مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أومـيـغـا تـُواكـب الـزّمـن فـي الأولـمـبـــيـاد

سخـّرت شركة الساعات السويسرية "أوميغا" أفضل طاقاتها وإمكانياتها لتؤدي على أتم وجه دور ضابط الوقت الرسمي للألعاب الأولمبية في بكـين ‏2008‏‏.

فهي تحولت إلى الصين بأحدث تكنولوجيتها للتيـقّن من دقّة التوقيت بالنسبة لآلاف المُنظمين والرياضيين وكذا ملايين مُشاهدي شاشات التلفزيون.

من بين التحسينات التي أدخلتها “أوميغا”، مقارنة مع ألعاب أثينا الصيفية لعام 2004، آلات التصوير العالية السرعة التي تستطيع تسجيل 2000 صورة في الثانية الواحدة، والتوقيت الجديد، ونظم التسجيل والبداية الخاطئة.

وتعمل وراء تسمية “أوميغا” شركة “سويس تايمينغ”السويسرية الصغيرة التي تـُعد أيضا جزء من مجموعة “سواتش” الشهيرة.

وقد نقلت الشركة 420 طنا من المُعدات لمختلف المواقع الأولمبية، وسيعمل معها حوالي 450 من الفنيين والمهندسين، بالإضافة إلى 1000 مُتطوع مُدرب.

وفي تصريحات لسويس انفو، قال كريستوف بيرتو، الرئيس التنفيذي لـ”سويس تايمينغ”: “إن هدفنا الأول في بكين هو قياس أداء الرياضيين، وتوفير النتائج – الترتيب أو الأهداف والأرقام المُسجلة – ثم توزيعها” على المُتنافسين والحكام والجمهور في الملاعب من خلال شاشات عرض النتائج. كما تُوزع النتائج في نسختها المطبوعة على المُعلقين، ووكالات الأنباء وشبكات التلفزيون والإنترنت.

قوة الحاسوب

وأضاف السيد بيرتو: “نحن نستخدم بطبيعة قدرات الحاسوب أكثر فأكثر لإعطاء النتائج، وأيضا لقياس الأداء… ونتوفر الآن على قدر أكبر من الدقة، وبإمكاننا القيام بمتابعة أفضل بكثير لما يجري”.

ففي رياضة التجديف مثلا، تقوم التكنولوجيا المُستخدمة على أساس النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS). وهذا يعني، مثلما يشرح المدير التنفيذي لـسويس تايمينغ، “تحديد موقع كل زورق خمس مرات في الثانية الواحدة لنعلم بشكل دائم مكانَ مُختلف المتنافسين في البحيرة. وبناء على ذلك، يمكننا تحديد سرعة القارب وعدد حركات التجديف في الثانية الواحدة. كما يمكننا قياس المسافة بين القوارب”.

ومن الابتكارات الجديدة نُسخة مُحدثة لآلة تصوير المراحل النهائية من المسابقات “Scan-O-Vision” التي كانت قد أُدخلت في عام 1992 خلال ألعاب ألبرتفيل الأولمبية الشتوية.

بـِكسلات ودقـّة

ويُسجل أحدث جيل من هذه الكاميرات أكثر من 2000 صورة في الثانية والواحدة، كما يوفر صورا مُلونا وعددا أكبر من البكسلات (أصغر عناصر الصورة) ومعدلا أعلى من الدقة.

وتتيح هذه التطورات للحـُكام دقة أفضل بكثير تُمكّنهم من القول بالضبط من فاز بالسباق ومن جاء في المرتبة الثانية والثالثة.

وستكتسي هذه التقنية أهمية خاصة بالنسبة للجمهور السويسري الذي سيتابع يوم الأحد 24 أغسطس، في آخر أيام منافسات بكين 2008، سباق الماراثون الذي سيشارك فيه مواطنهم، العداء فيكتور روثلين، الفائز بماراثون طوكيو 2008.

وسينطلق الماراثون من ميدان تينانمين لينتهي في المعلب الوطني “عش الطيور” في بكين الذي صممه المهندسان السويسريان جاك هيرتسوغ وبيير دومورون.

وستقوم “أوميغا” بقياس هذا السباق كل خمسة كيلومترات، وأيضا في منتصف الماراثون، لتُوفر تسعة مؤشرات وسيطة ستُمكنها من إعطاء الترتيب والمسافات بين بعض المُتسابقين.

