حماس.. ما بعد الحسم الميداني
يبدو أن حركة حماس قرّرت حسم الموقف الميداني في غزة، ويبدو أن فتح والرئاسة الفلسطينية في موقف العجز عن ردّ الفعل المناسب، اللّـهم وصف ما يجري بأنه "انقلاب على الشرعية"، حسب قول المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة..
.. الذي ردّ عليه متحدث من حماس متسائلا “أي انقلاب، وحماس أساسا هي الشرعية المنتخبة، وأن ما يجري هو رد على الفاسدين والعملاء، والذين يريدون بيع القضية”، فيما رد فتحاوى، بأن “الدّم بالدّم والبيت بالبيت” أو بعبارة أخرى، أن الثأر السياسي والقبلي صار هو سيد الموقف وأن العقل قد غاب إلى حين.
هذا الحوار البائس، الذي يمزج بين التصريحات وطلقات الرّصاص وقذائف الصواريخ وأعمال القتل والتخريب للمنشآت التي تعود إلى الشعب الفلسطيني قبل أي شيء آخر، يعني أن الوضع الفلسطيني على أعتاب مرحلة خطيرة بكل المقاييس، بانت بعض ملامحها، فيما يتسرب عبر مصادر إسرائيلية بالأساس، من طلبات منسوبة لفتح وللرئاسة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المختلفة قُدّمت لإسرائيل، لكي تسمح بدخول أسلحة أكثر ومجنزرات لقطاع غزة لتُـساعد فتح على حسم الوضع ميدانيا، وهو الطلب، الذي إن صحّ، يعني أن فتح والرئاسة الفلسطينية تُـدركان تماما حجم الخلل في توازن القوة بينها وبين حماس في قطاع غزة، والذي يعترف مسؤولون فتحاويون في حوارات غير مُـعلنة بأنه أصبح “حماس لاند” وأن الوضع الميداني أفضل نسبيا لفتح في الضفة الغربية، رغم محاولات حماس التَّـمركز المنهجي في الضفة وبناء قواعد وخلايا فيها.
حين يصل الحوار المستتر إلى هذا الحدّ من تقسيم المناطق والنفوذ والاعتراف بالفشل هنا والنجاح النسبي هناك، نصبح أمام واقع فلسطيني جديد ستكون له تبِـعاته على مصير القضية الفلسطينية ككل، وليس فقط على مصير تقاسم النفوذ السياسي أو الميداني بين الحركات والفصائل المختلفة.
عوامل التدهور
في تفسير هذا التغيّـر في موازين القوى الداخلية، يمكن أن نُـشير إلى عناوين كبرى يتداولها الفلسطينيون بين أنفسهم، أهمّـها وأبرزها، ضياع هيبة المؤسسات الفلسطينية وغياب القائد الكاريزمي ذو السطوة المعنوية والسياسية على الجميع، والتدخلات الإسرائيلية المستمرة لإشعال الموقف الفلسطيني وفقدان الأمل في أي تسويات قريبة والتناقض الصارخ في برامج الحركات الفلسطينية إزاء الحاضر والمستقبل، وغياب الانضباط الداخلي في كثير من الحركات الفلسطينية والصراعات الجيلية، لاسيما داخل فتح، وغموض آلية اتخاذ القرار في حركة حماس وضعف التأثيرات العربية، التي كانت يوما قادرة على ضبط التصرفات الفلسطينية بقدر أو بآخر، وبروز لاعبين إقليميين جُـدد وفاعلين ومؤثرين على التفاعلات الفلسطينية، ناهيك عن حصار دولي ظالم لا يهمّـه مَـن يجوع ومن يُـقتل وبأي رصاص.
رحم الله عرفات
هذه العوامل مجتمعة تصبّ في مرحلة التشظي والتشرذم والتقاتل الداخلي وغياب الهدف الجامع، ولعل ترحّـم الفلسطينيين العاديين على أيام الرئيس عرفات، وبالرغم مما كان فيها من ضغوط وحصار وأوقات عصيبة، فإنها تبدو جنة مقارنة بما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم انفلات أمني والضعف المؤسساتي وفقدان لهيبة القيادات السياسية لصالح قيادات ميدانية لا تفصح عن وجهها، ولكنها تستأسد على الضعفاء بأسلحتها وصواريخها، التي للأسف باتت تخطئ الهدف من عدو يحتل الأرض إلى أخ في الوطن والقضية.
