جنيف تستضيف مئات من أبناء سويسرا الخامسة
يعقد ممثلو الجالية السويسرية في الخارج من 17 إلى 19 أغسطس الجاري بجنيف المؤتمر السنوي الـ85 لمنظمة السويسريين في الخارج، بمشاركة رئيسة الكنفدرالية ميشلين كالمي – ري.
وفي حديث مع سويس انفو، أوضح مدير المنظمة رودولف فيدر أن توافد مئات المغتربين على مدينة البـحيرة هو طريقة لتسجيل حضورهم على المستوى الداخلي، مشيرا إلى أن المدارس السويسرية وشبكة القنصليات ستكون من أبرز المواضيع على جدول الأعمال.
اختار المؤتمر السنوي الثامن والخمسين للجالية السويسرية في الخارج “دور سويسرا وجنيف في مجال العمل الإنساني الدولي” موضوعا للملتقى.
ومن أبرز المتدخلين رئيسة الكنفدرالية ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي-ري، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلينبرغر.
ويعد هذا المؤتمر مناسبة أيضا للحديث مع زعماء كبريات الأحزاب السياسية السويسرية قبل شهرين من إجراء الانتخابات الفدرالية.
وسيعقد مجلس السويسريين في الخارج، الذي يعد أعلى هيئة لمنظمة السويسريين في الخارج، أحد اجتماعيه السنويين يوم الجمعة 17 أغسطس. ويضم المجلس، الذي يعد بمثابة “برلمان” السويسريين في الخارج 169 ممثلا: ثلاثة أخماسه على الأٌقل من أبناء الجالية في الخارج، وبقية الأعضاء يمثلون مؤسسات ومندوبين عن الحياة السويسرية العامة.
سويس انفو أجرت الحديث التالي مع مدير منظمة السويسريين في الخارج، السيد رودولف فيدير، لإلقاء الضوء على ما تحمله سويسرا الخامسة إلى جنيف من مشاغل وطموحات وأهداف.
سويس انفو: ما الفـائدة من عقد مثل هذا المؤتمر المـُنظم في جنيف؟
رودولف فيدر: هذه المؤتمرات مُخصصة لمناقشة موضوع الساعة في نظر سويسريي الخارج الذين يعودون إلى بلادهم بهذه المناسبة.
وقد اختار مجلس السويسريين في الخارج هذا العام التركيز على مهمة سويسرا الإنسانية، التي تعد جزءا من التقاليد العريقة للكنفدرالية. وهو مجال ينخرط فيه بالتزام عال العديد من أبناء الجالية في الخارج.
ومن خلال هذا المؤتمر، يسجل المغتربون حضورهم أيضا، كما يـُذكرون بأنهم جزء لا يتجزأ من الأمة.
هذا المؤتمر هو أيضا بمثابة تجمع أسري بين المهاجرين والمتعاطفين مع سويسرا وأبناء الجالية السويسرية السابقين الذين عادوا إلى البلاد. وبأكثر من 500 مشارك، نحن هذا العام على موعد مع النجاح بشكل خاص.
المزيد
سويسرا الخامسة
سويس انفو: إلى أي مدى يُعتبر أعضاء مجلس السويسرين في الخارج، الذي يجتمع في هذا المؤتمر، ممثلين عن تنوع وانشغالات الجالية؟
رودولف فيدر: هذا المجلس ممثل للجالية لأنه مكون من مندوبين عن كبريات الجاليات في الخارج. فعلى غرار مجلس النواب في البرلمان الفدرالي، تُمثـَّل الجاليات الكبيرة بعدد أكبر من الأعضاء، مٌُقارنة مع الجاليات الصغيرة.
ويـُفترض أن يكون لدى أعضاء المجلس تجذر راسخ في المجموعة التي يمثلونها. وهم على تواصل دائم مع المؤسسات السويسرية الموجودة على عين المكان. إنهم يلعبون دورا مزدوجا حيث ينقلون إلى سويسرا تجارب ومعارف جالياتهم، ويبثون في صفوف تلك الجاليات رسائل ومعلومات من سويسرا.
سويس انفو: ما هي القضايا الحاسمة التي ستُناقش في إطار أعمال المجلس في جنيف؟
رودولف فيدر: أولا، سنتناول بالبحث قضية المدارس السويسرية في الخارج، إثر خفض الميزانية الفدرالية المخصصة لها في عام 2008 بشكل متوسط. وهذا من المرجح أن يعرض للخطر بقاء بعض المدارس.
