روجيه فيديرر.. سوء الطالع رافقه إلى بكين أيضا!
كان يحلم بطل كرة المضرب السويسري، روجيه فيديرر، بإضافة ميدالية ذهبية إلى مسيرته الرياضية الظافرة خلال دورة بكين 2008 للألعاب الأولمبية التي تزامن يوم افتتاحها مع احتفاله بعيد ميلاده السابع والعشرين.
لكن الحظ لم يحالفه للمرة الثالثة، بعد أن كان قد اكتفى في أولمبياد سيدني سنة 2000 باحتلال المرتبة الرابعة، وانهزم على غير المتوقع في الجولة الثانية أمام اللاعب التشيكي الغير مصنف دوليا طوماس بيرديخ، في دورة أثينا 2004.
بالإضافة إلى عدم فوزه بأي لقب في دورة رولون غاروس المفتوحة، تظل الحصيلة الرياضية لمسيرة فيديرر المثيرة للإعجاب تفتقد أيضا لميدالية ذهبية في دورة للألعاب الأولمبية.
وكان فيديرر يحتاج إلى إحراز فوز في هذه الدورة لاستعادة شيء من تألقه. لكن فشله في بكين أيضا يجعل موسمه الحالي سيئا مقارنة بالمستوى الفني الذي إشتهر به.
فقد انهزم فيديرر أمام خصمه العنيد، اللاعب الإسباني رافييل نادال في نهائيات دورة رولان غاروس المفتوحة في يونيو الماضي، وحدث الشئ نفسه في دورة ويمبلدون في يوليو 2008. وكانت هذه الهزيمة الأخيرة أشد وقعا من سابقتها لأنها حرمت اللاعب السويسري من أن يصبح أوّل لاعب لكرة المضرب يفوز بست دورات متتالية ضمن البطولة الإنجليزية، منذ ثمانينات القرن التاسع عشر.
ورغم تواضع النتائج التي حققها اللاعب خلال دورات الأولمبياد المتتالية، إلا أن فيديرر يعتبر المشاركة في تلك الألعاب في حد ذاتها مهمة.
وقال يوما: “خلال مشاركتي في ألعاب سيدني 2000، لم أصدق ما كنت أشعر به من غبطة وفرحة. لقد مر عليّ هناك أسبوعان أعدّهما من أسعد ما رأيت في حياتي، إلى درجة لم أكد أصدق”.
وأضاف وهو يلمّح إلى رفيقته ميركا فافريناك: “فضلا عن ذلك، لقيت صديقة العمر هناك، وكان ذلك مهما جدا”. وفي ذلك الوقت، كانت ميركا فافريناك تلعب ضمن الفريق السويسري للفتيات، وتشغل اليوم خطة إدارة أعماله.
وكان هذا اللاعب الفائز بإثنيْ عشر بطولة كبرى في عالم كرة المضرب يحلم برفع علم بلاده عاليا في حفل افتتاح دورة الأولمبياد ببكين في الثامن من أغسطس القادم.
وكان فيديرر قد صرح خلال بطولة هامبورغ بألمانيا التي نظمت في شهر مايو الماضي، وقبل أن ينهزم أمام رافيال نادال: “سأكون فخورا برفع علم سويسرا عاليا مرة أخرى، كما فعلت في دورة أثينا 2004”.
وأردف: “المشاركة في الأولمبيات هي من أعظم الأشياء بالنسبة للناشطين في مجال ألعاب القوى”.
شكوك
وفي شهر مارس الماضي، أثار فيديرر شكوكا حول إمكانية مشاركته في دورة بكين، بحيث قال إنه يشعر بعدم تتحرره بقدر كافي من الآثار التي تركتها أولمبيات أثينا، وأن ما أظهره من قصور خلال تلك الألعاب، قد يتكرر أيضا في الصين.
وأضاف بأنه شعر بوجود عدة صعوبات خلال دورة 2004، وهو يبحث عن السبل الممكنة لتجنّب تكرارها.
