حفاوة كبيرة بالرئيس الإيطالي
فرشت برن صبيحة الأربعاء البساط الأحمر للرئيس الإيطالي كارلو أزيغليو شامبي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الكنفدرالية تستغرق يومين.
وتأتي هذه الزيارة في فترة توتر بين الجانبين، نتيجة الخلاف حول السرية المصرفية واحتجاز السلطات السويسرية لبرلمانيين إيطاليين الأسبوع الماضي.
أعدت السُّلطاتُ السويسريةُ صباح الأربعاء في العاصمة برن استقبالا رسميا حافلا للرئيس الإيطالي أزيغليو شامبي، حيث فُرش له البساطُ الأحمر أمام القصر الفدرالي في بداية زيارته الرسمية التي تستغرق يومين إلى الكنفدرالية. وفي برنامج الزيارة مؤدبات رسمية وتبادل الهدايا والتهاني وفقا لما يقتضيه البروتوكول.
لكن زيارة الرئيس الإيطالي تأتي بعد مرور أيام قليلة على الحدث الذي أجج التوتر بين برن وروما الأسبوع الماضي، حينما احتجزت سلطات كانتون التيشينو جنوبي سويسرا لبضع ساعات برلمانييْن إيطاليين كانا يقومان بتحقيق في المنطقة.
وكان المسؤولان يبحثان عن معلومات بإمكانياتهما الخاصة دون اللجوء إلى التعاون القضائي الدولي. وأثار الحادث بلبلة في سويسرا وانتقادات حادة من قبل وسط اليمين في الحكومة الإيطالية.
روابط وثيقة
لكن هذا الحدث وجملة الملفات الشائكة بين البلدين، مثل النقل والسرية المصرفية، لم يمنع السلطات السويسرية من تخصيص استقبال رسمي بكل معنى الكلمة للرئيس الإيطالي الذي وجد في استقباله رئيس الكنفدرالية باسكال كوشبان ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي – راي.
وألقى رئيس الكنفدرالية بالمناسبة خطابا ذكّر فيه بالعلاقات التي تربط البلدين وأهمية الجالية الإيطالية في سويسرا، والتي تعد أكبر جالية أجنبية في الكنفدرالية، حيث لا يقل عدد الإيطاليين المقيمين في سويسرا عن 300 ألف.
من ناحيته، شدد الرئيس الإيطالي على الدور الذي تقوم به سويسرا كملاذ للمُضطهدين السياسيين وأرض استقبال للعمال الإيطاليين في الفترات العصيبة.
وأبرز الجانبان القيم المشتركة والثقة المتبادلة بين سويسرا وإيطاليا وعزمهما على تعزيز العلاقات الثنائية. وأعرب الرئيس الإيطالي عن أمله في اندماج سويسرا بصورة أفضل وبفعالية أكبر في النقاش حول مستقبل أوروبا والتطورات التي يشهدها الإتحاد الأوروبي.
مصادر التوتر
وقد لمّح رئيسُ الكُنفدرالية باسكال كوشبان خلال خطابه إلى الملفات التي تعكر صفو العلاقات بين برن وروما، التي ستتولى في يونيو القادم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي. وأوضح السيد كوشبان أن سويسرا تبذل جهودا في مجال النقل على سبيل المثال، وذلك حرصا على مصالح القارة الأوروبية بأكملها.
وتستثمر سويسرا حاليا مليارات الفرنكات في مشروع إقامة خطين للسكك الحديدية عبر جبال الألب لتخفيف حركة النقل في الأنفاق. لكن تحويل حركة النقل من الطرق إلى السكك الحديدية تتطلب أولا توفر إيطاليا على البنية التحتية الضرورية لنقل الشاحنات الثقيلة إلى الشبكة الحديدية.
أما الملف الشائك الآخر بين برن وروما، فيرتبط برزمة الاتفاقيات الثنائية الثانية بين سويسرا والاتحاد الأوروبي التي مازالت في طور التفاوض. وفي هذا الصدد، أعرب رئيس الكنفدرالية عن أمله أن تنجح سويسرا في توقيع هذه الاتفاقيات قريبا مع بروكسل وأن تساهم زيارة الرئيس شامبي في تدليل آخر العقبات.
ويذكرُ أن المفاوضات حول هذه الاتفاقيات الثنائية تواجه جملة من العراقيل من أهمها إصرار إيطاليا على التوصل أولا إلى اتفاق بين الشركاء الأوروبيين حول حصص إنتاج الحليب قبل حسم الاتفاق حول جباية المدخرات في بلدان الاتحاد الأوروبي وسويسرا.
ويعد ملف جباية المدخرات من أعقد الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات بين سويسرا والاتحاد الأوروبي وإيطاليا تحديدا. فبفضل مبدأ السرية المصرفية المعمول به في سويسرا وعدم معاقبة التهرب الضريبي في الخارج، تظل الكنفدرالية مركز جذب لرؤوس الأموال الأجنبية.
وكانت حكومة سيلفيو برلسكوني الإيطالية قد أصدرت في مناسبتين عفوا ضريبيا من أجل عودة أموال من فضلوا إيداع ثرواتهم في المصارف السويسرية تهربا من الضرائب في إيطاليا، وذلك دون دفع أية غرامات مالية.
ورغم عودة مليارات الفرنكات من سويسرا إلى إيطاليا، استمرّت إيطاليا، بصفتها عُضوا في الاتحاد الأوروبي، في توجيه الانتقادات لسويسرا بشأن هذا الملف.
وقد أقدمت الحكومة السويسرية على تقديم تنازل في مجال السرية المصرفية، حيث اقترحت اقتطاع الدول الأوروبية لضرائب مباشرة من مدخرات مواطني الاتحاد الأوروبي في المصارف السويسرية. وبذلك ألقت برن الكرة في ملعب بروكسل.
اتفاق تعاون
وأجرت الوفود الإيطالية والسويسرية ظهيرة الأربعاء مباحثات حول جملة من قضايا الساعة المرتبطة بالاقتصاد الدولي والسياسة الخارجية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية ودور سويسرا في أوروبا.
وتميزت لقاءات الظهيرة بتوقيع وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي – راي ونظيرها الإيطالي فرانكو فراتيني اتفاق تعاون علمي وتكنولوجي، هو الأول من نوعه بين الجانبين. وسيسمح الاتفاق في المستقبل بالتعاون بين الجامعات والعلماء في كلا البلدين.
وسيزور الرئيس الإيطالي صباح الخميس جامعة كانتون تيتشينو المتحدث بالإيطالية. وتحتفظ هذه الجامعة منذ تأسيسها بعلاقات ممتازة مع الجامعات الإيطالية، كما تعتبر الجامعة الوحيدة التي تدرس باللغة الإيطالية خارج شبه الجزيرة الإيطالية.
سويس انفو مع الوكالات
تعد إيطاليا الشريك الاقتصادي الرابع لسويسرا
في عام 2002، استوردت سويسرا من ايطاليا ما قيمته 13415 مليون فرنك
تضم الجالية الايطالية، اكبر جالية اجنبية في سويسرا، أكثر 300000 شخص، فيما يعيش في ايطاليا اكثر من 43000 سويسري
الايطالية هي اللغة الرسمية الثالثة في سويسرا
يترأس ازيغليو شامبي الجمهورية الايطالية منذ 1999
ترأس شامبي لمدة 15 عام بنك ايطاليا وتلقد مناصب عدة على المستوى الدولي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.