بطاقات إلكترونية في الأحذية

ونوه الشيد بيرتو إلى أن أوميغا تتوفر لهذا الغرض على “هوائيات على الطريق وبطاقات إلكترونية مُثبتة في رباط أحذية الرياضيين، فلكل عداء هويته الإلكترونية، مما يتيح لنا، بفضل نظام الحاسوب، معرفة ما يجري بالضبط في كافة مراحل السباق”.

وفي سابقة أولمبية، ستـُوفر “أوميغا” أيضا خدمات تلفزيونية افتراضية. ففي السباحة على سبيل المثال، سيمكن للمـُشاهدين رؤية خط الرقم القياسي العالمي وبالتالي معرفة ما إذا كان السباحون سينجحون أو سيخفقون في تحقيق الإنجاز. كما سيشاهدون أسماء الرياضيين في معابرهم وعلم البلد الذي يمثله كل واحد منهم.

وهي إنجازات بعيدة كل البعد عما كان مُتاحا في ألعاب لوس أنجلس لعام 1932 التي وفرت فيها “أوميغا” 30 أداة لقياس وتسجيل الوقت “كرونوغراف” عالية الدقة، والتي تمت المصادقة عليها كـأدوات قياس دقيق للزمن “كرونومترات” من قبل مرصد نوشاتيل.

وجدير بالذكر أن ألعاب برلين الصيفية لعام 1936 عرفت نقل 185 كرونوغرافا من مدينة بيين/بيل السويسرية إلى العاصمة الألمانية في حقيبة حملها صانع ساعات أوميغا ذو التسعة وعشرين ربيعا آنذاك، بول-لويس غينيار.

جهود جبارة خلف الكواليس

وفي حين يتفهـُّم المتتبعون للألعاب الضغوط التي يعيشها الرياضيون في مثل هذا الحدث البارز، فقد لا يُدركون حجم العمل الذي قام ويقوم به خلف الكواليس المُوقت الرسمي للألعاب للتأكد من أن كل شيء على ما يُرام.

وقال السيد بيرتو في هذا السياق: “لدينا فريق في بكين منذ يناير 2005، يدعمه موظفون في سويسرا. لقد قمنا بعملية تحضير مكثفة واختبرنا مختلف عناصر ضبط الوقت والنتائج والتوزيع”. قبل أن يضيف “فريقنا مكون من مهنيين يعشقون الرياضة، ونحن على ثقة كبيرة بأننا قادرون على القيام بمهمتنا على أحسن وجه”.

سويس انفو – اعتمادا على تقرير بالإنجليزية لروبيرت بروكس

تأسست شركة “سويس تايمنيغ” (التوقيت السويسري)، وهي جزء من مجموعة سواتش، في 3 يوليو 1972، لكن شركتي “أوميغا” و”لونجين” السويسريتين بدأتا العمل في مجال توقيت الرياضة قبل “سويس تايمينغ” بزمن طويل.

تولت “سويس تايمينغ” بانتظام توقيت الألعاب الأولمبية: إينسبروك (النمسا) ومونريال (كندا) عام 1976، وليك بلاسيك (الولايات المتحدة) وموسكو (روسيا، الاتحاد السوفياتي آنذاك) عام 1980، سراييفو (البوسنة والهرسك) ولوس أنجلس (الولايات المتحدة) عام 1984، كالغاري (كندا) وسيول (كوريا الجنوبية) عام 1988، ألبيرتفيل (فرنسا) عام 1992، أطلنطا (الولايات المتحدة) عام 1996، سيدني (أستراليا) في 2000، أثينا (اليونان) في 2004، وطورينو (إيطاليا) عام 2006.

وفضلا عن بكين 2008، ستكون الشركة مسؤولة عن توقيت ألعاب فانكوفر (كندا) في عام 2010 وألعاب لندن عام 2012.

وتوظف “سويس تايمنيغ” التي يوجد مقرها بـكورجيمون (Corgémont) بكانتون برن حوالي 70 شخصا.

تعود بدايات شركة الساعات السويسرية “أوميغا” في مجال التوقيت الرسمي للألعاب الأولمبية إلى ألعاب لوس أنجلس في عام 1936. وهي مسؤولة في دورة بكين 2008 عن النتائج الرسمية لجميع المسابقات.

وستقدم “أوميغا” خدمات تشمل عرض نتائج المسابقات للمُتنافسين والمُشاهدين، وكذا معالجة البيانات وتوفير النتائج في أماكن المُشاهدة، كما ستجهز النتائج الرسمية ليتم توزيعها من قبل الصحافة المكتوبة والإذاعة وشبكة الإعلام على الجماهير في جميع أرجاء العالم.

أولمبياد بكين هي الألعاب الـ 23 التي تتولى فيها “أوميغا” مسؤولية الموقت الرسمي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية