مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انفلونزا الخنازير: “تاميفلو” حل مؤقت في انتظار تطوير لقاح جديد

Keystone Archive

حرصت منظمة الصحة العالمية على طمأنة الجمهور بمواصلة استخدام دواء "تاميفلو" بالنسبة لفئات من المرضى بإنفلونزا الخنازير بعد ظهور تقارير علمية حذرت من استعماله. وفي انتظار تطوير لقاح مضاد لفيروس الانفلونزا A/H1N1 مع مطلع الشهر القادم، تستعد دول العالم، إما منفردة أو مجتمعة، لمواجهة تطورات الوباء.

بعد ظهور تقارير علمية تشير إلى احتمال تسبب الأدوية المستعملة في مواجهة وباء انفلونزا الخنازير مثل دواء “تاميفلو”، في أعراض جانبية، سارعت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء 12 أغسطس إلى تأكيد توصياتها بأن هذه الأدوية تبقى صالحة لمواجهة الحالات الخطيرة للوباء المعروف بإنفلونزا A/H1N1.

وورد في بيان أصدرته بهذه المناسبة أن “منظمة الصحة العالمية تواصل التوصية باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات (مثل تاميفلو الذي تنتجه شركة روش السويسرية، أو رولنزا الذي تنتجه شركة غلاكسو سميث كلاين البريطانية) بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض خطيرة أو الذين قد يتعرضوا لخطر تطوير تعقيدات طبية”.

لكن المنظمة العالمية للصحة حذرت من “عدم استخدام هذه الأدوية لعلاج أشخاص في صحة جيدة تظهر عليهم أعراض خفيفة للإنفلونزا”.

وكان أطباء بريطانيون قد أكدوا يوم الإثنين الماضي على “خطر الاستعمال الدوري المستمر للأدوية المضادة للإنفلونزا مثل تاميفلو بالنسبة للأطفال” محذرين من أن “مضار ذلك أكثر من فوائده”.

ومن بين تلك المضار، كما أظهرت دراسة نشرتها يوم الاثنين الجريدة العلمية “بريتيش ميديكل جورنال” أن “دواء تاميفلو قد يتسبب لدى بعض الأطفال في عملية تقيؤ قد تقود إلى تعقيدات وإلى فقدان الجسم لكمية كبيرة من الماء”.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية في بيانها بأنها “اطّلعت على تلك الدراسة التي تتعلق بأشخاص مصابين بالأنفلونزا الموسمية وليس الإنفلونزا المعروفة بـ A/H1N1”.

لذلك توصي منظمة الصحة العالمية بـ “ضرورة الاستمرار في توفير علاج بالأدوية المضادة للفيروسات على الفور بالنسبة للمصابين بأنفلونزا الخنازير في حالات قابلة للتطور أو الحالات الخطيرة، أو للأشخاص الذين ينتمون إلى فئات معرضة للخطر مثل النساء الحوامل”.

لقاح في مطلع سبتمبر؟

وتتسارع وتيرة التنافس بين المخابر المكلفة بتحضير لقاح ضد إنفلونزا AH1N1. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في السادس أغسطس في جنيف بأن بعض الدول قد تتوصل إلى لقاح ضد المرض مع بداية شهر سبتمبر.

ولكن بعد خيبة الأمل من التجارب الأولية لتطوير لقاح، أبدت منظمة الصحة العالمية بعض التريث في التفاؤل بإمكانية تجاوز الاختبارات البشرية بسرعة، إذ قالت يومها مديرة مبادرة منظمة الصحة العالمية من أجل تطوير لقاح، ماري بول كيني: “لا أريد التسرع والقول بأن الأمور قد حُسمت، لكن يبدو أننا على الطريق الصحيح لتصنيع اللقاح”.

وقد شددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة التمسك بالجودة بدل السرعة في عملية البحث عن تطوير لقاح ضد انفلونزا الخنازير، إذ أوضحت في بيان على موقعها الإلكتروني بـأن “على الجمهور أن يطمئن (…) بأن إجراءات ترخيص لقاح ضد الجائحة تخضع لإجراءات مشددة ولا تتهاون لا فيما يتلعق بالآمان ولا بعمليات المراقبة”.

وقد شرعت عدة دول في اختبار اللقاحات الجديدة على عينات من المرضى. ومن المنتظر ظهور النتائج الأولية في النصف الأول من شهر سبتمبر.

