جنيف تستضيف نابليون .. وإيطاليا .. وإفريقيا
يستضيف معرض الكتاب والصحافة الدولي في جنيف إلى جانب إيطاليا كضيف شرف، معرضا عن حملة نابليون على مصر ما بين عامي 1798 و1801.
دورة هذا العام تشهد تراجعا للتواجد الأدبي باللغة الألمانية، مقابل تعزيز حضور القارة السمراء من خلال تخصيص جناح للأدب الإفريقي الناطق بالفرنسية.
سيعرف قصر المعارض بجنيف ما بين 27 أبريل و1 مايو، تنظيم الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للكتاب والصحافة، وهي إحدى أكبر التظاهرات الثقافية في سويسرا التي ستستقطب هذا العام حوالي 500 عارض من اكثر من ثلاثين بلدا.
الثقافة الإيطالية
إذا كانت استضافة إيطاليا كضيف شرف أجنبي على معرض الكتاب والصحافة تدخل في إطار التقاليد التي عودنا عليها المعرض، فإن مشاركة إيطاليا اختارت عنوان “رحلة عبر المشهد الثقافي الإيطالي”، وهذه الرحلة سخّـرت لهذا الغرض جناحا يضم حوالي 15000 كتاب، إضافة إلى عدد من الوسائل السمعية البصرية للتعريف بخصوصيات الثقافة الإيطالية بمفهومها الواسع من أدب وفن وطبيعة وعادات وتقاليد وفن مطبخ وما إلى ذلك.
ورغم أن اللغة الإيطالية هي من بين اللغات الوطنية لسويسرا، إلا أن الجناح الإيطالي لم يغفل أن أغلبية زوار المعرض هم من الناطقين بالفرنسية، وهو ما جعلهم يخصصون ثلث هذه المؤلفات مترجمة إلى اللغة الفرنسية.
اكتشافات نابليون بونابارت في مصر
إذا كانت المشاركة العربية في المعرض الدولي للكتاب والصحافة في جنيف عودتنا على بعض المشاركات الهامشية طوال السنوات الماضية، فإنها لن تخرج هذا العام على هذا التقليد.
لكن مع ذلك، سيخصص المعرض هذا العام أكبر معارضه لحدث يسلِّـط الكثير من الضوء على بلد عربي هام، ألا وهو مصر، إذ يعتبر المعرض المخصص لحملة نابليون بونابارت لمصر، حدثا سيمكّـن الكثيرين من التعرف على ما جلبته هذه الحملة العسكرية للمعرفة والثقافة ولعلم الحفريات بالدرجة الأولى، من خلال مرافقة أكثر من 167 عالم وفنان لهذه الحملة التي استمرت ما بين 1798 و1801، ومرت بالطبع عبر التراب السويسري.
وسيتمكن زوار المعرض من التعرف لأول مرة على نسخة من “حجر رشيد”، الذي اكتشفها أحد الضباط المشاركين في الحملة. كما أن امتلاك المكتبة الجامعية في جنيف لنسخة من الموسوعة، التي تصف الآثار والطبيعة والأحياء في مصر القرن الثامن عشر، سمحت لمنظمي المعرض بتنظيم حدث يتم وصفه “بالفريد من نوعه”.
ولن يقتصر استعراض واقع مصر أثناء حملة نابليون على الجوانب الأثرية والطبيعية، بل عملت مساهمة معرض فنون الشعوب بمدينة جنيف توسيع دائرة الاهتمام إلى التعريف بالذوق الموسيقي في ذلك التاريخ، بعرض آلات موسيقية تعود إلى تلك الحقبة.
الأفارقة بدل الألمانيين
معرض الكتاب والصحافة الذي عودنا على أنه التظاهرة الثقافية الكبرى في سويسرا، والجسر السنوي بين أدباء سويسرا على اختلاف لغاتهم، يبدو أنه بدأ يشعر بالتأثيرات السلبية لمنافسه الجديد، معرض بازل للكتاب، وهو ما يعترف به مؤسس المعرض ومديره بيار مارسيل فافر بقوله “إن معرض بازل افقدنا مشاركة عدد من العارضين من سويسرا الناطقة بالألمانية، وهذا واقع يجب أن نعترف به”.
لكن لتعويض هذا التراجع في عدد العارضين الناطقين بالألمانية، هناك تركيز على تعزيز مشاركة الأفارقة في الجناح الذي ينظم للعام الثاني على التوالي تحت شعار “الصالون الإفريقي”، هذا الصالون الذي ينظم بدعم من إدارة التنمية والمساعدة الإنسانية السويسرية، وخصص هذا العام لتسليط الضوء على المرأة في الأدب الإفريقي.
وسيعرف معرض الكتاب والصحافة جملة من التظاهرات الأدبية والفنية والتعليمية، نذكر منها معرض الفن التشكيلي “أورب آرت”، ومعرض الطالب الذي يسلط الأضواء على أحدث الأساليب التعليمية، ويسمح للجامعات بعرض تخصصاتها.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.