حصيلة إيجابية لماراثون دبلوماسي
أنهت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي زيارة رسمية إلى نيويورك استغرقت أربعة أيام.
حصيلة الزيارة الماراثونية الطابع، والتي جمعت وزيرة الخارجية بعدد من المسؤولين الأمميين وزعماء بعض المنظمات اليهودية، كانت إيجابية.
هدف الزيارة الرسمي كان المشاركة في الاحتفال بالذكرى الأولى لانضمام الكونفدرالية إلى الأمم المتحدة، إلا أن السيدة كالمي-راي وكعادتها تمكنت من خلال ماراثون دبلوماسي من تحقيق عددٍ من المقاصد السياسية.
فهي لم تكتف فقط بتقديم المقترح السويسري لإصلاح الأمم المتحدة وتفعيل دورها إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، بل وانتهزت الفرصة أيضا لعرض “اتفاق سويسرا” لتسوية نزاع الشرق الأوسط عليه.
ردة فعل الأمين العام جاءت مرحبة. فقد صرح إثر لقاءه مع السيدة كالمي-راي أنه “سيدرس الوثيقة” التي بين يديه، وزاد المتحدث بإسم مكتبه بالقول:”إن الأمم المتحدة ترحب بكل مساهمة لإيجاد حل لنزاع الشرق الأوسط”.
نسخة من الوثيقة إلى الجانب الأمريكي
بنفس النسق، عمدت وزارة الخارجية السويسرية يوم الاثنين من خلال ممثل لها في واشنطن إلى تقديم نسخة من الاتفاق إلى وزارة الخارجية الأمريكية.
وقد شدد الممثل السويسري أورز زيسفيلير أثناء لقاءه بالسيد ديفيد ساتيرفيلد من وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن على التأكيد أن الوثيقة المقدمة لا تتعارض مع اتفاق خارطة الطريق الأمريكي.
ورد نظيره ساتيرفيلد بالقول إن الولايات المتحدة تتعامل مع “اتفاق سويسرا” باعتباره مشروعاً للمجتمع المدني الإسرائيلي والفلسطيني، لكن البيت الأبيض كان لافتاً في رفضه تحديد موقفٍ بالرفض أو بالإيجاب من الاتفاق.
رغم ذلك، فإن السيد زيسفيلير أبدى قناعة في تصريح له لوكالة الأنباء السويسرية بأن الولايات المتحدة لن تضع العراقيل أمام الاتفاق، الذي حدد إطار حل شامل للنزاع وأثار جدلا كبيراً في إسرائيل وفي الأوساط الفلسطينية.
لقاء مع ممثلين للمنظمات اليهودية
“اتفاق سويسرا” لم يغب عن اللقاء الذي جمع يوم الاثنين في نيويورك بين السيدة كالمي-راي والسيد إسرائيل سينجر الكاتب العام للمؤتمر العالمي اليهودي، الذي حصل على نسخة منه خلال الاجتماع.
غير أن المحادثات بين الجانبين تعدت ذلك لتشمل الجهود السويسرية المبذولة لمحاربة مشاعر “العداء للسامية”، إضافة إلى بحث مسألة توزيع الأموال المتبقية من الاتفاق الذي توصلت إليه البنوك السويسرية الكبرى عام 1998 مع المنظمات اليهودية بشأن الودائع المصرفية النائمة خلال الحرب العالمية الثانية.
أخيراً، اختتمت وزيرة الخارجية زيارتها الماراثونية بلقاء مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة لويس فريحيت، وبحثت معه سبل تفعيل برنامج “Global Compact” الذي يهدف إلى خلق علاقات تعاون بين قطاع الأعمال والأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان.
أما الحصيلة الإجمالية لنشاط السيدة كالمي-راي الدبلوماسي اللاهث الوتيرة، كما تراها مصادر وزارة الخارجية السويسرية، فقد كانت في مجملها إيجابية الطابع.
سويس إنفو والوكالات
رعت سويسرا منذ عام ونصف لقاءات سرية بين شخصيات إسرائيلية وفلسطينية غير رسمية للتوصل إلى إطار شامل لحل نزاع الشرق الأوسط.
دور سويسرا كما تصفه مصادر وزارة الخارجية كان مساعدا، وقدم الدعم المالي واللوجيستي للشخصيات المشاركة.
شارك في المفاوضات من الجانب الفلسطيني ياسر عبد ربه سميح العبد، ليث العمري، داوود بركات ومن الجانب الإسرائيلي يوسي بيلين، أمنون شحاك، بايير هورشفيلد، الجنرال باروج شبيدر.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.