حزب الله يطلب الأفعال لا الأقوال من أمريكا بعد عودة ترامب للبيت الأبيض
من تيمور أزهري
بيروت (رويترز) – ذكر النائب في مجلس النواب اللبناني عن حزب الله إبراهيم الموسوي يوم الخميس أن الجماعة ترحب بأي جهد لوقف الحرب في لبنان لكنها لا تعلق آمالها في وقف إطلاق النار على إدارة أمريكية بعينها، وذلك تعقيبا على انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وقال الموسوي لرويترز “ربما يكون ذلك تغييرا في الحزب الذي يتولى السلطة ولكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل فإن سياستها هي نفسها تقريبا”.
وأضاف “نريد أن نرى أفعالا ونريد أن نرى قرارات تتخذ”.
وتتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران إطلاق النار منذ أكثر من عام بالتوازي مع الحرب في غزة، لكن القتال تصاعد بشدة منذ آواخر سبتمبر أيلول مع تكثيف القوات الإسرائيلية للقصف على مساحات شاسعة من جنوب لبنان وشرقه والتوغل البري في قرى حدودية.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف البنية التحتية والأصول العسكرية لحزب الله وتتجنب المدنيين.
ويشير حزب الله والمسؤولون اللبنانيون إلى ارتفاع عدد القتلى الذي تجاوز ثلاثة آلاف شخص منذ أكتوبر تشرين الأول 2023 والدمار واسع النطاق في البلاد كدليل على أن إسرائيل تستهدف المدنيين.
وتعثرت الجهود الدبلوماسية الأمريكية لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله، والتي تضمنت اقتراحا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، الأسبوع الماضي قبل الانتخابات الأمريكية يوم الثلاثاء والتي أعادت الرئيس السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض.
وأقر الموسوي بالخسائر الفادحة الناتجة عن الهجمات الإسرائيلية التي دمرت آلاف المباني، معظمها في جنوب وشرق لبنان ذي الأغلبية الشيعية والضاحية الجنوبية لبيروت، لكنه قال إن القدرات العسكرية للجماعة لا تزال قوية.
وقال “قلوبنا محطمة – نحن نفقد أرواحا عزيزة للغاية. هذا الشعور بأن (إسرائيل) لا يمكن معاقبتها أو تقديمها للعدالة الدولية هو نتيجة للدعم الأمريكي الذي يجعلها محصنة ضد المساءلة”.
وأضاف “أمريكا شريكة كاملة فيما يحدث لأنها تستطيع استغلال النفوذ لوقف هذا الدمار”.
ونفى مسعد بولس، الملياردير اللبناني الأمريكي ووالد زوج تيفاني ابنة ترامب، تقريرا بثته قناة الجديد اللبنانية هذا الأسبوع أفاد بأنه سيكون مبعوث ترامب المكلف بالتفاوض مع الجانب اللبناني للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وقال بولس لرويترز إن التقرير خاطئ تماما.
واحتفت الحكومة الإسرائيلية بعودة ترامب إلى السلطة، قائلة إنه سيدعمها “دون شروط”.
* قصف على نقطة تفتيش للجيش
قال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إن خمسة من جنوده قتلوا وأصيب 16 في خلال معارك في جنوب لبنان. ولم يفصح الجيش عن توقيت هذه المعارك.
ونفذت إسرائيل خلال ساعات ليل يوم الأربعاء سلسلة من الضربات في الضاحية الجنوبية لبيروت، منها ضربة واحدة على الأقل على بعد عشرات الأمتار من مدارج مطار بيروت.
وقال وزير النقل اللبناني علي حمية إن المطار يعمل بشكل طبيعي يوم الخميس.
وقال الجيش اللبناني في بيان يوم الخميس إن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة عند نقطة تفتيش للجيش اللبناني عند مدخل مدينة صيدا بجنوب لبنان أدت إلى مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة ثلاثة جنود لبنانيين وأربعة جنود من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
وقال مراسل رويترز في موقع الضربة إن حافلة تحمل شارات الأمم المتحدة لحقت بها أضرار في القصف. وكانت الحافلة جزءا من قافلة كبيرة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وقالت اليونيفيل في بيان إن خمسة من قوات حفظ السلام الذين وصلوا حديثا أصيبوا بجروح طفيفة في هجوم بطائرة مسيرة في صيدا وتلقوا العلاج على الفور.
وذكر محافظ منطقة بعلبك شرق لبنان وإحدى المنظمات التي ترتب فعاليات ثقافية هناك يوم الخميس أن غارة جوية إسرائيلية دمرت يوم الأربعاء مبنى يعود للعصر العثماني بالقرب من معابد بعلبك المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.
وقال المحافظ بشير خضر لرويترز إن الهجوم استهدف المبنى الأثري الفارغ في أقرب هجوم حتى الآن من مجمع المعابد الإغريقية الرومانية والفينيقية الواقعة على بعد أمتار.
وأضاف “إنه حي للصناعات الحرفية، وعادة ما يكون مليئا بالسياح”.