سويسرا تترأس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2025
اختار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة السفير السويسري يورغ لاوبر رئيسًا له لعام 2025.
هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها سويسرا رئاسة مجلس حقوق الإنسان الذي يتخذ من مدينة جنيف مقراً له، ويتمثل دوره في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها على الصعيد العالمي.
”متعدد اللغات، والأديان، والثقافات، وملتزم بشدة بالقيم الديمقراطية والحوار وبناء التوافقات“- هذه هي قيم سويسرا التي أبرزها يورغ لاوبر في خطابه أمام المجلس يوم الاثنين الماضي مباشرة بعد تعيينه.
وسيتولى لاوبر، وهو دبلوماسي سويسري محنك يبلغ من العمر 61 عامًا، ويتمتع بمسيرة مهنية طويلة في العلاقات الدولية، هذا المنصب لمدة عام واحد.
وقد سبق للاوبر أن شغل مناصب عدة، منها الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بين عاميْ 2015 و2020، ومدير مكتب رئيس المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا. كما شارك في بعثات حفظ السلام في ناميبيا وكوريا في المناطق منزوعة السلاح.
التحديات المقبلة
يأتي ترشيح لوبر في وقت يواجه فيه المجلس العديد من التحديات، بما في ذلك الانتقادات المتزايدة بشأن تسييسه والاستقطاب بين أعضائه الـ47.
ومن المرجح أن يؤدي التنافس بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وكذلك الحرب في أوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط إلى تفاقم هذه التوترات.
فضلا عن ذلك، يواجه المجلس ضائقة مالية بسبب أزمة السيولة المستمرة في الأمم المتحدة. وسيؤدي ذلك إلى تقليص البرامج وإلغاء الفعاليات الجانبية، مما قد يؤثر على قدرته على العمل بفعالية.
ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في عام 2025، يسود قلق متزايد بين أعضاء الأمم المتحدة من أن الولايات المتحدة قد تخفض مساهمتها المالية لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. في ظل إدارة ترامب في عام 2018، غادرت الولايات المتحدة المجلس، متذرعة بـ “تحيزه المزمن ضد إسرائيل” وسجلات بعض أعضائه المثيرة للجدل في مجال حقوق الإنسان. ثم عادت الولايات المتحدة إلى المجلس في الفترة 2022-2024 في ظل إدارة الرئيس جو بايدن. ومنذ انتخابه لم يعلق ترامب على مساهمة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، مفضلا ترك الغموض سيد الموقف.
المزيد
الولايات المتحدة تخاطر بفقدان مصداقيتها في مجلس حقوق الانسان
وكبقية أعضاء الأمم المتحدة، خضع سجل سويسرا في مجال حقوق الإنسان إلى التدقيق في إطار الاستعراض الدوري الشامل. وتعرضت سويسرا إلى “الانتقاد بشأن تعاملها مع قضايا العنصرية، واعتبار هذه الظاهرة معضلة هيكلية تسود المجتمع السويسري”.
سويسرا ترأس المجلس للمرة الأولى
وتسعى سويسرا إلى المشاركة بفعالية أكبر في مجلس حقوق الإنسان، وقد حصلت على العضوية في هذه المؤسسة في أكتوبر الماضي للفترة 2025-2027.
ويعتزم بلد جبال الألب التركيز على قضايا مثل إلغاء عقوبة الإعدام، وحظر التعذيب، وتعزيز حرية التعبير، وحماية الأقليات وحقوق المرأة. وقبل ولايتها القادمة، كانت سويسرا، العضو النشط في الأمم المتحدة منذ إنشاء المجلس في عام 2006، قد شغلت مقعدا في المجلس لثلاث ولايات ( 2006-2009، و2010-2013، و2016-2018).
تم اقتراح لاوبر رئيس لمجلس حقوق الإنسان من قبل أعضائه. وكجزء من نظام التناوب الجغرافي، كان من المقرر اختيار الرئيس لعام 2025 من مجموعة دول أوروبا الغربية ودول أخرى. وكان لاوبر المرشح الوحيد عن المجموعة، واختير دون الحاجة إلى تصويت تنافسي.
ويٌعد رئيس المجلس مسؤولاً عن رئاسة الاجتماعات واقتراح المرشحين.ات لولايات الإجراءات الخاصة وتعيين الخبراء والخبيرات في هيئات التحقيق. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس حقوق الإنسان السفير المغربي عمر زنيبر. وسيتولى لاوبر هذا المنصب في يناير 2025.
تحرير: فيرجيني مانجين
ترجمة: عبد الحفيظ العبدلي
مراجعة: مي المهدي
المزيد
جنيف الدولية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.