حلول سينجنتا للعالم العربي
تهتم شركة سينجنتا من خلال فرعها في مصر بتقديم خدمات لبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مجال حماية المحاصيل وإنتاج البذور الخاصة بمتطلبات المنطقة.
ولا تكتفي الشركة بالجانب التجاري، بل تحاول مراعاة الجانب البيئي في عملية نقل التكنولوجيا ومساعدة مزارعي المنطقة على إنتاج يلبي حاجيات السوق الداخلي والخارجي.
من بين الأمثلة التي اخترناها لإلقاء الضوء على نشاطات شركات خاصة سويسرية تعمل في مصر، شركة سينجنتا التي برزت للوجود نتيجة لانصهار اثنتين من أكبر الشركات المتخصصة في حماية المحاصيل وإنتاج البذور وهما نوفارتيس اجريبيزنس، وزينيكا أجرو كيميكالز.
وكانت النتيجة المترتبة عن هذا الانصهار نشوء شركة تحتل المرتبة الأولى والثانية عالميا في أهم القطاعات المتعلقة بحماية النباتات، والمرتبة الثالثة في مجال إنتاج البذور وهما قطاعان يدران مداخيل تزيد عن أربعين مليار دولار سنويا في العالم.
مصر .. محطة انطلاق
لشركة سينجنتا، تواجد مزدوج في مصر، الأول عبر شركة “سينجنتا-آجرو-مصر” التي تسهر على تسويق البذور والمواد الضرورية لحماية المحاصيل. أما الثاني فيتمثل في إيجاد حلول لمشاكل المناطق الزراعية وتكوين الإطارات المتخصصة في محطة قها(القريبة من القاهرة) للتجارب الزراعية.
وفي معرض شرحها للأسباب التي جعلت الشركة تختار مصر محطة للانطلاق نحو باقي بلدان المنطقة، تقول مديرة فرع سينجنتا في مصر السيدة كريستين برونش: “لمصر مكانة متميزة من حيث توفر المياه وحجم السوق المحلية. وبتطوير تقنية الإنتاج والزراعة بإمكان مصر ليس فقط تلبية حاجيات سكانها بل تطوير الصادرات الزراعية التي تشكل في مصر المصدر الرابع للدخل القومي بعد قناة السويس والسياحة ومردود اليد العاملة المصرية المهاجرة”.
وتشغل شركة سينجنتا في مصر حوالي ستين موظفا وعاملا من بينهم 15 خبيرا يعملون في محطة قها للتجارب الزراعية. كما افتتحت فرعا آخر لها في المغرب الأقصى ومكاتب تقنية في كل من الجزائر وسوريا والأردن.
ويمثل نشاط الشركة في مصر حوالي 20% من حجم مبيعاتها في كامل المنطقة العربية التي تعتبر سوقا مهمة لا زالت في حاجة إلى تطوير جدي لقدراتها الإنتاجية الزراعية نظرا لمعدلات نموها الديموغرافي السريعة.
حماية المحاصيل…
ويأتي تواجد شركة سينجنتا في المنطقة العربية عبر فرعها الرئيسي في مصر “وفقا لاستراتيجية الشركة المتمثلة في ضرورة الإيفاء بحاجيات البلد او المنطقة بشكل مباشر” كما تقول السيدة كريستين برونش.
ويضيف الدكتور عادل مرقص مدير قسم التطبيقات الميدانية بمحطة قها للتجارب الزراعية التابعة للشركة أن هناك “تشابها كبيرا في مختلف بلدان المنطقة العربية، إذ نجد في كل بلدان المنطقة انتشار مرض العنكبوت المعروف باسم “تيتراناس أورتيكا”، ونفس الشيء ينطبق على الذبابة البيضاء “الوايت فلاي” التي تصيب محاصيل الطماطم في مناطق تمتد حتى إلى إسبانيا، وهناك أيضا مرض الندوة البدرية الذي يصيب البطاطس”.
وتعرف بلدان المنطقة العربية تشابها في نوعية الزراعات المتداولة فيها حيث تشمل زراعة القطن والحبوب والخضار والفواكه والكروم والتمور. ومن هذا المنطلق، هناك تشابه في نوعية المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب الضارة التي يحتاج لها المزارعون في المنطقة.
