شرطة ومتظاهرون ورصاص مطاطي وغازات مسيلة للدموع…
قبل 30 عاما من الآن، كانت شوارع مدينة زيورخ أشبه شيء بساحة حرب. فقد بلغت حدة المواجهات بين السلطات وما كان يُعرف بـ "الساحة البديلة" مستويات من العنف ومن الإستعداد للجوء إليه واستخدامه لا يمكن تخيلها اليوم. وعلى عكس ما حدث في عام 1968، كانت انتفاضات الشباب الفوضوي استعراضا اتسم بالطلائعية واستقطب اهتمام وسائل الإعلام العالمية.
ومع أن المطلب الملموس الوحيد الصادر عن الشبان المحتجين يتلخص في تمكينهم من مركز شبابي يُدار ذاتيا إلا أنهم كانوا يريدون الحصول على كل شيء أيضا. ومن خلال الإصرار الشديد على التمسك بالمطالبة بكل شيء، اتجهت الأمور نحو اللامعقول وفي ظل لجوء المحتجين إلى استخدام وسائل غريبة تنحو نحو التمرد الشامل، أثارت الحركة انزعاج ممثلي جميع القوى والتيارات السياسية القائمة بمن فيهم أولئك الذين شاركوا في مظاهرات مايو 1968 ولم يلتحقوا بالمؤسسات الرسمية إلا مؤخرا.
في الوقت نفسه مثلت المعارك التي درات في شوارع عاصمة المال والأعمال في سويسرا في صيف 1980 باتجاه بروز سياسات ثقافية منفتحة جدا في زيورخ وإلى حدوث تطور شامل وتسويق واسع للثقافة الشبابية الحضرية. ويمكن المجازفة بالقول أن الحركة كانت “حدثا ثقافيا شاملا” قبل الأوان. وبدونها، فإن تظاهرات جماهيرية ضخمة مثل “ستريت باراد” street parade أو “حفل الثقافة” لم تكن لتحصل أو تشع عالميا.
كمصورة فوتوغرافية، كانت أوليفيا هوسلر، ناشطة مشاركة وشاهدة على سير الأحداث في آن معا. وتكشف الصور التوثيقية التي التقطتها آنذاك وجمعتها في كتاب صدر أخيرا عن دار النشر “باتريك فراي” عن موسم صيف استثنائي أدت فصول العنف وفترات المرح والإحتفال التي تخللته إلى حدوث تغيير فعلي خلف تأثيرات دائمة على نمط حياة العديد من الناس.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.