جهود حثيثة لمساعدة السويسريين في لبنان
أعلم السفير السويسري في لبنان سويس انفو مساء الإثنين 17 يوليو أن 42 سويسريا يستعدون لمغادرة ميناء بيروت باتجاه قبرص على متن باخرة استأجرتها فرنسا.
وأكد السفير فرانسوا باراس في اتصال هاتفي مع سويس انفو أن الأولوية تُمنح الآن لمساعدة الأشخاص الراغبين في المغادرة والمحاصرين في “المناطق الخطيرة”.
تعمل السفارة السويسرية في بيروت على قدم وساق منذ الخميس الماضي 13 يوليو من أجل مساعدة رعاياها في لبنان، خاصة أولئك الذين ظلوا محاصرين في جنوب البلاد.
وفي اتصال هاتفي مع سويس انفو، قال سفير الكنفدرالية في بيروت السيد فرانسوا باراس مساء الإثنين 17 يوليو “ليس هناك حديث الآن عن إجلاء جميع السويسريين من لبنان، فنحن لا نشجع السويسريين على مغادرة البلد”.
في المقابل، أضاف السفير “إن اهتمامنا يتركز حاليا على مساعدة السويسريين المزدوجي الجنسية الراغبين في المغادرة على القيام بذلك”.
وأكد السيد باراس أن السفارة تحاول “إجلاء الأشخاص المحاصرين في المناطق الخطيرة، مثل صور والجنوب عموما والضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة بعلبك وما جاورها”.
وفي المناطق “الهادئة”، لا تنصح السفارة السويسرية الناس بالمغادرة نظرا “لخطورة التنقل”.
أما عن السياح السويسريين المتواجدين حاليا في لبنان، فنوه السفير باراس إلى أن عددهم “يفوق عدد السويسريين المُسجلين لدى السفارة”، مضيفا “نحن لا نعرف عدد السياح بالتحديد، لكننا نتلقى اتصالات عديدة ومستمرة منهم”.
وشدد السفير على أن معظم هؤلاء السياح يحملون الجنسيتين السويسرية واللبنانية، وجاءوا لزيارة عائلاتهم في العطلة الصيفية.
جهود مُشتركة
وعن المساعي المُشتركة للتخفيف من وطأة الأزمة التي يعيشها كل من الأجانب وأبناء لبنان، قال السفير باراس “نحن نحاول بالتعاون مع دول أخرى لها رعايا في لبنان حاليا تنظيم قافلة إنسانية، لكن العملية معقدة جدا، وهناك حالات إنسانية صعبة، بل إن لدينا مجموعة أولى من اللاجئين داخل السفارة”.
وذكر السيد فرانسوا باراس أن السفارة السويسرية “نظمت بعض الرحلات برا حيث سلكت القوافل الطرق التي لازالت صالحة للاستعمال باتجاه الشمال، ومن ثم دخلت الأراضي السورية، وهي رحلات طويلة ومضنية تستمر ما بين 12 و14 ساعة”.
وقد تمكنت قافلتان يومي السبت والأحد الماضيين من التوجه برا باتجاه سوريا، مما سمح بإجلاء 136 سويسريا.
تحركات دبلوماسية
وفي رده على سؤال سويس انفو حول الجهود الدبلوماسية السويسرية على المستوى السياسي لتهدئة الأوضاع، ذكر السفير فرانسوا باراس أولا بأن “سويسرا بلد صديق للبنان، وقبل أسبوعين أدى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى الكنفدرالية”، قبل أن يضيف “نحن ندافع بطبيعة الحال عن القانون الإنساني الدولي وقد أوضحت سويسرا أن ما يحدث يمثل انتهاكا لهذا القانون وخاصة ما يتعلق باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية”.
واستطرد قائلا: “نحاول من جانبنا تقديم كل عون ممكن من أجل المساهمة في التوصل إلى هدنة ووقف لإطلاق النار”. كما أوضح السفير أن لبنان “طلب منا مساعدة إنسانية عاجلة وهي تحت الدرس حاليا”.
تعزيز الفريق الدبلوماسي السويسري
في الأثناء، أصدرت وزارة الخارجية السويسرية في برن مساء الإثنين 17 يوليو في برن بيانا أكدت فيه أن “الوضع في لبنان مقلق، خاصة في جنوب البلاد، حيث يحاول العديد من اللاجئين الوصول إلى مناطق أكثر أمانا”.
وجاء في البيان أن عددا من الموظفين الدبلوماسيين المتخصصين أُرسلوا إلى منطقة الشرق الأوسط لتعزيز جهود السفارة السويسرية في بيروت، وسيبدءون العمل اعتبارا من يوم الأربعاء 19 يوليو.
كما أكد أن سفارة الكنفدرالية في العاصمة اللبنانية عملت دون توقف منذ يوم الخميس الماضي 13 يوليو لتزويد الرعايا السويسريين بالمعلومات والنصائح والمساعدة، وأن سفارتها في دمشق ستقدم الدعم اللازم للرعايا السويسريين الوافدين عليها.
ونوه بيان وزارة الخارجية إلى أن السفارة السويسرية في بيروت تظل مفتوحة، وأن “الوزارة تعمل باستمرار على تقييم تطورات الوضع على الميدان، وأنها ستحرص على تكييف وسائل تدخلها وفقا للإحتياجات”.
سويس انفو
حسب معطيات وزارة الخارجية السويسرية، يقيم في لبنان 838 مواطنا سويسريا.
713 منهم يحملون الجنسيتين السويسرية واللبنانية.
تعتقد السلطات السويسرية أن “مئات السياح السويسريين” يتواجدون ربما حاليا في لبنان.
أكثر من 130 مواطنا سويسريا غادروا بيروت باتجاه دمشق (إلى ظهر السبت 15 يوليو).
بعد أربعة أيام من المواجهات، كان حوالي 90 ألف شخص، معظمهم لبنانيون، قد عبروا الحدود بين لبنان وسوريا، حسب السلطات السورية.
تنصح سويسرا رعاياها بعدم السفر إلى لبنان نظرا للأخطار الأمنية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.