وأوضح اللاعب: “في أثينا، كان الموقف صعبا إلى حد ما، الاضطرار إلى ركوب الحافلة، وعدم قدرتي على التحكم في برنامج التدريبات، إضافة إلى تعرّف العديدين علي في القرية (الأولمبية)”.
وقارن الوضع مع الدورة الأسبق، فقال: “في أثينا لم يكن الوضع مريحا وممتعا مثلما كان في سيدني. بالنسبة لبكين، لم أقرر بعدُ (المشاركة من عدمها). وسيتحدد ذلك في ضوء وجود شروط أو فرض عراقيل على زيارة اللاعبين”.
وحول الانتقادات الموجهة لسجـلّ الصين في مجال حقوق الإنسان، أعرب كل من روجيه فيديرر ورافييل نادال عن وعيهما الكامل بالضغوط التي تمارسها الصين على التيبت، لكنهما متفقان على ضرورة ترك معالجة المشكلات السياسية لأهل السياسة.
ورد مجيبا عن سؤال حول سلبيات أن يكون اللاعب بين عدد كبير ممن يعرفهم ويعرفونه، أجاب: “في كل مرة تذهب فيها إلى المطعم، يربّط أحد على كتفك، لا مانع لديّ، ولكني كنت أرغب في أن أظفر يوما بوضع مغاير لذلك”.
ويعترف روجيه فيديرر أن أحد الأسباب التي تجعله يفضّل دبي عن غيرها كقاعدة لتدريباته، هو الإنفراد، وتجنّب الاختلاط مع الناس الذين يعرفهم.
رداءة الطقس
وقد قرر فيديرر في نهاية المطاف المشاركة في دورة بكين، ويعتقد أن اعتياده على حدة الحرارة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يجري باستمرار تدريباته (في دبي)، يشكل أحد العوامل المساعدة له.
وطبقا للمكتب الصيني للأرصاد الجوية، ستكون فترة منافسات كرة المضرب ضمن الألعاب الأولمبية التي تمتد من 10 إلى 17 أغسطس من أشد الأيام حرارة في بكين، بحيث سيسجل الزئبق ارتفاعا يصل إلى 30 درجة مائوية، ولن يتراجع دون 20 درجة.
وستصل درجة الحرارة المنعكسة على أرضية الملعب الأولمبي الأخضر لكرة المضرب إلى 40 درجة مائوية، وقد تجبر المنظمين على إيقاف اللعب، كما حدث من قبل خلال دورة أستراليا المفتوحة.
واستباقا لحدوث المشكلة، تم تثبيت تجهيزات للتهوية في 12 موقعا في الميدان الرياضي. فوجود مرافق لتصريف الهواء، عبر فوهات موزعة في جهات مختلفة من الميدان، يساعد على تلطيف الأجواء وخفض حرارة الأرضية.
الساعون للفوز بالذهبية
في السنوات الماضية، لم تكن الألعاب الأولمبية تحظى بأولوية لدى جميع لاعبي كرة المضرب، والذي سيدافع على اللقب في بطولة الرجال هذه السنة هو الشيلي نيكولا ماسّو الذي يحتل المرتبة 131 على قائمة التصنيف الدولي، والذي مُنح حق المشاركة دون خوض منافسات الترشّح.
ويختلف الأمر هذه السنة، إذ يأمل ثمانية من أشهر اللاعبين الدوليين في العودة إلى بلدانهم بالميدالية الذهبية. ولم يتغيّب عن دورة بكين سوى أندري روديك، وريتشارد غاسكات بسبب انشغالهما بالتحضير لدورة الولايات المتحدة المفتوحة التي تنطلق في 25 أغسطس.
ومهما يكن الأمر، فإن الأرضية الصلبة للملعب الأولمبي الأخضر ببكين تتناسب مع طريقة لعب روجيه فيديرر، وسيكون إلى حد ما مطمئنا لإمكانية تحقيق ما حققه السويسري مارك روسات، الذي فاز بميدالية ذهبية في أولمبياد برشلونة سنة 1992.
