جنيف استكملت الإستعدادات
تستعد جنيف لاستقبال حوالي 10 آلاف مشارك في قمة مجتمع المعلومات، من بينهم أكثر من 56 رئيس دولة وحكومة في محاولة لتضييق الهوة الرقمية القائمة بين الأغنياء والفقراء.
منظمات المجتمع المدني السويسرية انتقدت طريقة الإعداد لهذه القمة وتنبأت بفشلها وذهبت إلى أنها ستزيد في تعميق الهوة الرقمية بدل التخفيف منها.
في الوقت الذي تستعد فيه جنيف لاحتضان الشق الأول من قمة مجتمع المعلومات، بمشاركة أكثر من 10 آلاف مشارك من 169 بلدا، من بينهم 65 رئيس دولة وحكومة، تصاعدت أصوات المنظمات الأهلية السويسرية التي تنتقد طريقة الإعداد لهذه القمة، لا سيما إسناد مهمة التحضير إلى لاتحاد الدولي للاتصالات على المستوى الأممي، وللمكتب الفدرالي للاتصالات على المستوى السويسري.
فهذه القمة الأولى من نوعها والتي تهدف إلى جسر الهوة الرقمية القائمة بين البلدان الغنية المتمكنة من تكنولوجيا الاتصالات، والبلدان النامية المفتقرة لها، ستفتتح بعد ظهر يوم الأربعاء العاشر ديسمبر في قصر المعارض بجنيف، وتستمر أشغالها وتظاهراتها الجانبية حتى الثاني عشر منه.
وتستعد مدينة جنيف لتأمين أمن وسلامة الضيوف بتجنيد قواتها الأمنية المدعمة بحوالي 2000 جندي. ومن القادة الذين تم تأكيد مشاركتهم في القمة الزعيم الكوبي فيدال كاسترو والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سلفا، والمستشار الألماني غيرهارد شرودر، والرئيس الفرنسي جاك شيراك، والتونسي زين العابدين بن علي، والمصري حسني مبارك. بينما من المحتمل أن يترأس وزير الخارجية الأمريكي كولن باول وفد بلاده المشارك في القمة.
مفاوضات اللحظة الأخيرة
ولمحاولة تسوية الخلافات العالقة بخصوص بعض النقاط الواردة في مشروع الإعلان وفي برنامج العمل اللذان يمثلان الوثيقتان الرسميتان اللتان ستصدران عن القمة، ستبدأ اعتبارا من يوم الجمعة 5 ديسمبر مفاوضات اللحظة الأخيرة في اجتماع بقصر الأمم. وهو الاجتماع الذي ستعرض فيه سويسرا نتائج مشاوراتها التي أجرتها مع عدد من الدول وبالأخص تلك التي تبدي معارضة لبعض النقاط مثل الصين.
ويبدو من تصريحات رئيس الوفد الأمريكي للقمة، منسق وسائل الاتصال بوزارة الخارجية الأمريكية دافيد غروس، بأن الولايات المتحدة تنوي الاستمرار في معارضة المطالب الإفريقية الرامية إلى بعث صندوق دولي لتمويل الهوة الرقمية. كما تصر واشنطن ومعها عدد من الدول الغربية، على إبقاء الرقابة على الإنترنت بين يدي القطاع الخاص، في الوقت الذي تقترح فيه الصين والبرازيل إسناد تلك المهمة إلى منظمة أممية.
وبالنظر إلى نتائج الجولة التي قام بها مبعوث الحكومة السويسرية لقمة مجتمع المعلومات السيد أدولف أوغي إلى كل من الصين وإيران، ونتائج المشاورات الثنائية التي أجرتها الكنفدرالية مع عدد من البلدان، وعلى الرغم من التفاؤل التي عادة ما يتم التعبير عنه في مثل هذه المناسبات، إلا أن المسئولين السويسريين يتحدثون عن إمكانية بقاء بعض النقاط عالقة لكي يبت فيها قادة الدول أثناء انعقاد القمة. وهناك من أشار إلى إمكانية إرجاء مسألة التمويل إلى ما بعد قمة جنيف.
تشاؤم المجتمع المدني
في الوقت نفسه انتقدت الهيئة السويسرية لمنظمات المجتمع المدني المعنية بقمة مجتمع المعلومات، الطريقة التي تم بها التحضير للقمة سواء من حيث محتوى الوثائق التي ستصدر عنها أو بالنظر إلى الجهات التي أسند لها الإشراف على تنظيمها.
إذ ترى هيئة Comunica-ch التي تضم 40 منظمة غير حكومية، بأن الإعداد للقمة كان من المفروض ألا يعهد به إلى الاتحاد الدولي للاتصالات فحسب. كما انتقدت الهيئة إسناد سويسرا هذه المهمة من الجانب السويسري إلى المكتب الفدرالي للاتصالات بدلا من تكليف وزارة الخارجية بها.
وبخصوص مضمون الوثائق التي سوف تصادق عليها القمة، ترى شانتال بيير ممثلة المنظمة الخيرية “Pain pour le Prochain” بأن مجتمع المعلومات يجب أن “يقوم على أساس حقوق الإنسان وليس على أساس حماية مصالح القطاع الخاص، وإلا فإن المعلومات والاتصالات ستتحول إلى بضاعة تجارية”.
وترى هذه المنظمات الأهلية، بأن ما يتضمنه الإعلان الختامي للقمة وبرنامج العمل يشكل “تراجعا سواء فيما يتعلق بحقوق الإنسان أو بحرية الإعلام”.
وتكهنت هذه المنظمات، التي تعتبر أنه قد تم تفويت فرصة التفكير بتعمق في أسس مجتمع المعلومات، بإمكانية “السير نحو فشل ذريع، وتعميق للهوة الرقمية بدل الحد منها” مثلما جاء في البيان الصادر عنها.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.