حقوق الإنسان تظل في قلب اهتمامات الأمم المتحدة
اعتبر أدريان كلود زولر أن الديبلوماسية السويسرية تدافع بشكل ناجع عن إنشاء مجلس لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وهي الفكرة التي أطلقتها سويسرا.
ولا يستبعد الخبير أن تهاجر هذه الهيئة التي ستعوض لجنة حقوق الإنسان الحالية التي تتخذ من جنيف مقرا لها يوما ما إلى نيويورك.
في نيويورك، تستأنف يوم الأربعاء 11 يناير الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المفاوضات المتعلقة بمجلس حقوق الإنسان.
رئيس جمعية “جنيف من أجل حقوق الإنسان” – وهي هيئة مستقلة تهتم بتكوين المدافعين عن حقوق الإنسان – يسلط الضوء في حوار خاص مع سويس إنفو على المحاور الرئيسية لهذا الإصلاح.
سويس إنفو: في بداية عهدته الأولى، كان كوفي أنان يريد وضع حقوق الإنسان في قلب اهتمامات الأمم المتحدة. هل لا زال هذا التوجه مستمرا؟
أدريان كلود زولر: إنه مستمر بوضوح شديد. فالأمم المتحدة تقوم اليوم على ثلاثة ركائز: الأمن والتنمية وحقوق الإنسان. والسيدة لويز أربور، المفوضة السامية لحقوق الإنسان، تشارك في جميع عمليات التنسيق التي تقوم بها الأمانة العامة للأمم المتحدة.
لكن الأمم المتحدة تظل منظمة دول والبعض من (هذه الدول) لا زال مستمرا في انتهاك الحقوق الإنسانية. والنتيجة: أن أعدادا متناقصة من الدول كانت مستعدة على مدى السنوات الأخيرة للتصويت على قرارات تُـديـن بعض البلدان إثر ارتكاب مجازر أو أشكال خطيرة أخرى لانتهاكات حقوق الإنسان.
في هذا الصدد، يُواجه المجلس المقبل لحقوق الإنسان نفس المعضلة نظرا لأنه سيكون مشكلا من دول، البعض منها سيسعى لكي يُنتخب فيه ليتجنب تحديدا انتقاده أو إدانته. لذلك فإن أسلوب وشروط انتخاب الدول لعضوية هذا المجلس مسائل حساسة جدا.
سويس إنفو: ما الذي يجب الإبقاء عليه من لجنة حقوق الإنسان الحالية؟
أدريان كلود زولر: إن الإجراءات الخاصة التي تقوم بها اللجنة تسمح بشكل أو بآخر بمراقبة مدى احترام الدول لتعهداتها. وهي تشكل أيضا المصدر الوحيد – وفي معظم الحالات – المصدر الموضوعي للمعلومات بالنسبة للأمم المتحدة من أجل الحكم على وضعية في بلد محدد.
فعلى سبيل المثال، يؤدي المقرر الأممي الخاص حول العنصرية حاليا زيارة إلى سويسرا، وصدقني، فإن تقريره لن يكون مجاملا بالمرة.
أما الذي سنخسره مع المجلس المقبل فهي القرارات التي تُدين الدول. ومهما يكن من أمر، فإن هذه الإدانات كانت في تراجع واضح.
بعد كل ما سبق، فإنه سيكون بالإمكان – بفضل المجلس الذي سيتوفر على المزيد من الصلاحيات والذي سيكون في حال انعقاد دائم على مدار السنة – إعادة بناء أداة قوية.
سويس إنفو: فكرة إنشاء هذه المجلس لحقوق الإنسان أطلقتها سويسرا. هل تدافع دبلوماسيتها جيدا عن هذا الملف؟
أدريان كلود زولر: على غرار كل فكرة مجددة ومعطاءة، وُوجهت في مرحلة أولى بهجوم شديد وذلك من طرف جميع الدول التي لا تحترم حقوق الإنسان.
الدبلوماسيون السويسريون – سواء كانوا في جنيف أو في نيويورك- أنجزوا عملا ممتازا وعرفوا كيف يعثرون على مساندين يقدم أكثرهم تصميما من أمريكا اللاتينية. إن الأمريكيين اللاتينيين هم الوحيدين الذين يقولون إنه لولا الإجراءات الخاصة للجنة حقوق الإنسان لكانت الديكتاتوريات التي حكمتهم قائمة إلى اليوم.
لا شك في أن أوروبا لديها تقاليد في مجال حقوق الإنسان، لكن – ومن خلال السعي إلى التحدث بصوت واحد – فإن الإتحاد الأوروبي يدافع عن الحد الأدنى المشترك الذي يأخذ في الحسبان أكثر فأكثر مصالحه الإقتصادية. والنتيجة أن دوره قد تراجع خلال السنوات الأخيرة داخل لجنة حقوق الإنسان.
سويس إنفو: هل هناك احتمال أن يغادر مجلس حقوق الإنسان المقبل جنيف؟
أدريان كلود زولر: اعتقد أن ذلك سيتم في مرحلة أولى لأن جنيف تحتضن عددا كبيرا من المنظمات الإنسانية أو المدافعة عن حقوق الإنسان. لكن بعد مرور أربعة أو خمسة أعوام فإن هذا الخيار ليس مستبعدا.
ففي ذلك الوقت، سوف تقوم الأمم المتحدة بوقفة تقييمية وتعتمد الوضع النهائي لمجلس حقوق الإنسان. فإذا ما تحول إلى هيئة رئيسية في ميثاق الأمم المتحدة على غرار مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة فإن مسألة انتقاله إلى نيويورك (المقر السياسي للأمم المتحدة) يمكن أن تطرح.
أجرى الحديث في جنيف: فريديريك بورنان – سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.