الجمعية العامة للصحة تناقش أهداف الألفية وجـدلَ جائحة أنفلونزا الخنازير
افتتحت يوم الإثنين 17 مايو في جنيف الدورة الثالثة والستون للجمعية العامة للصحة التي ستناقش خلالها الدول الأعضاء في منظمة الصحة العاليمة مدى تحقيق أهداف الألفية في الميدان الصحي، والجدل الدائر حول طريقة معالجة المنظمة لجائحة أنفلونزا الخنازير المعروفة بـ AH1N1.
رغم تقليص مدة انعقاد دورتها العامة السنوية لأسبوع واحد، سوف لن تخلو هذه الدورة من إثارة الاهتمام خصوصا وأن العديد من الجهات ترغب في توضيح الأمور بخصوص مدى استقلالية الجهاز التنفيذي للمنظمة العالمية لصحة في اتخاذ قرار “اعتبار انتشار أنفلونزا الخنازير بمثابة جائحة” وما ترتب عن ذلك من شراء ملايين حقن التطعيم التي لم تستخدم.
ولاشك في أن حضور مالا يقل عن ستين وزيرا وآلاف المندوبين في افتتاح الدورة صباح الاثنين 17 مايو بقصر الأمم في جنيف، يمثل دليلا على وجود رغبة إن لم تكن لتصفية الحسابات فهي على الأقل لاستخلاص العبر مما تم أثناء الإجراءات التي اعتمدت لمواجهة انتشار جائحة أنفلونزا الخنازير في شتى أنحاء العالم.
نقاش مشروع أم مجرد جدل “سياسوي”؟
مناقشه كيفية معالجة منظمة الصحة العالمية لانتشار جائحة إنفلونزا الخنازير (أو ما يعرف ب AH1N1) سيكون في مقدمة المواضيع المطروحة للنقاش في هذه الدورة بحيث سيتم التطرق ليس فقط لكيفية معالجة المنظمة للانتشار هذا المرض والإسراع بإعلانه جائحة استنادا الى العامل الجغرافي بدل الاعتماد على عامل الخطورة، بل أيضا إلى مسائل تبادل الفيروسات والتوصل الى لقاحات وقضية الملكية الفكرية عندما يتعلق الأمر بمواجهة انتشار جائحة ما في البلدان النامية.
وجدير بالذكر أن المرض الذي ظهر في شهر ابريل 2009 بالمكسيك أدى إلى مقتل 18000 شخص فقط ومع ذلك سارعت منظمة الصحة العالمية للإعلان عن تحول المرض إلى جائحة مما أدى الى الإسراع بتطوير لقاحات بقي معظمها بين أيدي الدول التي سارعت الى اقتنائها.
وإذا كانت منظمة الصحة العالمية قد ردت على هذه الانتقادات أمام الدول الأعضاء في مجلس أوروبا بعد ظهور اتهامات برلمانية تتهمها بالرضوخ لمطالب مخابر الأدوية، فإن النقاش الذي يتم ابتداء من يوم 17 مايو في إطار الجمعية العامة للصحة يعتبر أول جدل علني يدور حول هذا الموضوع.
ولكن فتح النقاش في الجمعية العامة لا يعني بالضرورة أن يتم حسمه في نهايتها، لأن الجميع ينتظرون انتهاء تحقيق “لجنة الخبراء المستقلين” المكلفة بمراجعة طريقة تصرف منظمة الصحة العالمية في هذه القضية والتي لن تصدر تقريرها النهائي إلا في الخريف القادم.
لكن ذلك لم يثن بعض الأصوات عن المسارعة إلى تقديم النصرة إلى إدارة منظمة الصحة العالمية في تصرفها مثلما جاء في كلمة بيار فرانسوا اونجر، وزير الصحة في الحكومة المحلية لكانتون جنيف الذي تحدث باسم السلطات الفدرالية والمحلية في جلسة الإفتتاح مشيدا “بفعالية المنظمة في مواجهة الوضع بجدية”. بل ذهب الى حد القول بأن منظمة الصحة العالمية “برهنت على قدرتها على تحمل المسؤولية التي وضعت فيها”، منتهيا إلى التحذير من أن تنزلق الجمعية العامة لمنظمة الصحة إلى “خوض نقاش سياساوي مثل الذي تعرفه بعض المحافل الأممية” الأخرى.
في المقابل، خصصت الدكتورة مارغاريت تشان، مديرة منظمة الصحة العالمية فقرة هامة من خطابها المطول لهذا الموضوع، واستهلت كلامها بالقول: “على النظام الصحي العالي أن لا يتوقف عن استخلاص الدروس من نجاحاته وإخفاقاته”، ما يعني أنها وضعت الوفود الحاضرة في الصورة مشيرة الى أنها كانت “أول جائحة يتابعها العالم بدقة في تاريخ الإنسانية”. وهي تعتبر تبعا لذلك أنه “من الطبيعي أن يتابع الجميع وباهتمام بالغ كل القرارات المتخذة وبالأخص تلك المتخذة من قبل منظمة الصحة العالمية”.
