دراسة دولية: سمعة سويسرا تُسـجل تراجعا طفيفا
تحظى سويسرا بإعجاب العالم لما يتمتع به نظامها السياسي من مزايا، لكن لا أحد يعترف لها بإسهام دولي حقيقي على المستوى الثقافي.
هذه هي حصيلة الدراسة الجديدة حول “السمعة الدولية” التي شملت 50 دولة، وبوّأت سويسرا المرتبة الثامنة بعد أن كانت تحتل المرتبة الخامسة بحسب الدراسة نفسها التي أجريت سنة 2005.
مؤسسة “الحضور السويسري”، الهيئة الرسمية التي تعنى بنشر “صورة صادقة” عن البلاد في الخارج، نشرت على موقعها تعليقات الكتّاب الذين أشرفوا على إنجاز دراسة Nation Brands Index (مؤشر دولي لترتيب سمعة البلدان بحسب الأفضلية). وأشارت هذه المؤسسة بأنها لا تشعر بالقلق لتراجع مرتبة سويسرا إلى المرتية الثامنة بعد أن كانت تتبوأ المرتبة الخامسة.
وقال ميرجام ماتّي، من مؤسسة “الحضور السويسري” في حديث إلى سويس إنفو: “لا توجد أي دولة أخرى في حجم سويسرا ضمن البلدان العشر الأوائل”. ثم أضاف: “ننظر بإيجابية لهذا الترتيب لكونه يعتبر بلادنا ضمن معسكر البلدان الرئيسية”.
الدراسة الاستقصائية التي أشرف عليها مركز GFK الذي يعنى بالإعلام وتوجهات الرأي العام، إرتكزت على أجوبة 20.000 بالغ في عشرين بلد موزّعة في أصقاع العالم، وتضمّنت ستة أصناف من الأسئلة حول أوجه الحياة الوطنية منها نظام الحكم، ووضع السكان، والسياحة، والثقافة، وفرص الاستثمار.
غرض الدراسة كان إبراز الصورة التي ينظر بها إلى البلدان التي شملها الاستقصاء، و”إقامة الفرق بشكل جذري بينها على مستوى نجاح أعمالها الاقتصادية، وجهودها على المستويين التجاري والسياحي، وكذلك على مستوى علاقاتها الدبلوماسية والثقافية مع البلدان الأخرى”.
وأكد الاستقصاء أن “سويسرا إحدى البلدان القليلة التي تتمتع بشهرة عالمية حقيقية. فسواء على المستوى الاقتصادي، أو على مستوى جودة المعيشة، واحترام البيئة، وقبل هذا وذاك، الإعجاب بشعبها والإقبال على منتجاتها، كل ذلك يمنح الماركة السويسرية شهرة عالمية حقيقية”.
الأصدقاء والجيران
الذين صوّتوا، في الحقيقة، لصالح سويسرا هم ممن لا يسكنون بلدان أوروبا الغربية. وباستثناء الألمان، الذين إختاروا سويسرا في المرتبة الثانية، البلدان الأوروبية الأربعة الأخرى التي شملها الإستقصاء، جعلت سويسرا في المرتبة العاشرة، وفي بعض الأحيان في مرتبة أدنى من ذلك، حتى ان السويديين صنفوها ضمن المرتبة السادسة عشر.
كما بيّنت الدراسة أن 46% من الألمان الذين شملهم الاستقصاء كان لهم أصدقاء سويسريون أو معارف قدّموا لهم صورة إيجابية عن البلاد. في المقابل، 17 % فقط من السويديين لهم معارف في سويسرا.
وأشار ماتّي إلى إن مؤسسة “الحضور السويسري” تدرك من خلال دراسات أخرى أن سويسرا تحصل على أغلب التقييمات الإيجابية من رعايا البلدان البعيدة عنها جغرافيا.
