جنيف: وفاة كورنيليو سوماروغا الرئيس الأسبق للصليب الأحمر
توفّي كورنيليو سوماروغا، الرئيس الأسبق للجنة الدولية للصليب الأحمر، في جنيف، عن عمر يناهز 91 عاما، وفق ما أعلنته المنظمة يوم الإثنين.
وقاد المحامي والدبلوماسي السويسري المولود في روما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تتخذ من جنيف مقرّا لها، في الفترة من عام 1987 حتى نهاية عام 1999.
ووفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد توفّي سوماروغا يوم الأحد. وأشادت المنظمة يوم الاثنين برئيسها السابق باعتباره مُصلحًا، حيث قام، من بين أمور أخرى، بإلغاء شرط أن يحمل مندوبو ومندوبات المنظمة الجنسية السويسرية.
سوماروغا، هو نجل دبلوماسي من لوغانو في كانتون تيتشينو الجنوبي. وقد زاول تعليمه الابتدائي والثانوي في روما ولوغانو، وحصل على شهادة البكالوريا في العاصمة الإيطالية. ثم درس في روما وباريس وزيورخ، وتخرّج عام 1957 بدرجة الدكتوراه في القانون من جامعة زيورخ. كما يعمل في البداية في أحد البنوك. وحتى نهاية عام 1968، شغل عدّة مناصب دبلوماسية في لاهاي وبون وروما.
عمل سوماروغا نائبًا للأمين العام لرابطة التجارة الحرة الأوروبية (EFTA) في جنيف، وكان عضوًا في المكتب الفدرالي للشؤون الاقتصادية الخارجية، وهو سلف أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية (SECO) اليوم. ثم عمل هناك كوزير دولة من عام 1984 إلى عام 1986، قبل أن يستقيل في عام 1987 ليصبح رئيسًا للجنة الدولية للصليب الأحمر.
العالم في حالة اضطراب
خلال 12 عامًا من توليه منصبه، شهد سوماروغا واللجنة الدولية اضطرابات تاريخية كبرى مثل سقوط جدار برلين وما صاحبه من انهيار للاتحاد السوفياتي، والذي أدّى بدوره إلى تفكك الكتلة الشرقية. وبعد سنوات قليلة، وقعت الإبادة الجماعية في رواندا. وقد زاد عدد بعثات اللجنة الدولية بشكل ملحوظ.
مثّل مقتل ستّة من موظفي الصليب الأحمر في الشيشان في ديسمبر/كانون الأول 1996، أصعب اختبار لسوماروغا كرئيس للجنة الدولية. ومن أجل توفير حماية أفضل لموظفي المنظمات الإنسانية، أصبح أكثر التزامًا بالحوار مع أطراف النزاع.
كما كان احترام استقلال اللجنة الدولية أمراً ذا أهمية خاصة بالنسبة لسوماروغا. وحثّ خليفته جاكوب كيلينبرغر على أن يحذو حذوه: فلابد من منع تسييس العمل الإنساني بأي ثمن.
الحوار مع الجالية اليهودية
واعتبر سوماروغا استئناف الحوار مع الجالية اليهودية أحد النجاحات التي حققها خلال فترة وجوده في منصبه. وفي حفل تذكاري أقيم في معسكر الإبادة النازي السابق أوشفيتز في عام 1995، أعرب سوماروغا عن أسفه “لأخطاء وإغفالات” اللجنة الدولية أثناء مقتل ملايين اليهود في المحرقة.
وقد حلّ “كيلينبرغر” محلّ “كورنيليو سوماروغا” كرئيس للجنة الدولية للصليب الأحمر في الأول من يناير 2000. وقام الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بعد ذلك بتعيين “سوماروغا” في فريق من الخبراء والخبيرات أين قام بإعداد تقرير نقدي حول بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة. ومنذ مايو 2000، شغل سوماروغا أيضًا منصب رئيس المركز الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية (CIDHG) في جنيف.
وظل سوماروغا نشطًا حتى سن الشيخوخة، كرئيس لمؤسسة كارل بوبر في مدينة تسوغ وكعضو في مجلس أمناء معهد المجتمع المفتوح في بودابست. وفي عام 2002، أصبح رئيسًا للجمعية الدولية لمبادرات التغيير في كوكس بالقرب من مونترو. وكان أيضًا عضوًا في لجنة مبادرة الأعمال المسؤولة.
كورنيليو سوماروغا، الذي تم تكريمه بعدد من الجوائز لعمله الدبلوماسي والإنساني، بما في ذلك العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية، عاش في جنيف وكان أبًا لستة أطفال، أحدهم، كارلو سوماروغا، برلماني عن الحزب الاشتراكي. كما كان كورنيليو سوماروغا أيضًا على صلة قرابة بوزيرة الحكومة السابقة سيمونيتا سوماروغا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.