وناشدت المديرة العامة المشاركين “من أجل التشديد على نقاش منتقد وصريح… لأننا نرغب في معرفة ما كان ناجعا، وما لم يكن ناجعا وكيف يمكن تحسين آدائنا للوصول الى تصرف مثالي”.
أهداف الألفية.. تحسن ولكن ليس بالسرعة المطلوبة!
إذا كان موضوع كيفية معالجة انتشار جائحة أنفلونزا الخنازير من المواضيع المحرجة بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية إذا ما تم التطرق لها علانية (نظرا لأنها تفضل ترك ذلك بين أيدي لجنة الخبراء التي من المفروض أن تقدم نتائج تحرياتها في وقت لاحق)، فإن الموضوع المفضل للنقاش العلني في دورة هذا العام هو موضوع مدى تحقيق أهداف الألفية في الميدان الصحي.
هذا الموضوع كان محور تقرير إحصائي للمنظمة صدر في بداية الأسبوع المنقضي، وجاء فيه أن “هذه الأهداف المحددة في عام 2000 والتي يجب تحقيقها حتى العام 2015 سجلت بعض التحسن، كتراجع نسبة وفيات الأطفال ما دون سن الخامسة بحوالي 30%، وتراجع نقص الوزن لدى الأطفال بسبب سوء التغذية من حوالي 25% في عام 1990 الى 16% في عام 2010”.
وكانت هذه النقطة تحديدا موضوع الخطاب الذي وجهه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون إلى الجمعية العامة للصحة وشدد فيه على مخاطر عدم التمكن من تحقيق أهداف الألفية بسبب نقص الدعم المالي. إذ أوضح الأمين العام أنه “في الوقت الذي يحتاج فيه العالم لحوالي 27 مليار دولار سنويا لمواجهة انتشار مرض الإيدز،لا يتم توفير سوى 10 مليارات من الدولارات”.
وسواء في تقريرها الإحصائي أو في اجتماعها السنوي، ستتطرق منظمة الصحة العالمية لعدد من المواضيع الصحية مثل محاربة انتشار مرض نقص المناعة المكتسب إيدز (أو سيدا) ومرض السل والملاريا وشلل الأطفال. كما ستخصص في لجنة العمل الأولى، جلسات نقاش لمعالجة مواضيع متخصصة مثل استئصال الجدري والحصبة ومكافحة داء شاغاس والتخلص منه والتهاب الكبد الفيروسي، في حين ستهتم لجنتها الثانية بالمسائل الإدارية والمالية للمنظمة.
ويرى مراقبون أنه من المحتمل أن تشهد الجمعية العامة نقاشا حادا حول ملف آخر قد يزيد من صب الزيت على النار في علاقات منظمة الصحة العالمية بشركات صناعة الأدوية، ويتعلق بتسريب معلومات عن محتوى تقرير تم إعداده بخصوص تملص شركات صناعة الأدوية من القيام بأبحاث حول أمراض متفشية في العالم النامي نظرا لعدم مردوديتها. وهو التقرير الذي تسربت معلومات عنه عن طريق خبراء لهم علاقة بتلك الشركات.
وتتردد حاليا في كواليس الجمعية العامة للصحة معلومات تفيد بأن البرازيل قد يثير الموضوع من زاوية اقتراح فرض رسوم على شركات صناعة الأدوية التي تتقاعس عن الإيفاء بالتزاماتها في هذا المجال.
محمد شريف – جنيف – swissinfo.ch
– التأهب لمواجهة الأنفلونزا الجائحة: تبادل فيروسات الأنفلونزا والتوصل الى اللقاحات والفوائد الأخرى
– الصحة العمومية والابتكار والملكية الفكرية: الإستراتيجية وخطة العمل العالميتان.
– رصد تحقيق المرامي الإنمائية للألفية المتعلقة بالصحة.
– توظيف العاملين الصحيين على المستوى العالمي: مسودة مدونة عالمية لقواعد الممارسة.
– تغذية الرضع وصغار الأطفال.
– العيوب الولادية.
– السلامة الغذائية
– توقي ومكافحة الأمراض غير السارية.
– استراتجيات الحد من تعاطي الكحول.
– مكافحة السل.
– إلتهاب الكبد الفيروسي.
– مكافحة داء الليشمانيات.
– مكافحة داء شاغس والتخلص منه.
– استئصال الحصبة في العالم.
– استئصال الجذري: تدمير مخزون فيروس الجذري.
– توافر ومأمونية وجودة منتجات الدم.
– نهج استراتيجي إزاء الإدارة الدولية للمواد الكيميائية.
– دور منظمة الصحة ومسئولياتها في مجال البحوث الصحية.
– المنتجات الطبية المزيفة.
– إشراك القطاع الخاص في تقديم خدمات الرعاية الصحية.
– علاج وتوقي الالتهاب الرئوي
– التقارير المرحلية حول: شلل الأطفال -مكافحة داء المثقبيات الإفريقي البشري -الصحة الإنجابية -إعداد القوى العاملة الصحية -التمريض والقبالة -عوز اليود -صحة المهاجرين -تغير المناخ والصحة – الرعاية الصحية الأولية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.