي وإسرائيل لجس نبض الطرفيين . وقد سمحت هذه الزيارة بقبول الجانب الفلسطيني للطلب السويسري الداعي إلى تمديد فترة المشاورات لمدة لشهريين إضافيين.
وكانت سويسرا قد أوضحت بأنها ترغب في “عقد مؤتمر يدعم المسار السلامي ولا يعرقله “. لكن الجانب الإسرائيلي قابل الدعوة السويسرية برفض الحديث عن عقد مؤتمر دولي حول تطبيق المعاهدة الرابعة في جنيف وطلب من الوزير السويسري التدخل للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وقد قام وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني السيد نبيل شعث بزيارة لسويسرا في شهر مايو الماضي لتذكير الجانب السويسري بأن مهلة الشهرين قد انتهت وأن “صبر الفلسطينيين قد نفذ” ولذلك يجب توجيه الدعوة لعقد المؤتمر.
يبدو من التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السويسري أن دول الاتحاد الأوربي لم تعد متحفظة وبالتالي فإن الجانب السويسري سيجد نفسه عرضة أكثر لضغوط أمريكية وإسرائيلية لا تقبل عقد مؤتمر يتطرق لوضع الأراضي الفلسطينية المحتلة على انفراد وضغوط عربية وإسلامية تدعمها العديد من الدول التي ترى أن عقد المؤتمر يجب أن يتم حتى في غياب الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.