مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تعبئة دولية لإسعاف هايتي على إثر الزلزال العنيف

نزل سكان هايتي الذين استبد بهم الفزع إلى الشوارع بينما تصاعدت في السماء سحابة من التراب والدخان من المباني المنهارة Keystone

أعلنت المتحدثة باسم مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بجنيف صبيحة الأربعاء 13 يناير أن المنظمة الدولية أمرت بتنشيط شبكتها المتخصصة في البحث والإسعاف في حالات الكوارث، بحيث تمت تعبئة ثلاثين فرقة دولية لمساعدة ضحايا الزلزال المُدمر الذي ضرب هايتي يوم الثلاثاء على الساعة الخامسة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (الحادية عشر ليلا بتوقيت سويسرا).

وقد بلغت قوة الهزة سبع درجات على سلم ريختر. وكان مركز الزلزال في البر على بعد 16 كيلومترا من العاصمة بور أو برانس.

وقالت إليزابيت بيرس في تصريحات لوكالة الأنباء السويسرية: “لقد ذهب موظفون من المكتب الإقليمي للأمم المتحدة في باناما إلى جمهورية الدومينيكان حيث تـوجد وسائل المساعدة”، مؤكدة أن المبنى الذي يأوي القبعات الزرق التابعة للأمم المتحدة في بور أو برانس انهار بالفعل.

وأضافت في هذا السياق: “كان يعمل هناك ما بين 200 و250 شخصا، لكننا لا نعلم بالضبط عدد الأشخاص الذين كانوا يتواجدون في عين المكان لحظة الهزة الأرضية، فالاتصالات مستعصية جدا”.

واستطردت قائلة: “يجب التحرك بسرعة، فليس هنالك كهرباء ولا ماء، والأولوية الآن تتمثل في إجلاء الجرحى”.

ويذكر أن مصدرا عسكريا أردنيا أعلن صباح الأربعاء أن ثلاثة من رجال قوات حفظ السلام الأردنيين المشاركين في البعثة الأممية قتلوا جراء انهيار المبنى بينما جرح واحد وعشرون آخرون. كما أعلن الجيش البرازيلي بعد ظهر الأربعاء أن 11 من رجاله العاملين في البعثة الأممية لإرساء السلام، على الأقل، لقوا حتفهم على إثر الزلزال، وذلك حسب حصيلة لازال مؤقتة.

وأعربت المتحدثة بيرس عن اعتقادها بأن “هنالك ربما أناسا أكثر في المباني المقابل (لمقر قوات حفظ السلام) مثل مباني صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة يونيسف”.

وقال شهود عيان إن الزلزال العنيف تسبب في انهيار المباني في العاصمة، وفي دفن السكان تحت الانقاض وسقوط العديد من القتلى والجرحى الذين تقدر أعدادهم بالمئات وربما الآلاف.

وحسب صحفي يعمل بقناة “هايتيبال” التلفزيونية التي يمكن التقاطها عبر الإنترنت، انهارت العديد من المباني في العاصمة جراء الزلزال وألحقت بها أضرار جسيمة، ومن بينها “الكاثدرائية والقصر الوطني الرئاسي ووزارة المالية ووزارة الأشغال العمومية ووزارة الاتصال والثقافة وقصر العدالة والمدرسة العليا، وحتى بعض المستشفيات.”

ويذكر أن برنامج الغذاء العالمي، الذي لم يتضرر مقره في هايتي على إثر الزلزال – حسبما أوردته وكالة الأنباء السويسرية – يتوفر على مخزون مساعدات في عين المكان، وسيرسل أيضا طائرتين تحمل مساعدات غذائية طارئة.

سويسرا تعرض مساعدة عاجلة

وقد عرضت سويسرا على هايتي تقديم مساعدات طارئة – على غرار فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا والعديد من البلدان والمنظمات الدولية الأخرى. وقررت برن إرسال فريق تدخل عاجل على الفور إلى هايتي بحيث توجه هذا الصباح على الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي إلى المنطقة المنكوبة بهدف تقييم الاحتياجات في عين المكان. وكانت على متن الطائرة ممرضة وثلاثة طيارين وسبعة أعضاء من الهيئة السويسرية للمساعدات الإنسانية.