إستراتيجيات متفرقة

وفي سباق الاستعداد لما قد يتحول له هذا الوباء، تتخذ الدول استراتيجيات متضاربة تحكمها عدة عوامل مثل الإمكانيات المادية والعلمية وتوفرها على مخبر مشترك في عملية تطوير اللقاح أو الاعتماد على شراءه من مخابر أجنبية، أو إنتظار ما تجود به المجموعة الدولية في إطار عملية التضامن التي دعت لها منظمة الصحة العالمية منذ بداية انتشار الوباء.

ففي الولايات المتحدة الأمريكية، أوصت المصالح الطبية بضرورة تلقيح الأطفال والنساء الحوامل أولا من ضمن حوالي 160 مليون شخص يجب أن يحظوا بأولية التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير مع حلول فصل الخريف (أي نصف سكان البلاد).

وقد تم تحديد فئة يناهز عدد أفرادها 41 مليون نسمة تحظى بالأولوية القصوى لتلقي التطعيم في حال عدم توفره بعدد كاف. وتشمل النساء الحوامل، والمسنين الذين لهم اتصال دائم بأطفال دون سن ستة أشهر، والأطفال في عمر ما بين ستة أشهر وأربع سنوات، وأخيرا الفئة العمرية بين 5 و18 سنة والذين يعانون من مشاكل صحية.

أما دول الاتحاد الأوروبي فتحاول التنسيق فيما بينها في الوقت الذي اتخذت فيه كل دولة ما تراه مناسبا لمواجهة الوباء. وفي انتظار التوصيات التي ستصدر عن مجلس الاتحاد في 16 سبتمبر المقبل، أبلغت كل دولة بما اتخذته من إجراءات لمواجهة الانتشار، في حين اتخذت عدد من الدول تدابير إما احترازية، مثل احتمال غلق المدارس لو استفحلت الأمور، أو تدابير متعلقة بكيفية توفير اللقاح لمواطنيها.

وتتميز اليونان في دول الاتحاد الأوروبي بكونها أعلنت عن الرغبة في تطعيم كل المواطنين بما في ذلك المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين لديها، وذلك بتقديم طلب بالحصول على 24 مليون جرعة لقاح بمعدل جرعتين لكل مواطن.

أما في العالم العربي، فقد قررت مصر التي يفوق تعداد سكانها 80 مليون نسمة، شراء 5 مليون جرعة لقاح بمجرد تطوير اللقاح، على أن تتم زيادة الطلب مع تطور الأوضاع لكي يصل إلى 10 مليون جرعة مع حلول فصل الشتاء.

swissinfo.ch مع الوكالات

في سويسرا، من المتوقع تحضير حوالي 200 مركز تلقيح في كامل التراب السويسري لمواجهة انتشار وباء انفلونزا الخنازير. وفي انتظار توصيات الحكومة الفدرالية بخصوص الاستراتيجية التي يجب اتباعها، شرعت بعض الكانتونات مثل جنيف وتيتشينو في اتخاذ قرارات، كإعطاء الأولوية لتلقيح للعاملين في القطاع الصحي.

ففي كانتون تيتشينو جنوب البلاد، سيتم تلقيح عمال القطاع الصحي ودور العجزة في مكان عملهم، على أن تتولى عيادات الأطباء تلقيح بقية الفئات المعرضة للخطر. وستضع السلطات ستة مراكز تحت تصرف السكان لتلقي التلقيح أغلبها في مراكز للحماية المدنية.

ونفس الخطة ستتبع في جنيف على أن يتم فتح ثلاثة مراكز تلقيح فقط. وفي كانتون فريبورغ ، يُتوقع فتح 37 مركز تلقيح أغلبها في قاعات الرياضة بالمراكز التعليمية. وفي انتظار توصيات السلطات الفدرالية، تعتزم دويلة فريبورغ إعطاء الأولية لتلقيح المدرسين ايضا.

وفي كانتون نوشاتيل، يتم التخطيط لفتح ما بين 5 و6 مراكز تلقيح في الوقت الذي يكتفي فيه كانتون جورابمركز واحد على أن يتم دعم ذلك مركزين آخرين في حال ارتفاع عدد الإصابات. وفي كانتون الفالي المعروفة بتضاريسها الجبلية، تم تخصيص 20 مركزا ثابتا وفرقا متنقلة للوصول الى الأماكن النائية في الأودية.

ولم تعلن كانتونات سويسرا الناطقة بالألمانية بعد عن تفاصيل الإجراءات المتخذة فيها باستثناء دويلة آرغاو (34 مركز)، وسانت غاللن ما بين 23 و 25 مركز، وتيرغوفي 30 مركز وبازل المدينة 10 مراكز تلقيح.

swissinfo.ch

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية