حلقة اتصال معلوماتية بين سويسرا والأردن
انطلقت اعتبارا من ظهر الجمعة 4/10/2002 أول حلقة اتصال تجارية إلكترونية بين سويسرا والأردن لتكون بذلك أول دولة عربية تتعامل معها سويسرا في هذا المجال.
وتهدف هذه الحلقة المعلوماتية إلى تعزيز فرص التبادل التجاري بين البلدين، لا سيما في المجالات المرتبطة بالمعلوماتية والبرمجيات.
تعود فكرة حلقة الاتصال المعلوماتية بين سويسرا والأردن والتي يرمز إليها بـ B2B إلى مبادرة مشتركة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ودافيد سوتس كاتب الدولة للشؤون الاقتصادية أثناء زيارة قام بها الأخير إلى عمان في شهر فبراير من عام 2001 على رأس وفد رفيع المستوى من المتخصصين في تقنية المعلومات والاقتصاد.
وقد لاحظ الوفد السويسري أن إمكانيات الشركات الأردنية التي تعمل في مجال المعلوماتية والبرمجيات متفوقة للغاية علاوة على أسعار خدماتها المنافسة، ومن هنا انطلقت فكرة التعاون بين الطرفين.
ترجمة هذه الفكرة إلى شكل عملي جاء من خلال التنسيق بين البرنامج السويسري لتشجيع الصادرات (SIPPO) واتحاد الشركات السويسرية المصنعة للبرمجيات (simsa) بالتعاون مع اتحاد تقنية المعلومات الأردني(INTAJ)، وتضافرت هذه الجهود تحت مظلة كتابة الدولة للشؤون الاقتصادية(seco) السويسرية.
تبادل مزدوج
الزيارات المتبادلة بين عمان وبرن أكدت للجانب السويسري أن مجال المعلوماتية يمثل تحديا كبيرا للجانب الأردني ورهانا مستقبليا أساسيا لدعم إقتصاده.
فحلقة الوصل المعلوماتية الجديدة، والتي تعد الأولى من نوعها بين سويسرا ودولة عربية، ستفسح المجال للشركات الأردنية العاملة في مجال البرمجيات للدخول ليس فقط في السوق السويسرية بل أيضا في سوق أوروبا، وذلك مع تزايد الاحتياج إلى المبرمجين وكل ما يتعلق بتقنية المعلومات.
أما بالنسبة للاقتصاد السويسري فيمثل هذا المشروع مجالا لتنويع المصادر في التعامل مع الشركات الأجنبية في مجال البرمجيات. وتبدو الاستفادة السويسرية هنا مزدوجة، فهي تضمن توفر الجودة من خلال تعاملها مع الشركات الناجحة والمتميزة في بلدانها، كما تستفيد في نفس الوقت من انخفاض أسعار الخدمات بشكل كبير، مقارنة مع تكاليف الإنتاج المرتفعة في أوروبا بصفة عامة وفي الكونفدرالية على وجه الخصوص.
خطوة بخطوة
الخطوات الأولى للعمل في حلقة الإتصال المعلوماتية ستكون من خلال إنشاء بنك للمعلومات والمعطيات على شبكة الإنترنت يحمل عنوان trado حول الشركات السويسرية ونظيرتها الأردنية، وتقدم كل جهة ما تحتاجه أو ما يمكن أن تعرضه في مجال البرمجيات والمعلوماتية. وبهذا الأسلوب تتم المعاملات بين الشركات مباشرة ودون تدخل أي وسيط، مما يضمن سرعية وشفافية التعامل بين الجهات المعنية.
وسوف تتمكن الشركات السويسرية والأردنية من المشاركة في بنك المعطيات والبيانات عن طريق الاتحادات المشرفة على الحلقة وموقع الإنترنت الخاص بها، بما يضمن دقة وصحة البيانات المنشورة، حيث يعول المشرفون على المشروع على أن تكون الجدية في التعاملات هي أهم مميزات الحلقة، لضمان بقائها وإستمراريتها بنجاح.
أما تمويل هذه الحلقة المعلوماتية فسوف يكون على عاتق الجانبين السويسري والأردني. حيث تتحمل برن تكاليف استضافة وتهيئة الموقع على شبكة الإنترنت مع كافة الخدمات المتعلقة بالمعلومات والشركات السويسرية التي تتعامل مع الموقع. في المقابل يتحمل الجانب الأردني نفقات معالجة البيانات المتعلقة بالشركات المحلية، ويضمن الطرفان صحة البيانات والمعطيات المنشورة على الموقع.
مجال جديد وآفاق متعددة
هذا ومن غير المستبعد أن يتم تمويل نفقات المشروع ذاتيا في المستقبل، كما حرص مصممو الموقع على أن يتوسع ليشمل تخصصات أخرى غير المعلوماتية في مرحلة لاحقة. وهو شيء غير مستبعد خصوصا إذا ما ثبت نجاح التجربة في هذا المجال.
قد لا يكون لسويسرا نفس الحضور والحظوظ التي تتمتع بها دول غربية واوروبية أخرى في ما يتعلق بالتعامل التجاري والمبادلات الإقتصادية مع دول الشرق الأوسط والبلدان العربية عموما، لكن هذه التجربة الجديدة قد تتحول إلى منعطف هام في العلاقات التجارية بين الطرفين باعتبارها تجربة رائدة تستفيد من العقول والخبرات العربية في مجال المعلوماتية والبرمجيات الواعد والمؤثر في هذا القرن الجديد.
تامر أبو العينين – سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.