وتؤكد السيدة كريتسين برونش، المديرة الأقليمية للشركة السويسرية أن هناك “إقبالا كبيرا في المنطقة على المبيدات المضادة للفطر، كما يتم محليا تطوير مبيدات حشرية تستعمل لمحاربة بعض الأنواع الضارة من الحشرات او مواد لإزالة الأعشاب الضارة بالمحاصيل”.
… ليس فقط كيماويا؟
إذا كان النشاط الأهم لشركة سينجنتا عموما، ولنشاطها بالخصوص في مصر والمنطقة العربية يتمثل في تسويق حلول لحماية النباتات والمحاصيل من الأمراض والتعفن، فإن السيدة كريستين برونش، مديرة الشركة بمصر تشدد على أن “استراتيجية الشركة عند الحديث عن المبيدات الحشرية تعني أيضا الاهتمام بمدى تأثير ذلك على البيئة والمحيط”.
فتسويق أي مبيد حشري او مبيد للأعشاب الضارة لا يمكن أن يتم إلا بعد الحصول على ترخيص من البلد المعني. وتقول السيدة برونش: “إن اعتماد هذه المواد من قبل العديد من الدول الأمريكية والأوربية يعني أنها سمحت بتسويقها بعد الإطلاع على ملفات تقدم معطيات عن مدى تأثير الجانب التسممي لهذا المنتوج على الإنسان وعلى المحيط” خصوصا وأنه لا يمكن تسويق منتوج في أي بلد من البلدان دون الحصول على ترخيص بذلك من سلطاته المعنية.
وتضيف مسؤولة سينجنتا: “عند الحديث عن البيئة نقصد بذلك الأرض والماء والهواء بحيث يتم اختبار مدى تأثير المادة الكيماوية في العوامل الثلاثة وكيفية تحللها وما هي الرواسب التي تخلفها”.
ومن القطاعات المبشرة والتي لازالت في طور التجربة تلك التي تحاول خلق وسائل حماية للمحاصيل بدون اللجوء إلى المواد الكيماوية أو ما يعرف لدى شركة سينجنتا ” بالبيو-لاين”، وهو القطاع الذي تتم فيه معالجة الأضرار التي تتسبب فيها بعض الحشرات عن طريق توظيف الحشرات المفترسة لها.
من جهته، يقول الدكتور شريف أيوب المسؤول عن الأبحاث في محطة قها التابعة لشركة سينجنتا في مصر: “إن تجاربنا في هذا الميدان ما هي إلا في البداية”. إذ تركز شركة سينجنتا حاليا على إجراء أبحاث متعلقة بمحاربة الذبابة البيضاء، وعند التوصل إلى نتائج مرضية قد يتم التحول إلى أنواع أخرى.
ويضيف الدكتور شريف أيوب: “إن الذبابة البيضاء التي تلحق أضرارا كبرى بمحاصيل القطن والخضار والفواكه في الشرق الأوسط وبلدان أوربا، يتم وضعها في أقفاص ويقدم لها نبات تضع فوقه بيضها، بعد ذلك يتم إطلاق الحشرة المفترسة التي تضع بيضها داخل الذبابة الوليدة والتي تعتبر العائل لها. وبعد ذلك تتحول هذه الحشرة إلى قاتل”.
ونظرا لأن التجربة لا زالت في بداياتها ولأن تكاليفها باهظة، أكد الدكتور شريف أيوب ما قالته السيدة برونش من أن الشركة ترتكز على استراتيجية تشمل كل العوامل المقاومة للحشرات، منوها إلى أنه “إذا كان انتشار الآفة كبيرا مثلما هو الحال بالنسبة للجراد، يتطلب الأمر معالجة بالمبيدات الكيماوية للتخفيض من حجم الأضرار وبعدها يمكن استعمال المبيدات البيولوجية”.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
تحتل سينجنتا المرتبة الأولى عالميا في مجال المبيدات الفطرية، والثانية في مجال المبيدات الحشرية.
تشغل عالميا أكثر من 23000 موظف وعامل من بينهم 5000 في مجال الأبحاث والتجارب.
يبلغ عدد موظفيها في مصر 60 شخصا من بينهم 15 خبيرا في محطة قها للأبحاث الزراعية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.