كل هذا جعل أي محاولات لفرض هدوء أو تشكيل حكومة وحدة وطنية، بمثابة نقش على الرمال أو تلوين في الهواء ونوع من الاستجداء السياسي لتوافق برنامجي مصطنع، لم يعد يحُـول دون الحديث بلُـغة والتصرّف بلُـغة أخرى، وهو وضع ربما دفع حماس، حسب المؤشرات الظاهرة والمؤكّـدة، إلى اتخاذ قرار بالحسم الميداني في غزة.
الحسم الميداني.. لماذا؟
هذا الحسم الذي قررته حماس، يبدو في أكثر من خطوة، كالاستيلاء على المقرات الأمنية المختلفة، التي كانت تمثل مواقع نفوذ لفتح وللرئاسة الفلسطينية والأجهزة الأمنية التابعة لها، وتخريب وحَـرق بعض منازل كِـبار المسؤولين والرموز الفتحاويين، وإغلاق مناطق معيّـنة، كشمال قطاع غزة، في وجه تحركات مسؤولي فتح وقياداتها الأمنية، ناهيك عن تخريب الوسائل الإعلامية المختلفة المحسوبة على فتح، من صحف ومحطات تليفزيونية وإذاعية وغيرها.
وفى ظل هذا القرار بالحسم الميداني، لا تبدي حماس أي استجابة لدعوات الرئيس محمود عباس بالتهدئة والعودة إلى الثكنات، كما لا تتفاعل بإيجابية مع دعوة رئيس الوفد المنى المصري، الذي بذل كل ما يستطيع للسيطرة على الموقف الأمني، ولكن النتائج جاءت أكثر من مخيِّـبة للآمال، ومن ثمّ وصف ما يجري، بأنه من صُـنع أيادي شيطانية لا تريد الخير للفلسطينيين.
حين قررت حماس مثل هذا الحسم، علينا أن نلاحظ أنه محصور في قطاع غزة، الذي يُـعد المعقل الرئيسي للحركة، وحين نقول حماس، فلا يعني ذلك أننا أمام قضية واضحة المعالم، فلا يدري المرء من هي حماس المقصودة، هل هي الحركة أم حكومة حماس أم قيادة الداخل أو قيادة الخارج أم هؤلاء القادة الميدانيون المُـسيطرون على حركة الشارع بالسلاح والصواريخ أم كل هؤلاء جميعا؟
ومثل هذا الالتباس يعني أن قرار حماس بالحسم، هو نتيجة عدم انضباط الحركة، وليس نتيجة تماسُـكها وانضباطها التام، فبعض مسؤوليها في الحكومة يشاركون في جهود التهدئة المختلفة، وفي الوقت ذاته، هناك من يتّـخذ قرارا بالقتال والسيطرة على الشوارع.
الافتراض الآخر
ولكن من جانب آخر، ومع افتراض أن ثمّـة انضباطا داخليا، وأن قرار الحسم هو قرار الحركة بكل أجهزتها ومؤسساتها المعلنة وغير المعلنة، فهذا يعني أن مستقبل غزة بات بيد حماس وأن على فتح أن تقبل الهزيمة الثانية في ميدان القتال، بعد هزيمتها الأولى في ميدان الانتخابات التشريعية قبل عام ونصف تقريبا.
وإذا كانت فتح، بعد هزيمتها الانتخابية، قررت الرد ميدانيا وإفشال حماس حكوميا، وهو ما تحقّـق جزئيا ولكنه لم يتحقق ميدانيا، فكيف سيكون ردّها على انقلاب حماس النّـاجح حتى الآن؟ خاصة في ضوء تعثر كل محاولاتها لإعادة الهيكلة الذاتية لمواجهة التحديات الجديدة، التي برزت نتيجة صعود حماس بهذا الشكل.
افتراضات كثيرة وتساؤلات أكثر تعكِـس جميعها التعقد الذي وصل إليه الوضع الفلسطيني من ناحية، وتبدل المواقع من ناحية أخرى، وتشكل خريطة معادلات سياسية وميدانية جديدة وخطيرة من ناحية ثالثة.
نتائج منتظرة
وفي ظل المؤشرات الظاهرة، يمكن القول أن معركة غزة، وبافتراض أن الوضع الميداني قد يستقر نِـسبيا لصالح حماس، لكنه لن يستقر سياسيا لها، فحكومة الوحدة الوطنية المُشكلة بناءً على تفاهُـمات مكة بين فتح وحماس، ليست محصنة من السقوط، بل المرجّـح أن تكون ضحية الحسم الميداني، والمرجّـح أيضا أن يمتد السقوط إلى المجلس التشريعي، الذي يهدِّد أعضاء فتح بالانسحاب منه، وبذلك، تكون نتيجة الصراع على السلطة هي غياب مؤسسات السلطة ذاتها ويتحول الأمر إلى فراغ خطير بكل المعاني.