وتابع قائلا “إن البلدان البعيدة جغرافيا عادة ما تحكمها تصورات نمطية حول بلدنا، ولما كانت هذه الأفكار النمطية التي إرتبط بها إسم سويسرا، كالجبال الشاهقة، والشكولاته، والساعات ذات قيمة إيجابية، فإن سمعة سويسرا في تلك البلدان تكون أيضا إيجابية جدا. لقد أدركنا، إعتمادا على تلك الدراسات أيضا، أن جيراننا لا يعرفوننا معرفة جيّدة كما يعتقدون، فالتعليقات التي صدرت عن صحافيين نمساويين بعد قيامهم برحلة دراسية إلى بلادنا بينت أن الافكار المسبقة التي كانوا يحملونها عنها تختلف عن تلك التي تشكلت لديهم بعد الزيارة، وفوجئ هؤلاء الصحافيون بالحقائق الجديدة التي تعلموها حول جيرانهم السويسريين”.
ورجّح الذين أشرفوا على الإستقصاء أن الصورة السلبية لسويسرا نسبيا لدى جيرانها تعود إلى التغطية الإعلامية التي هي أشمل منها في بلدان أخرى بعيدة جغرافيا.
المراتب العليا، والمراتب السفلى
وقد احتلت سويسرا المرتبة الأولى من حيث تصنيف أنظمة الحكم وبفارق ضئيل تقدمت على كندا.
الدّارسون يُرجعون أساسا اختيار المستفتين لسويسرا إلى مزيا الديمقراطية المباشرة، ونظام الحماية الإجتماعية، بالإضافة إلى مبدأ الحياد الذي يميز سياستها الخارجية.
لكن التقديرات السلبية نسبيا لآداء سويسرا انصبت على المجال الثقافي، حيث حلت في المرتبة الثامنة عشر، وذلك لكونها تفتقد إلى تراث ثقافي حقيقي، ولكونها لم تنتج كتاب عمالقة أو فنانين أو موسيقيين عظام. كما أنها لا تسجّل حضورا كبيرا على الساحة الثقافية المعاصرة.
الدراسة تتوقف عند ثلاثة مجالات هي البيئة والتكنولوجيا والتعليم، وهي مجالات أصبحت فيها سمعة البلاد سيئة في السنوات الأخيرة. ولئن أشارت الدراسة الإستقصائية إلى الحصيلة الجيدة التي حققتها سويسرا في هذا المجال، فإنها تدعو إلى الإعتناء عن قرب بهذه المجالات في المستقبل.
وطلبت الدراسة من المشاركين في الإستقصاء إنطباعهم الشخصي العام تجاه كل بلد. ومن ضمن جميع البلدان، جاءت سويسرا في مستوى أفضل من المتوسط. وكان الروس أكثر الشعوب إعجابا بسويسرا، في حين كان السويديون أكثر الحاملين للإانطباعات سيئة عنها.
سويس انفو – جوليا سلــيتـر
ألمانيا
فرنسا
المملكة المتحدة
كندا
اليابان
إيطاليا
الولايات المتحدة
سويسرا
أستراليا
السويد
أما البلدان الأدنى في الترتيب، فهي
كوبا والإيكوادور
المملكة العربية السعودية
نيجيريا
إيران
هذا المؤشر وضعه وطوّره خبير الماركات البريطاني سيمون إنهولت سنة 2005 لقياس سمعة البلدان والشهرة التي تحظى بها.
ويعتبر هذا المؤشر وسيلة تساعد الحكومات على الإرتقاء بسمعة بلدانها.
بداية من سنة 2008، أصبحت هذه الدراسة الإستقصائية تشتمل على خمسين دولة. وشارك في إستقصاء هذه السنة 20.000 راشد ينتمون إلى 20 دولة من البلدان النامية والبلدان السائرة في طريق النمو، تم إختيارها بطريقة تحترم التوازن الجغرافي والتوازن بين ذوي الدخل العالي وذوي الدخل المتوسط.
طلب رأي المشاركين في 50 دولة.
وقع إختيار البلدان الخمسين على أساس أهميتها السياسية والإقتصادية، ومن أجل عكس التوازن الجغرافي وتنوع انظمتها السياسية والإقتصادية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.