مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حزب الله يؤكد أنه سيواصل المواجهة مع إسرائيل

afp_tickers

أكد حزب الله الإثنين أنه سيواصل مواجهة إسرائيل “مساندة” لغزة وردا على الاغتيالات مبديا استعداده للتصدي لأي عملية برية، بعد مقتل أمينه العام حسن نصر الله في غارة عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة وفيما لم تهدأ الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي تستهدف عدة مناطق في لبنان منذ نحو أسبوع.

بدوره، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن العمليات ضد حزب الله في لبنان ستستمر. وقال للجنود المنتشرين على الحدود الشمالية أن “القضاء على نصر الله خطوة مهمة، لكنها ليست الخطوة الأخيرة”، وأن إسرائيل ستوظف كل إمكاناتها لإعادة السكان إلى شمال إسرائيل وستضرب “أعداءها” أينما وجدوا.

وبعد عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود إثر اندلاع الحرب في قطاع غزة، نقلت إسرائيل قلب عملياتها العسكرية إلى الشمال منذ منتصف أيلول/سبتمبر بهدف إضعاف حزب الله والسماح بعودة عشرات الآلاف ممن نزحوا بسبب القصف الصاروخي المتواصل.

وفي لبنان أعلن الجيش اللبناني مقتل عسكري جراء ضربة من مسيّرة اسرائيلية استهدفت دراجة نارية لدى مرورها على حاجز في منطقة الوزاني الحدودية في جنوب لبنان، ليكون بذلك أول جندي يقتل منذ بدء اسرائيل شن غاراتها الكثيفة.

وفي كلمة متلفزة، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الحزب الذي تدعمه إيران مستمر في “مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين.. وردا على الاغتيالات وقتل المدنيين”. وقال “سنواجه أي احتمال ومستعدون إذا قرر الاسرائيلي أن يدخل بريا”.

كذلك، أكد أن الحزب سيختار أمينا عاما “في أقرب فرصة” مشيرا الى ان نصر الله قتل مع أربعة آخرين، بينهم نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني.

وبدأ الاثنين الحداد الرسمي على نصرالله لمدة ثلاثة أيام في لبنان، ولكن لم يعلن بعد موعد تشييعه.

وأكدت إيران أن “لا داعي لنشر قوات إيرانية مساعدة أو تطوعية” في لبنان.

– “ظلم” –

وأعلنت حركة حماس أن قائدها في لبنان فتح شريف أبو الأمين قُتل في غارة في مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان مع زوجته وابنه وابنته. واكدت إسرائيل لاحقا أنها قتلته.

شنت إسرائيل في الأيام الأخيرة الكثير من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله، واستهدفت فجر الاثنين قلب بيروت للمرة الأولى منذ أن فتح حزب الله جبهة “إسناد” غزة. وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مقتل ثلاثة من أعضائها في هذه الغارة في منطقة الكولا. وأكدت إسرائيل لاحقا أنها قتلت اثنين من قياديي الجبهة هما مسؤول منطقة لبنان نضال عبد العال، والمسؤول العسكري في لبنان عماد عوده.

وقال مصدر أمني لبناني من جهة ثانية إن “أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة استهدفت شقة للجماعة الاسلامية في (منطقة) الكولا” كذلك.

وقال أحد سكان الحي محمد الحص إنه أفاق بعد سماع دوي انفجار كبير وخرج مسرعا إلى الشارع بملابس النوم. وقال الرجل البالغ من العمر 41 عاما إن “الناس كانوا يصرخون ورأينا الغبار يتصاعد من المبنى المجاور”. 

وتعرض المبنى الذي يعيش فيه أيضا لأضرار. وينزل في المبنى نازحون فروا من القصف على مناطق أخرى.

وقال إن استهداف المباني “ظلم” مؤكدا إن ما يحصل “لا علاقة لنا به. بلادنا لا تستطيع تحمل الحرب. بلادنا في حالة صعبة”.

– مليون نازح –

تجاوزت حصيلة القتلى في لبنان ألف شخص منذ منتصف أيلول/سبتمبر، بحسب السلطات. فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية قرب صيدا بجنوب لبنان الأحد إلى 45 قتيلا، بحسب وزارة الصحة.

وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي أنّ عدد النازحين وصل إلى نحو “مليون شخص”، متحدثا عن “أكبر” عملية نزوح شهدتها البلاد.

والاثنين أفاد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن نحو مئة ألف شخص، لبنانيين وسوريين،  فروا من لبنان باتجاه سوريا هربا من  الغارات الإسرائيلية، وأن حركة النزوح مستمرة.

بعد منتصف الليل، أعلن الجيش الإسرائيلي شن عشرات الضربات على أهداف لحزب الله في منطقة البقاع في شرق لبنان من بينها “عشرات القاذفات الصاروخية وأبنية خزنت فيها أسلحة”.

وقالت السلطات اللبنانية إن ستة مسعفين من حزب الله قتلوا في غارة استهدفت المنطقة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه “نجح في اعتراض هدف جوي مشبوه دخل الأراضي الإسرائيلية من لبنان” صباح الإثنين.

وعلى الرغم من الضربات المؤلمة، يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل. وقال متان سوفر، أحد سكان بلدة روش بينا الإسرائيلية، على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً من الحدود اللبنانية “نخشى أن يتجه الوضح إلى التصعيد الكامل”.

السعودية التي تتمتع بثقل في لبنان، عبرت عن “قلق بالغ” وأكدت على “ضرورة المحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية”، في أول رد فعل رسمي منذ اغتيال الأمين العام لحزب الله.

وفي قطاع غزة المدمر، تراجعت الضربات بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة وفق مراسلين لوكالة فرانس برس أشاروا إلى ثلاث أو أربع ضربات ليل الأحد الاثنين.

وقتل في غزة منذ بدء الحرب 41595 شخصا معظمهم من المدنيين وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

أدى هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر إلى مقتل 1205 أشخاص غالبيتهم مدنيون وتسبب في اندلاع الحرب المدمّرة في قطاع غزة.

بور/ص ك/لين

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية