“الشعب الفلسطيني تُـرك يواجه مصيره بمفرده”
تسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة حتى الساعة في مقتل 900 قتيلا، نصفهم من المدنيين أو أكثر، وإصابة أزيد من 4000 نسمة. وفي حديث لسويس انفو، قدم السويسري من أصل فلسطيني سامي ضاهر تحليله للنزاع الدائر في منطقة الشرق الأوسط والجهات التي يعتبرها مسؤولة عن تفاقم الوضع في غزة وعن معاناة الشعب الفلسطيني.
سامي ضاهر، فلسطيني وُلـد سنة 1959 ببيت لحم، وهي مدينة تقع تحت الاحتلال، وعلى الرغم من حمله لجواز سفر إسرائيلي، لا يَعتبر سامي نفسه مواطنا إسرائيليا.
ويقول: “مادامت إسرائيل ترفض حقنا في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لا أقبل أن أكون إسرائيليا، أي مواطن عربي في دولة يهودية. أريد أن أعيش في بلدي فلسطين، وفي ظل دولة ديمقراطية تتعايش فيها جميع الطوائف المسلمة والمسيحية واليهودية. وفي كل الأحوال أرفض العيش في ظل دولة يهودية”.
عاش سامي ضاهر في مدينة بيت لحم حتى سنة 1980، ثم جاء للإقامة بعد ذلك في سويسرا، حيث حصل على جواز سفر سويسري. ويقيم هذا الممرض المتخصص في العلاجات النفسية بمنطقة سولوتورن، حيث فتح له محلا للأطعمة الشرقية. ولا يزال أغلب أفراد عائلته يقيمون في مدينة بيت لحم.
سويس إنفو: ما هو شعورك عندما تشاهد وتسمع بما يحدث حاليا في قطاع غزة؟
سامي ضاهر: تهتز فرائسي، وينتابني شعور بألم ومعاناة شديدين كُلما فكرت في ما يحدث هناك، وأشرع في البكاء كالطفل الصغير. لا أقدر على تحمل المشاهد المريعة التي تملأ شاشات التلفزيونات. وأحاول الاحتماء بحياتي هنا في سويسرا من أخبار تلك الحرب المريعة.
ليس هذا أول عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وقصف البيوت الآمنة أو المدارس ليس جديدا في غزة. إنه النهج المفضل لدى إسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين منذ 60 سنة.
سويس إنفو: هل أجريت اتصالا حديثا بأفراد عائلتك؟
سامي ضاهر: منذ أسبوع فقط، زارني أفراد من عائلتي التي تقيم في الأصل في بيت لحم. ويسيطر على المليون و200.000 فلسطيني المقيمين في داخل إسرائيل الحزن والغضب. ويسود التوتر جميع الفلسطينيين هناك، وتكاد المظاهرات لا تتوقف.
ردود الفعل هذه تذكّرني بالأجواء التي رافقت الانتفاضة الثانية التي انفجرت سنة 2000، حينما قتلت قوات الأمن الإسرائيلية 13 فلسطينيا، يفترض أنهم مواطنون إسرائيليون مثل غيرهم، كانوا يتظاهرون بشكل سلمي. ولم تتعرض قوات الأمن التي أطلقت النار إلى المسائلة أبدا.
سويس إنفو: يقول الإسرائيليون أن حماس اخترقت الهدنة، ومن حقهم الرد على الصواريخ التي تقصف مناطقهم الحدودية وهذه القذائف تطلق من غزة؟
سامي ضاهر: إسرائيل تتذرّع بذلك، لابُدّ من النظر إلى الحقيقة كما هي. يعيش في قطاع غزة، هذا الشريط الضيق، 1.5 مليون ساكن يعانون من ظروف معيشيه قاسية ولا إنسانية، وهم في أغلبهم لاجئون طردوا من قراهم قبل 60 سنة.
وخلال السنوات الاخيرة، أحكم الإسرائيليون قبضتهم على القطاع إلى حد فرض حصار كامل عليه، مما حوّل غزة إلى غيتو تستحيل فيه أي حياة عادية حتى افتقد السكان ما يسدون به رمق الجوع. ولا يكفي ذلك، فيتهمونهم بأنهم هم من تسبب في اندلاع الحرب؟
من دون شك، القذائف التي تطلقها حماس، التي يجب التذكير بأنها سلطة منتخبة ديمقراطيا، قد يكون عملا غير حكيم. لكن، أليس الفقر والبؤس سببان كافيان لإندلاع العنف؟ وهنا لا وجه للمقارنة بين الوضع الفلسطيني والوضع الإسرائيلي.
سويس إنفو: قبل أيام، انتهت الفترة الرئاسية لمحمود عبّاس، هل تعتقد أن تقاربا سيحصل بين حركة فتح وحماس من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية؟
سامي ضاهر: أشعر بتشاؤم كبير. وينتابني يأس إزاء الوضع السائد حاليا. لا أرى أيّ حل في الأفق. محمود عبّاس، كشخص، كان متصالحا مع إسرائيل، ولم يكن يمثل الشعب الفلسطيني، بل كان يمثل فقط أقلية فاسدة استأثرت بما يسمونه عملية سلام.
سويس إنفو: هل ترون أي مخرج من هذه الأزمة؟
سامي ضاهر: مع الأسف، لا أرى أيّ مخرج من هذه الأزمة، وشخصيا، أحمّل المسؤولية في الوصول إلى هذا الوضع أوروبا، وربما بدرجة أكبر للولايات المتحدة الأمريكية. هذه الاخيرة كانت دائما إلى جانب إسرائيل، واستخدمت بشكل منتظم حق النقض، “الفيتو”، لإحباط أيّ قرار ينتقد الموقف الإسرائيلي.
حتى الأوروبيون لا يتجاسرون على نقد إسرائيل علنيا، ويكتفون بمحاولة إيقاف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. الشعب الفلسطيني تُرك يواجه مصيره لوحده.
سويس إنفو: كيف تجدون ردود الفعل السويسرية تجاه الأحداث الجارية حاليا في غزة؟
سامي ضاهر: أغلب السويسريين يساندون ويدعمون الفلسطينيين. وأعداد كبيرة من السويسريات والسويسريين يرفعون أصواتهم لتأييد ضحايا العدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون.
في المقابل، هذا التأييد، لا نجده على مستوى وسائل الإعلام التي تكتفي بنقل الموقف الإسرائيلي.
سويس إنفو – جون-ميشيل بيرتو
جنيف (رويترز) – أدان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة اسرائيل يوم الاثنين 12 يناير 2009 بسبب “الانتهاكات السافرة” لحقوق الانسان في غزة.
ودعا قرار صاغته الدول العربية والآسيوية والإفريقية الى ارسال بعثة دولية للتحقيق في الحملة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة ودعا اسرائيل للتعاون مع مثل هذه البعثة.
ولكن اسرائيل رفضت هذا القرار غير الملزم الذي صدر بتأييد 33 عضوا وامتناع 13 عن التصويت ومعارضة صوت واحد. وقالت انه أحادي الجانب ويجسد “عالما خرافيا” يعيشه المجلس المؤلف من 47 عضوا والذي يستهدف اسرائيل بصورة أساسية.
وجاء في نص الوثيقة أن المجلس “يدين بشدة العمليات العسكرية الاسرائيلية الجارية.. التي أسفرت عن انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان الخاصة بالشعب الفلسطيني وتدميرا منهجيا للبنية الاساسية الفلسطينية”.
وجرى تخفيف لهجة القرار بناء على طلب المندوبين الفلسطينيين سعيا للحصول على اجماع في المجلس. وعارضت كندا القرار فيما امتنعت الدول الاوروبية واليابان وكوريا الجنوبية عن التصويت.
والولايات المتحدة ليست عضوا في مجلس حقوق الانسان ولم تشارك في المناقشات.
واشتكت كندا من أن النص الذي دعا لسحب فوري للقوات الاسرائيلية لم يذكر أن اسرائيل تحركت بسبب الهجمات الصاروخية على أراضيها من غزة.
وقالت ألمانيا نيابة عن أعضاء المجلس المنتمين للاتحاد الاوروبي انها ستمتنع عن التصويت للاسباب نفسها.
ولكن القرار دعا لانهاء “إطلاق الصواريخ البدائية على المدنيين الاسرائيليين الذي أسفر عن فقد أرواح أربعة مدنيين”، ولكنه أشار الى أن الهجمات الإسرائيلية أودت بحياة نحو 900 فلسطيني وأصابت نحو أربعة الاف.
وفي مناقشة جرت في وقت سابق للقرار أدانت باكستان بالنيابة عن منظمة المؤتمر الاسلامي ما سمته “الاستخدام غير المقيد للقوة وقتل المدنيين الابرياء” وانتهاك مقار الامم المتحدة. وأيدت القرار روسيا والصين ودول أمريكا اللاتينية في المجلس ومن بينها الارجنتين والبرازيل.
من جهة أخرى، أعرب اتحاد الجاليات اليهودية في سويسرا ومنصة اليهوديين الليبراليين في سويسرا عن انشغالهما من الموقف السويسري الذي يدعم “بشكل متكرر مذكرات ومطالب أحادية الجانب إزاء إسرائيل في مجلس حقوق الإنسان”، على حد ما ورد في البيان الصادر عنها يوم الإثنين 12 يناير الجاري في زيورخ.
(المصدر: وكالة رويترز ووكالة أسوشييتد بريس بتاريخ 12 يناير 2009)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.