صعوبات تواجه المساعدات الإنسانية في منطقة صعدة باليمن
أثارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصعوبات التي تواجه العمل الإنساني في منطقة صعدة باليمن التي تعاني من تداعيات حرب منسية، وتشمل تعذر الوصول الى النازحين في بعض المناطق، وصعوبة استخدام شارة الصليب الأحمر، إضافة إلى الخلافات القائمة مع حكومة صنعاء بخصوص زيارة المعتقلين السياسيين.
وفي ندوة صحفية نظمتها في جنيف يوم 12 نوفمبر 2008، أشارت رئيسة قسم العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بياتريس ميجيفاند-روغو، التي عادت للتو من المنطقة، إلى أن هذه الحرب المنسية منذ عام 2004 أدت الى تحطيم المنشآت الأساسية كالمدارس والمصحات ومحطات ضخ المياه في محافظة صعدة التي يقيم فيها أكثر من 1،5 مليون نسمة، ما جعل العديد من السكان في حاجة الى مساعدات إنسانية سواء في مجال الرعاية الصحية أو المياه الصالحة للشرب.
وجدير بالتذكير أن منطقة صعدة تعرف حربا بين الحكومة المركزية اليمنية ومنشقين من الطائفة الزيدية الشيعية كما أنها من أفقر المناطق في بلد يعد من أكثر بلدان العالم فقرا.
صعوبة الوصول الى النازحين
من المشاكل التي تعترض عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (التي تعتبر المنظمة الإنسانية الدولية الثانية العاملة في منطقة صعدة إلى جانب منظمة أطباء بدون حدود)، صعوبة الوصول إلى المناطق التي يوجد بها النازحون.
وأشارت السيدة بياتريس ميجيفاند-روغو الى أن المواجهات التي شهدتها المنطقة في الفترة الفاصلة ما بين شهري أبريل ويوليو الماضي “خلفت أكثر من 100 الف نازح فروا من منازلهم للإحتماء في 6 مخيمات في ضواحي عاصمة الإقليم صعدة”، لكنها أوضحت بأن “عدد النازحين الباقين في 4 مخيمات اليوم لا يتجاوز 7000 نازح”.
ومع تأكيدها على أن هذا الصراع يعرف في الوقت الحالي هدنة تتخللها مفاوضات بين الطرفين، إلا أنها اعتبرت أن المشكلة التي تواجه مبعوثي اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكمن في صعوبة الوصول الى المتضررين نظرا لأن “بعض المناطق ما زالت غير آمنة في صراع معقد تغذيه أطراف مختلفة قبلية وغير قبلية وفي منطقة تشهد تهريبا للأسلحة وللقات وما إلى ذلك”.
وتطرقت المسؤولة باللجنة الدولية إلى عدد من المشاكل الأمنية التي تشهدها المنطقة وبالأخص عمليات اختطاف واحتجاز الرهائن من أجل الضغط على الحكومة المركزية. وأفادت بأن سكان القبائل كثيرا ما يلجؤون لاختطاف ما يعتبرونه ذا قيمة اقتصادية مثل السيارات والشاحنات للضغط على الحكومة في صنعاء لتبادل تلك الآليات بأسرى يوجدون بين أيدي القوات الحكومية.
ولكن المسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أوضحت بأن الموظفين التابعين للجنة (حوالي 78 موظف من بينهم 15 مبعوثا دوليا يوجد سبعة منهم في منطقة صعدة) لم يتعرضوا لاعتداءات مباشرة بل يتم في أغلب الحالات تسريح الأشخاص واحتجاز الآليات.
إشكالية استخدام شارة الصليب الأحمر
إلى جانب العراق، يعتبر اليمن البلد الثاني الذي واجهت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر مشكلة في استخدام شارتها المكونة من صليب أحمر على خلفية بيضاء.
وفي هذا الصدد، قالت بياتريس ميجيفاند-روغو، مسؤولة قسم العمليات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باللجنة “إننا لا نستخدم شارة الصليب الأحمر في منطقة صعدة لتجنب الحساسية القائمة لدى سكان المنطقة الذين يعتقدون بأنه شعار مسيحي”، وسعيا منها للقيام بنشاطاتها بدون مشاكل، تقوم اللجنة الدولية بإنجاز عملياتها في ظل تعاون وثيق وتحت راية جمعية الهلال الأحمر اليمني.