الحسم الحمساوي لن يخلو من نتائج إسرائيلية، معروف معالمها مقدما، فمِـن جانب، سيكون الوضع الجديد مُـفيدا من زاوية أنه يؤكِّـد مقولات إسرائيل والولايات المتحدة بأن لا شريك فلسطيني يمكن التفاوض معه، وسيُـفيد أيضا في استمرار الحصار الدولي، باعتبار أن حماس مصنّـفة كمنظمة إرهابية في العُـرف الأمريكي والأوروبي، وسيُـفيد ثالثا في تغييب أية ضغوط على تل أبيب من أجل العودة إلى مائدة المفاوضات، سواء تَـبعا لما تراه اللجنة الرباعية الدولية أو كما تأمل الدول العربية وِفقا لبنود المبادرة العربية.
مخاطر محتملة
هذه الفوائد الإسرائيلية ليست مطلقة، ففي الجانب الآخر مَـخاطر مؤكّـدة، فتفوق حماس في غزة يعني أن جهود السيطرة على إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية لن تنجح، بل ربما يتطور الأمر إلى مغامرة عسكرية إسرائيلية كبيرة، والمرجّـح أن السياسة الإسرائيلية في تعقب عناصر حماس سوف تتّـسع إلى مدى أكبر مما كان في السابق، وفي المقابل، ستزداد العمليات الميدانية ضدّ قوات الاحتلال، ومن ثم ترتفع السخونة ولا تبقى إلا لغة السلاح.
المرجّـح أيضا أن تمتد السخونة إلى الضفة الغربية، سواء من ناحية الضربات الاستباقية أو من ناحية الشد والجذب بين فتح وحماس.
حين ينظر المرء إلى هذه التفاعلات المؤكدة أو المرجّـحة بقوة، يرى في الأفق سُـحبا سوداء لا ضوء فيها، فهل هذا ما ناضل الفلسطينيون من أجله، أشك في هذا!
د. حسن أبوطالب – القاهرة
غزة (رويترز) – فيما بدا وكأنه حرب أهلية أكثر من أي وقت مضى، اقتتلت قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأنصار رئيس الوزراء إسماعيل هنية في أنحاء قطاع غزة يوم الثلاثاء 12 يونيو في أكثر أيام الاقتتال الداخلي دموية بين حركتي حماس وفتح منذ شهور. وقال مسؤولون من مستشفيات إن 27 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 70 بجراح، ليرتفع عدد القتلى في القطاع الساحلي منذ يوم السبت إلى 47، وفي وقت مبكِّـر من يوم الثلاثاء، تعرّض منزلا عباس وهنية في غزة لإطلاق النار.
وأصدر قادة أكبر قوة أمنية موالية لعباس، الذي يحظى بدعم القوى الغربية، أوامرهم لوحداتهم بالنزول إلى الشوارع وإحباط ما سمّـته حركة فتح التي يتزعمها الرئيس “انقلابا دمويا” من جانب حركة حماس، بعد أن اقتحم مسلحون من حماس قواعد أمنية لفتح في قطاع غزة. وبدا لاحقا أن حماس تُـسيطر على قاعدة كبرى لفتح في شمال غزة وأشارت أعداد الضحايا إلى أن لها اليد العليا، وهدد زعماء فتح بالانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية، التي تشكلت منذ نحو ثلاثة أشهر مع حماس، إذا لم يتوقف إطلاق النار فورا.
وقال الاتحاد الأوروبي إن هناك خطرا وشيكا باندلاع حرب أهلية، إذا استمر الاقتتال بين فتح وحماس ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إلى دعم جهود محمود عباس الرامية “لاستعادة القانون والنظام”. ودعا عباس وهنية إلى ضبط النفس وإجراء محادثات، لكن في ظل اتهام كل طرف الطرف الآخر بالعمل مع إسرائيل، لم تبد مؤشرات تُـذكر على استجابة المتقاتلين لتلك الدعوات.
وحث رئيس وفد مصري في غزة ،شهد انهيار أحدث هدنة توسط فيها يوم الاثنين، المدنيين على الخروج في تجمّـعات حاشدة صباح الأربعاء13 يونيو، تعبيرا عن التأييد لهُـدنة جديدة بين المتقاتلين. وللمرة الأولى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت إن المقترحات الخاصة بنشر قوة دولية لحفظ السلام في غزة، يجب أن تدرس بجدية. وقال “إذا سقط قطاع غزة في النهاية في يد حماس، فسيكون لذلك أهمية كبرى إقليميا”، لكنه أضاف أن إسرائيل لا تستطيع دخول غزة لقتال حماس ومساعدة مقاتلي فتح.