وبسبب هزائمه المتكررة هذه السنة أمام رافيال نادال، سيكون على فيديرر الإنتظار حتى أولمبياد 2012 في لندن للفوز بالبطولة الكبرى “غراند سلام” الذهبية، التي يحصل عليها كل من فاز بأربع بطولات كبرى خلال نفس السنة التي تنظم فيها الدورة الأولمبية فضلا عن الفوز بالميدالية الأولمبية. وستظل ستيفي غراف، اللاعبة الوحيدة التي فازت بلقب “غراند ” الذهبية في تاريخ كرة المضرب.
سويس إنفو – اعتمادا على مقال بالإنجليزية لـتوماس ستيفنس
ولد روجيه فيديرر في 8 أغسطس 1981 في بيننغن، بكانتون بال المدينة، ونما وترعرع في ضواحي مانشستاين، لأب سويسري من أصل ألماني يسمى روبي فيديرر، وأم من جنوب إفريقيا تسمى ليينات. له شقيقة تحمل اسم ديانا، تكبره بعشرين شهرا، وتشتغل ممرضة.
منذ سنة 2000، تعرف فيديرر على ميروسلافا “ميركا”، فافريناك خلال دورة سيدني. وأصبح يسافر معها أينما حل، وتتولى ميركا اليوم إدارة أعمال روجيه فيديرر.
حصل فيديرر حتى الآن على 12 لقبا من صنف “غراند سلام”، أي أقل بلقبين عن الرقم القياسي، 14 رقما، الذي حققه الأمريكي بيت سامبراس، وجمع ثروة تتجاوز 40.000.000 دولار.
فيديرر مُصنف حاليا الأول عالميا، لكن الإسباني رافاييل نادال سينتزع منه صدارة الترتيب العالمي يوم 18 أغسطس 2008 بعد سلسلة الانتصارات التي حققها مؤخرا.
سوف تدور منافسات كرة المضرب في الدورة الأولمبية التاسعة والعشرين المنظمة ببكين، على أرضية المركز الأخضر لكرة المضرب ببكين ما بين 10 و17 أغسطس 2008.
سيتنافس على اللقب خلال الدورة 172 لاعب تنس (من جملة 10.500 لاعب شاركوا في منافسات الترشح). وتحدد قوانين الدورة عدد المشاركين والمشاركات من نفس البلد بستة لاعبين (أربعة رجال فرادى، وأربع فتيات فرادى، بالإضافة إلى زوجين من كل جنس).
وروجيه فيديرر، واحد من خمسة لاعبين سويسريين يشاركون في هذه الدورة: ستانيسلاس وايرنكا، يشارك أيضا بشكل فردي ضمن فريق الرجال، (ويشارك ضمن لعبة الجماعية إلى جانب فيديرر). أما باتّي شنايدار، وتيميا باشنفيسكي، ستلعبان ضمن فريق الفتيات فرديا، وستلعب غاغلياردي إلى جانب شنايدر في اللعبة الجماعية.
تتمثل الألعاب الفردية في خوض المنافسات ضد 64 لاعبا. واللاعبان اللذان ينهزمان في الدوري نصف النهائي يتنافسان بين بعضهما البعض للفوز بالميدالية البرونزية. وكل المباريات تشتمل على ثلاثة مجموعات بإستثناء المباريات الفردية، صنف رجال، ونهائيات الألعاب الجماعية، والتي تتكوّن من خمس مجموعات.
وقد عاد التنس للألعاب الأولمبية في دورة سيول 1988، وكانت اللعبة قد أقصيت عن الأولمبيات منذ 1924، خلال دورة باريس. وكانت كرة المضرب، الرياضة الشرفية في أولمبياد لوس أنجلس 1984.
لم تشهد الدورات السابقة في 1900، و1906، و1912 ،و1920، و1924، ألعابا جماعية، بالرغم من مشاركة رياضة كرة المضرب.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.