هذه ليست المرة الأولى التي تقلص فيها الميزانية، فقد تحارب المجلس في مناسبات عديدة، وبنجاح أكثر من مرة، من أجل رفع برن لهذه الميزانية. وستُطرح المسألة مجددا ضمن جدول أعمال هذا الخريف.
موضوع شبكة القنصليات السويسرية سيطرح أيضا للنقاش. فالقنصليات العامة تقفل أبوابها الواحدة تلو الاخرى، خاصة في أوروبا. وهذه خسارة يشعر بها مواطنونا في الخارج على وجه التحديد.
وبالتالي يتضرر الحضور السويسري على الميدان. وبالنسبة للمغتربين، يـُعتبر الاضطرار إلى قطع 1000 كيلومتر، مثلا، لمجرد التصديق على وثيقة أو تمديد صلاحية جواز السفر نوعا من التمييز. لذلك يناضل المجلس من اجل الحفاظ على شبكة قنصليات واسعة بالقدر الكافي.
سويس انفو: ما هي القدرة الحقيقية لمنظمة السويسريين في الخارج على إحراز تقدم ملموس في هذه القضايا؟
يتمتع مجلس السويسريين في الخارج بـسلطة معنوية تـُؤخذ بعين الاعتبار من قبل السلطات وووسائل الاعلام. صحيح أن المجلس ليس لديه سلطة لاتخاد القرارات الفورية، لكنه قادر على الدفاع عن جملة من المصالح.
وقد تعززت قدرته على التأثير بانشاء مجموعة برلمانية قبل ثلاث سنوات، تجمع ثلث منتخبي البرلمان الفدرالي. ويهتم هؤلاء المنتخبون بالقضايا الخاصة بسويسرا الخامسة.
كما يتخذون مواقف واضحة في مجلس السويسريين في الخارج ويوصلونها إلى البرلمان. وهو نظام أثبت فعاليته.
المزيد
مجلس السويسريين في الخارج
سويس انفو: تعـتقدون إذن ان الإمكانيات كافية للدفاع عن مصالح الجالية…
رودولف فيدر: الامكانيات ليست كافية أبدا. نحن نأمل بطبيعة الحال أن نكون أكثر وزنا وتأثيرا. لكن التأثير موجود ويتعزز موازاة مع مشاركة فعالة لسويسريي الخارج في الحياة السياسية.
حاليا، تجاوز عدد الناخبين المُغتربين المُسجلين في سويسرا 11000. وكلما زادت نسبة مشاركتهم (في الحياة السياسية)، كلما تعزز تأثيرهم على مستوى القضايا التي تخصهم تحديدا.
سويس انفو: ما هي حظوظ تحول فكرة تشكيل دائرة انتخابية والحصول على مقاعد في البرلمان الفدرالي مخصصة للمهاجرين إلى أمر واقع في مستقبل قريب؟
رودولف فيدر: لا أريد الإدلاء بتوقعات. (…) تحت تأثير النموذج الإيطالي، على سبيل المثال، اهتم برلمانونيون سويسريون عن قرب بإمكانية إنشاء مقاعد مخصصة لسويسرا الخامسة في البرلمان الفدرالي. هذا النقاش ما هو إلا في بدايته. نحن متمسكون بإجراء هذا النقاش مع الأمل في تحقيق نتائج ملموسة.
سويس انفو – بيـير فرانسوا بيسون
(ترجمته من الفرنسية وعالجته: إصلاح بخات)
في نهاية عام 2006، بلغ عدد السويسريين المقيمين في الخارج 645000، أي بزيادة 11,1% مقارنة مع عام 2000.
قرابة ثلثي هؤلاء المغتربين يعيشون في دول الاتحاد الأوروبي، معظمهم في فرنسا (171732)، وألمانيا (72384)، وإيطاليا (47012).
في باقي دول العالم، يقيم 71984 سويسريا في الولايات المتحدة، 36374 في كندا، 21291 في أستراليا، 15061 في الأرجنتين، 13956 في البرازيل، 12011 في إسرائيل، و8821 في جمهورية جنوب إفريقيا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.