وقال سكان، إن مسلحين من حماس اقتحموا مواقع لفتح، وفي إحدى المراحل منح مقاتلو حماس قوات فتح مُـهلة نصف ساعة لإخلاء القواعد في إنذار لم يسبق له مثيل. وسُـمع دوي معارك ضارية بالأسلحة النارية وانفجارات صادرة من قاعدة قوات الأمن الوطنية التابعة لعباس، وشوهدت تعزيزات من قوات الأمن الوطنية في وقت لاحق وهي تتحرك في مركّـبات عبر شوارع قطاع غزة المهجورة نحو مناطق بسطت حماس سيطرتها عليها.
وأمر قادة قوات الأمن الوطنية جنودهم في بيان قائلين “إلى الإمام”، بينما تم التشويش لفترة قصيرة على محطات الإذاعة التابعة لحماس بأناشيد تمجد قادة فتح الميدانيين، وأضاف البيان “ادحروا القوات الباغية الدموية الانقلابية”. وقال مسؤولون طبِّـيون إن 16 شخصا على الأقل قتلوا في المعارك التي تلت ذلك في المساء، من بينهم 11 في اشتباك واحد، قالت حماس إنه منحها السيطرة على قاعدة كبرى لقوات الأمن الوطنية في شمال قطاع غزة، وقال مسؤولو حماس إنهم فقدوا تسعة مقاتلين على الأقل، وقالت مصادر فتح أن خسائرهم كانت 15 قتيلا خلال يوم الثلاثاء.
وعقد عباس، الذي خلف الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2004، اجتماعا للجنة المركزية لفتح في مدينة رام الله بالضفة الغربية. وأصدرت اللجنة المركزية بيانا قال “في ضوء استمرار المؤامرة الانقلابية على السلطة الشرعية، فان اللجنة المركزية تُـقرر الآن عدم مشاركة وزرائها في الحكومة، إذا لم يتوقف إطلاق النار. “قررت اللجنة المركزية البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف الخطير في قطاع غزة في ظل رفض قيادة حماس وقف إطلاق النار ورفضها حضور الاجتماع المشترك برعاية الوفد الأمني المصري”. “تدارست اللجنة المركزية محاولة الانقلاب الدموي الذي يقوده الجناح المتطرف في قيادة حماس بهدف إسقاط حكومة الوحدة الوطنية وإلغاء اتفاق مكة وفرض وهْـم السيطرة الدموية، بدل الشراكة والتعددية السياسية والديمقراطية”.
وإذا استقال وزراء فتح وكذلك بعض الوزراء المستقلين، فان عباس يمكنه أن يُـقيل الحكومة ويحاول إدارة السلطة بمراسيم رئاسية، وستحتاج أي حكومة جديدة إلى موافقة البرلمان، الذي تهيمن عليه حماس. ولزم معظم سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة منازلهم، وفي ظل تكدسهم في شريط ساحلي ضيِّـق يمتد 45 كيلومترا ومحاصرتهم بطوق أمني إسرائيلي، ليس لديهم فرصة تُـذكر للفِـرار عبر المعبر الرئيسي الخاضع لحراسة أمنية مشددة إلى مصر.
وقال عمار – وهو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 40 عاما وله ستة أبناء – “اعتقد أننا في العراق ولسنا في غزة.. قنّـاصون على أسطح المنازل يقتلون الناس، جثث مشوّهة ومُـلقاة في الشوارع بطريقة مُـهينة جدا، المنازل تتعرض للقصف والمدنيون يقتلون، هل تعني الحرب الأهلية غير ذلك..”
ومنذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية في يناير 2006، نتيجة الدعم الذي تحظى به في أوساط الفقراء في غزة، أشارت إحدى التقديرات إلى مقتل أكثر من 600 فلسطيني في الاقتتال بين فتح وحماس. وبعد بضعة شهور من الهدوء، النسبي اندلع القتال مجدّدا الشهر الماضي قبل أن تخف حدّته في ظل هُـدنة أبرمت بوساطة مصرية. وتساعد الولايات المتحدة في تدريب قوات عباس وتسليحها قائلة، إن زعيم فتح سياسي معتدل وملتزم بالسلام، ويمثل قوة موازنة لحماس التي ترتبط بعلاقات مع إيران وسوريا.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 13 يونيو 2007)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.