وأكدت السيدة بياتريس بأن “الناس يعرفون جيدا بأن عمال اللجنة الدولية للصليب الأحمر هم الذين يقومون بالنشاط الإنساني ولكن من غير الممكن القيام بذلك تحت شارة الصليب الأحمر”.
وفي رد عن تساؤل بخصوص استخدام الشارة الثالثة التي أقرتها حركة الهلال والصليب الأحمر في عام 2005 والمتمثلة في بلورة حمراء لتفادي الخلافات والإلتباسات، أجابت السيدة بياتريس بان “تلك الشارة غير معروفة بالمرة”.
وشددت المسؤولة باللجنة الدولية للصليب الأحمر على ضرورة تعزيز شرح مبادئ القانون الإنساني الدولي في المنطقة وتوضيح حقيقة مهام وأهداف اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومفهوم شارتها بالخصوص.
زيارة المعتقلين السياسيين
في سياق متصل، أفادت مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحكومة اليمنية أوقفت مؤخرا زيارة مبعوثي اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المعتقلين السياسيين في اليمن “نظرا لخلاف في التأويل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، على حد قولها.
وفي رد عن سؤال لسويس إنفو عما إذا كانت هذه الخلافات في التأويل التي ظهرت منذ عام 2004 تعود الى تطبيق إجراءات تدخل في إطار محاربة الإرهاب، اكتفت السيدة بياتريس ميجيفاند- روغو بالقول “هذا السؤال يجب توجيهه للسلطات اليمنية، أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر فلا علم لها بطبيعة الأسرى الذين منعت من زيارتهم ولا بعددهم”، مستدركة بأن هناك “مفاوضات مستمرة مع السلطات اليمنية بهذا الخصوص”.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
اللجنة الدولية موجودة في اليمن منذ عام 1962، ويعمل معها حالياً 78 موظفاً منهم 15 موظفاً أجنبياً (يتواجد سبعة منهم في شمال البلاد) و63 موظفاً محلياً. ومنذ أن أنشأت اللجنة الدولية بعثة فرعية في صعدة في فبراير 2007، تعمل بتعاون وثيق مع جمعية الهلال الأحمر اليمني من أجل توفير سلسلة واسعة من المساعدات للسكان المدنيين المتضررين من النـزاع.
خلال الفترة الممتدة من يناير إلى أكتوبر 2008 وفرت اللجنة الدولية ما يلي:
– الخيم والبطانيات ومستلزمات المطبخ والنظافة إلى حوالي 7570 عائلة نازحة (حوالي 56500 شخص) ووجبات طعام لمدة شهر واحد إلى 2725 أسرة (حوالي 19080 شخصاً) في مدينة صعدة.
– وزعت مع الهلال الأحمر اليمني مواد إغاثة إضافية (بطانيات ومستلزمات النظافة) في أكتوبر 2008 على 1086 عائلة (8224 شخصاً) في مخيمات النازحين. كما قدمت المواد الغذائية إلى 569 عائلة (4080 شخصاً) في منطقة محضة (جنوب صعدة) وإلى 2800 عائلة (حوالي 17000 شخص) في منطقة ضحيان (شمال غرب صعدة) بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني. وتجري حالياً عمليات تقييم من أجل توزيع المواد الغذائية والمستلزمات المنـزلية الأساسية في مناطق أخرى متضررة من النـزاع في محافظة صعدة.
تقوم اللجنة الدولية حالياً بإصلاح شبكة مياه تمتد على طول 12 كيلومتراً تضررت من أعمال القتال الدائرة في مدينة ضحيان (20000 ساكن) وبناء خزان للمياه بسعة 200 متر مكعب، ومن المتوقع أن يستفيد منه 20000 ساكن كما تنفذ مشاريع مماثلة لحوالي 9500 ساكن في قرى العارضة وآل الصيفي وآل حميدان وآل ساري وسودان.
عام 2008، زودت اللجنة الدولية خمسة مراكز صحية في محافظة صعدة بالمستلزمات الطبية الأساسية، مغطيةً بذلك احتياجات أكثر من 50000 مقيم ونازح. كما قدمت إلى مستشفى صعدة الرئيسي مستلزمات طبية, مغطية احتياجات ما يقارب 5000 مقيم ونازح. كما أنشأت اللجنة الدولية وجهزت ثماني عيادات متنقلة أجرت حوالي 43530 استشارة طبية في مخيمات النازحين، من بينها 12450 استشارة خاصة بالأطفال.
(المصدر: الموقع الرسمي للجنة الدولية للصليب الأحمر)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.