وأوضح رئيس مكتب الإعلام في وزارة الخارجية السويسرية لارس كنوخل، في تصريحات لوكالة الأنباء السويسرية، أن سويسرا اقترحت مساعداتها على حكومة هايتي، مشيرا إلى أن السلطات السويسرية على اتصال بسفارتها بعاصمة هايتي وبمكتب الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون

في المقابل، قررت سويسرا عدم إرسال سلسلة الإنقاذ السويسرية (المتكونة من 8 منظمات شريكة تقدم المعونات الطارئة في الخارج في حالات الكوارث وخاصة الزلازل)، بسبب صعوبة الاتصالات في عين المكان وحالة الدمار التي أصابت البنى التحتية، وهي أوضاع لا تسمح بنشر ما بين 60 و100 شخص حسبما أوضحه توني فريش، المدير المساعد للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.

المطالبة بـ “مساعدة دولية ضخمة”

وفي جنيف، أشار متحدث باسم الفدرالية الدولية للصليب الأحمر التي تستعد لتقديم المعونة بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أن الزلزال العنيف الذي ضرب هايتي “يستدعي القيام بعملية مساعدات دولية ضخمة”.

وقال جون-لوك مارتيناج إن الفدرالية اجتمعت يوم الأربعاء في جلسة طارئة بمقرها بجنيف، مشيرا إلى أن “مخزون المساعدات الطارئة في هايتي يسمح بتقديم المعونة لثلاثة آلاف أسرة لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، لكن يتعين علينا أن نمدهم بصورة عاجلة جدا بمعدات الإسعاف انطلاقا من مركزنا الإقليمي الذي يتحرك في حالات الكوارث، (…) والذي يوجد مقره في باناما”.

ومن جانبه، قال شيمون شورنو، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن اللجنة ستنسق عملياتها مع الفدرالية الدولية للصليب الأحمر من خلال حركة الصليب الأحمر،.

وأضاف شورنو: “نعلم بعد أن الاحتياجات الطبية كبيرة على المدى القصير تماما مثل الاحتياجات من الماء”، مشددا على أن “كافة البنى التحتية لا تعمل”، وأن “الاحتياجات الأكثر إلحاحا تتمثل حاليا في البحث (عن المفقودين) وإسعاف (المنكوبين)، وإقامة مستشفيات مؤقتة وتوفير الرعاية الطبية الطارئة وتطهير المياه وتوفير الملاجئ والإمدادات اللوجستية والاتصالات السلكة واللاسكلية”.

swissinfo.ch مع الوكالات

فتحت سلسلة السعادة التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية – المؤسسة الأم لـ swissinfo.ch حسابا لجمع التبرعات لفائدة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي.

وتستعد المنظمة بالتعاون مع شركاء سويسريين ينشطون في مجال التعاون لتقديم مساعدات طارئة بهدف إعادة إعمار المنطقة المنكوبة في المستقبل القريب.

ويمكن التبرع لمساعدة ضحايا زلزال هايتي على الحساب البريدي
10-15000-6 مع وضع إشارة «Haïti» أو التبرع عبر الإنترنت.

جمهورية هايتي هي من بلدان جزر الأنتيل الكبرى.

تمتد على الثلث الغربي لجزيرة هيسبانيولا (حوالي 28000 كلم مربع) والجزء الآخر من الجزيرة يتشكل من جمهورية الدومينيكان.

عاصمة هايتي هي مدينة بور أوبرانس.

يتجاوز عدد سكان البلاد 9 ملايين نسمة.

80% من سكان هايتي يعيشون تحت عتبة الفقر وأكثر من 50% يعيشون في حالة فقر مدقع.

في عام 2008، اجتاحت أربعة أعاصير البلاد وألحقت أضرارا مادية جسيمة بالبنى التحتية الطرقية وبالقطاع الزراعي.

swissinfo.ch

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية