جولة مفاوضات سلام سريلانكية في سويسرا
تجري الحكومة السيرلانكية ومنشقو نمور تحرير تاميل إيلام سلسلة من محادثات السلام يوم الأربعاء 22 فبراير في منطقة قريبة من جنيف.
وتعتبر هذه المحادثات (التي ترعاها النرويج) أول لقاء بين الطرفين منذ حوالي ثلاث سنوات وتأتي في وقت يشهد فيه الصراع تصعيدا بين الجانبين.
إفتتحت صباح يوم الأربعاء بالقرب من جنيف، جولة مفاوضات حول تعزيز تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في العام 2002 بين كل من الحكومة السريلانكية ومنشقي نمور تحرير تاميل إيلام.وهي المحادثات التي تتم تحت إشراف نرويجي.
وأوضح مارتين شتورتسنغر، مستشار السفارة السويسرية في كولومبو المكلف بالقضايا السلامية، لسويس إنفو، أن دور سويسرا في احتضان هذه المفاوضات سيقتصر على الجانب التنظيمي.
وقال شتورتسنغر “إن سويسرا تدعم مجهودات السلام التي تقوم النرويج بدور المسهل فيها”، مضيفا أن “العرض السويسري يدخل في إطار التزامات سويسرا بدعم إقرار السلم وتعزيز حقوق الإنسان في سريلانكا”.
ويحتضن مقر معهد بوسي الديني في قرية سيليني غير بعيد عن جنيف هذه المحادثات.
وقالت وزارة الخارجية السويسرية عشية بداية هذه الجولة بأنها “ستبذل ما في وسعها لكي تتم تلك المفاوضات في جو يسمح بالتوصل الى حل مقبول من الطرفين”.
وقف إطلاق النار
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية في برن إن سويسرا “ترحب بتخفيض عدد انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار منذ أن تم الإعلان عن التحضير لبداية المفاوضات في 25 يناير الماضي”. كما حثت الخارجية السويسرية كل الأطراف على “بذل كل ما في وسعها لكي تبدأ المفاوضات في جو بناء”.
ويقول مراقبون إن المحادثات التي تحتضنها سويسرا تعتبر مفاوضات اللحظة الأخيرة لتجنب العودة إلى حرب أهلية.
من جهته، اعتبر النرويجي غيريك صولهايم الذي يقوم بدور “المسهل” في مفاوضات جنيف، هذا الاجتماع “خطوة صغيرة لكن هامة للغاية” من أجل إعادة المسار السلامي الى مجراه.
وقال قادة من حركة نمور تحرير تاميل إيلام بأن التاميل “ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار”، لكنهم حذروا من أن مسار المفاوضات “هو الذي سيحدد ما إذا ستكون هناك عودة الى الحرب الأهلية”.
ووصف مارتين شتورتسنيغر التوقيت الذي تتم فيه هذه المفاوضات بأنه توقيت حساس نظرا لأن الأوضاع “عرفت تصعيدا خطيرا بعد تنظيم الانتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر الماضي”، وأضاف أن “تنظيم مفاوضات اليوم يبدو لي أمرا حيويا”.
وأضاف أن “ما يتوقع من نتائج إيجابية لهذه الجولة الأولى من المفاوضات، هو التخفيف من حدة التوتر وأن تتفق الأطراف على موعد ومكان الجولة القادمة من المفاوضات”.
حكم ذاتي؟
لقد عرفت سيريلانكا قرابة العقدين من صراع دام بين الحكومة السريلانكية ذات الأغلبية السنهالية، وحركة نمور تاميل المطالبة بدولة ذات حكم ذاتي في شمال وشرق البلاد.
وقد أعاد الرئيس السريلانكي، ماهيندا راجابكسي في وقت سابق من هذا الشهر التذكير بأنه سوف لن يقبل قيام دولة مستقلة للتاميل، لكنه أشار إلى أنه “قد ينظر في كيفية تقاسم السلطة”.
وكانت التوترات قد تصاعدت في القسمين الشمالي والشرقي من البلاد عقب انتخاب الرئيس راجاباكسي واغتيال وزير خارجيته العام الماضي.
وقد أدى اندلاع أعمال العنف منذ إجراء الانتخابات الرئاسية الى مقتل حوالي 120 شخصا من بينهم 80 من رجال الأمن. وقد تبادل الطرفان التهم بهذا الخصوص.
سويس إنفو – إيزوبيل ليبولد جونسون
(ترجمه من الإنجليزية وعالجه محمد شريف)
الاجتماع الذي تحتضنه سويسرا وتشرف عليه النرويج يستمر ليومي 22 و 23 فبراير
الوفد الحكومي سيضم سبعة مندوبين من بينهم وزير الصحة
أما وفد حركة نمور تحرير تايمل إيلام فتشمل كبير المفاوضين أنطون بالاسنغهام ومستشاره السياسي.
اهتمام سويسرا يعود أيضا لكونها تاوي حوالي 35 الف لاجئ من سيريلانكا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.