مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حماس تسلم رهائن أصابهم الوهن في عرض محمل بالرسائل

afp_tickers

في أجواء من الانضباط، عرضت حركة حماس السبت ثلاث رهائن اسرائيليين بدوا واهنين وهزيلين أمام كاميرات العالم قبل تسليمهم للصليب الأحمر وسط حشود غفيرة في دير البلح في وسط قطاع غزة.

خرج أور ليفي (34 عاما) وإيلي شرابي (52 عاما) وأوهاد بن عامي (56 عاما) من شاحنة بيك آب، محاطين بعناصر من كتائب عزّ الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأثارت وجوههم الشاحبة وملامحهم الهزيلة صدمة في إسرائيل، خصوصا بعد مقارنة حالهم الراهنة بصورهم المنتشرة في أنحاء البلد منذ اختطافهم في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وتذكّر مشاهدهم “بصور الناجين من المحرقة”، على ما قال “مجلس أكتوبر” الذي يضمّ عائلات ضحايا هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي يطالب بتحقيق رسمي في ملابسات ما يعتبره أحلك يوم في تاريخ الدولة العبرية.

واعتلى الرهائن الثلاث منصّة تلوا منها بنظرات ضائعة تصريحا بالعبرية عبر مذياع هو نفسه تقريبا في كلّ مرّة.

ثمّ نقلوا في مركبات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر لتبدأ بداية النهاية بالنسبة اليهم. فبعد المعاناة التي قاسوها لمدّة 491 يوما، لقاء مع العائلات وفحوص طبّية وعلاج طويل الأمد من دون شكّ كي يستردّوا عافيتهم، على الصعيدين البدني والنفسي.

– حشود مضبوطة –

بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي القضاء على حماس، سياسيا وعسكريا.

لكن بعد 15  شهرا من الحرب، الواقع مختلف تماما عن تصوّر بنيامين نتانياهو. فالحركة لم تصمد في وجه الهجمات فحسب، بل نجحت أيضا في ترتيب صفوفها والحفاظ على انضباطها وقدرتها على زرع الخوف في النفوس. وهذه هي بالتحديد الصورة التي تريد أن تعكسها لإسرائيل وللمجتمع الدولي والرأي العام الفلسطيني، أكان في غزة أو الضفّة الغربية المحتلّة.

وحضّرت تفاصيل عرضها الأخير بعناية منذ ساعات الصباح الأولى. وكلّ شيء كان جاهزا عند الثامنة، قبل ثلاث ساعات تقريبا من الإفراج عن الرهائن.

وتمهيدا للافراج عن الدفعة الخامسة من الرهائن منذ دخول اتفاق الهدنة حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، نُصبت منصّة وسط ساحة مستطيلة مكشوفة بالكامل ركنت حولها سيارات بلون الحركة.

وضبطت الحشود التي تكاثرت أعدادها على مرّ الساعات خلف طوق ضربه عناصر من كتائب عزّ الدين القسام بلغ عددهم حوالى مئتين بحسب مصدر مقرّب من الحركة.

وقال المصدر من دون الكشف عن هويّته “سُمح للسكان بمتابعة الحدث لكنهم حصروا في منطقة محدّدة تجنّبا للفوضى”.

وقبل عشرة أيّام، خلال الإفراج عن دفعة سابقة من الرهائن، تعرّض هؤلاء لتدافع من حشود غاضبة. وطالبت إسرائيل بعدم تكرار تلك المشاهد.

– “النصر المطلق” –

لكن السلطات الإسرائيلية لم تكن بالطبع تتوقّع مشهدا مثل ذلك الذي عرض أمام كاميرات العالم اليوم.

ففوق المنصّة التي نصبت حولها رايات حركة المقاومة الإسلامية، ترفرف أعلام فلسطينية. وفي محيطها خلف الطوق الذي ضربه عناصر الحركة ركنت مركبات وسائل الإعلام التي نشرت كاميراتها على السطوح.

ومن مكبّر للصوت، يصدح صوت زاجر يمتثل لتعليماته عناصر الحركة ببزّاتهم العسكرية وشاراتهم ونظّاراتهم السوداء وستراتهم الواقية من الرصاص وأسلحتهم المتطوّرة. فيتأهّبون وينقلون السلاح من كتف إلى آخر ومن القدم إلى الصدر.

واختلفت البنادق الهجومية من مقاتل إلى آخر. فإمدادات حماس بالأسلحة متنوّع المصادر، بين تلك المهرّبة وتلك المسلّمة من الحلفاء، أسلحة مجمّعة من قطع مختلفة وغنائم حرب تمّ الاستيلاء عليها من الجيش الإسرائيلي.

وبعد 15 شهرا من الحرب، يبدو المستقبل واعدا للحركة التي يلتصق أطفال بمقاتليها يظهر عليهم خوف ممزوج بإعجاب.

وزفت امرأة ستينية المقاتلين بالورود، قبل ان تصل ثلاث مركبات للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الساحة عبر مسلك ضيّق فسحته لها الحشود على أنغام أغنية ثورية صدحت من مكبّرات الصوت.

ثم اعتلى مسؤول من الحركة المنصة ليتلو كلمة. وتولّى مسؤولان في اللجنة الدولية للصليب الأحمر توقيع المعاملات الإجرائية. وفي الاسفل، علّقت صورة لنتانياهو حملت شعاره “النصر المطلق” بالعبرية.

ثم جاء دور الرهائن في العرض المضبوط الايقاع فوصلت الرسالة.

بور-دلا/م ن/ب ق

قراءة معمّقة

فقدان الوزن

المزيد

شركات سويسرية متعددة الجنسيات

أدوية إنقاص الوزن … صدام بين وسائل الإعلام والهيئة السويسرية لمراقبة المنتجات العلاجية                             

طالع المزيدأدوية إنقاص الوزن … صدام بين وسائل الإعلام والهيئة السويسرية لمراقبة المنتجات العلاجية                             

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية