فوز تركيا يُـنهـي حلم سويسرا الأوروبي
انهزم المنتخب الوطني السويسري بنتيجة 2 مقابل هدف واحد، في مباراة حاسمة وشيّقة ضد الفريق التركي اليوم بملعب سان- جاك ببازل في إطار منافسات التأهل للدوري الربع النهائي من بطولة الامم الاوروبية 2008.
وتقصي هذه النتيجة سويسرا، المشاركة إلى جانب النمسا في تنظيم بطولة الأمم الاوروبية 2008، نهائيا من المنافسة، وتزيد من حظوظ الفريق البرتغالي في الفوز بورقة الترشح للدوري الربع النهائي والتربع على عرش المجموعة الأولى، بعد انتصاره على المنتخب التشيكي بثلاثة أهداف مقابل هدف نظيف.
والمنتخب السويسري الذي لم يسعفه الحظ خلال مباراة الإفتتاح ضد الفريق التشيكي يوم السابع من يونيو الجاري، وانتهى اللقاء بنتيجة هدف مقابل صفر، كان عاقدا العزم يوم الأربعاءعلى رفع التحدي وكان الفريقان يعلمان أنه لا مجال في هذه المباراة الحاسمة لأي خطأ.
وقال كوبي كون مدرب الفريق السويسري بعد انتهاء اللقاء: “لقد بذلنا أقصى الجهود للفوز في هذه المباراة، ولو حافظنا على التعادل، لبقي لنا قليل من الأمل في الترشح للدوري القادم. ولكننا اتبعنا خطة هجومية وفضّلنا تسجيل أكثر ما يمكن من الأهداف. وكان بإماننا تسجيل هدفيْن مقابل صفر. ومع ذلك، يحق لعناصر المنتخب الشعور بالفخر. وكان أدائهم في هذه المباراة جيدا جدا.
وبالنسبة لمدرب الفريق السويسري: “كان المنتخب على أتم الإستعداد لخوض هذه المنافسة، وكان علينا تسجيل هدف واحد على الأقل خلال مباراة الإفتتاح، واليوم ضد تركيا، كان هناك مجال لتحقيق نصر كبير”.
بداية موفقة ، ونهاية متعثرة
انتهى الشوط الأول من اللقاء بتسجيل سويسرا لهدف ثمين هو الأول في هذه البطولة التي تستضيفها سويسرا والنمسا. وبعد بداية محتشمة، إضطر خلالها المنتخب السويسري إلى العودة للدفاع. وكاد الفريق التركي أن يحرز الهدف الأول، لكن الدفاع السويسري إستطاع استبعاد الخطر، وتألق حارس المرمى في صد هجمات خط الهجوم التركي بقيادة غودنيس ويلماز.
وعلى إثر هجمة إرتدادية تمكن أكين ياكين السويسري من أصل تركي تسجيل الهدف الأول ضد مرمى بلده الأصلي، في الدقيقة 31 من الشوط الأول، وكاد يسجل الهدف الثاني في الدقيقة 34 من نفس الشوط.ولم يخيب أكين ياكين الآمال التي علقت عليه، بعد إصابة المهاجم ألكسندر فراي، قائد الفريق السابق، في اللقاء الإفتتاحي ضد جمهورية التشيك.
وهكذا إفتك اللاعبون السويسريون المبادرة في الميدان، مدعومين بتشجيع جمهور غفير، واندفاع بدني أمكنهم من التغلب عى الظروف المناخية الصعبة التي مرت بها المباراة. ومنذ الدقيقة العشرين من الشوط الأول، أضطر الأتراك للعودة للدفاع، من دون تحقيق أي نجاح يذكر.
لكن مع بداية الشوط الثاني، وإقحام المدرب التركي لسميح سانتورك، هدّاف البطولة التركية، تعزّز خط الهجوم. وفتح الباب لتسجيل الهدف التركي الأول في الدقيقة 56 من زمن المباراة، بتسديدة رأسية من سميح هزّت الشباك السويسري على إثر تمريرة طويلة من تانساي سانلي.
وبعد تحسن أرضية الملعب نتيجة توقف تهاطل الأمطار، سيطر المنتخب التركي على إيقاع المباراة، وأضاع عناصر الفريق السويسري العديد من الفرص في الشوط الثاني. لكن الضربةالقاضية التي أسقطت كل الحسابات، جاءت في الوقت الإضافي، وبالتحديد في الدقيقة 92 حين أرسل أردان توران كرة في حركة لولبية غالطت حارس المرمى السويسري بنياغليو، وسكنت الشباك.
حظوظ تركيا لا تزال قائمة
وبهذا النصر، أصبح الأتراك أقرب إلى تحقيق هدفهم في المرور للربع النهائي. وبإمكانهم المراهنة على هزيمة الفريق التشيكي للحفاظ على حظوظهم في التأهل.
وعلق فاتح تريم، مدرب المنتخب الوطني التركي عن النصر الذي حققه فريقه ضد سويسرا قائلا: “هذا النصر يمدنا بثقة كبيرة عند اللعب ضد الفريق التشيكي. وبحصولنا على ثلاث نقاط، عدنا للمنافسة بقوة، ولم تكن مهمّتنا سهلة أمام فريق سويسري قوي، ولقد أتى التغيران الذان أدخلناهما في الفترة ما بين الشوطين أكلهما”.
وفي المقابل كانت خيبة عناصر المنتخب السويسري كبيرة. وقال إيرين دارديوك، لاعب وسط ميدان: “لقد استقبل شباكنا هدفين، في زمن قياسي. وكان علينا تسجيل الهدف الثاني حتى نقضى على آمال الفريق التركي. ولو استطعنا فرضا الحفاظ على التعادل، لأبقينا على بصيصا من الأمل في مواصلة المشاركة في البطولة”.
أما فولون بيرهامي، هو الآخر لاعب وسط ميدان، فقد أقر بأن الخيبة كبيرة. وقال: “لقد لعبنا جيدا، وأتيحت لنا فرص كثيرة، واما الأتراك فقد برهنوا على تمتعهم بواقعية كبيرة. وقد نكون نفتقد للتجربة،وكان علينا مثلا منع الأتراك من تسجيل الهدفين بكل الوسائل”.
ولا يشك أكان يكين لحظة في أن المتخب قد لعب بشكل جيّد في المقابلتيْن الأخيرتين. ولكن كل شيء انتهى بسرعة”. وأضاف اللاعب السويسري من أصل تركي، وصاحب الهدف الأول في المباراة: “لا أجد الكلمات القادرة على التعبير عن حزني، كان علينا على الأقل تسجيل هدفين، وتحقيق التعادل”.
ودائما ضمن تصفيات المجموعة الأولى، تلتقي تركيا جمهورية التشيك يوم 15 يونيو بجنيف في مقابلة، تحدد نتيجتها في النهاية المنتخب الذي سيرافق الفريق البرتغالي لدوري ربع النهائي، ويلتقي الفريق البرتغالي الفريق السويسري في نفس اليوم ببازل، وهذا اللقاء سيكون بمثابة اللقاء الودي، لأنه لن يغيّر من المعادلة شيئا.
المنتخب السويسري:
حراس المرمى (3): دييغو بيناليو، إيلدين جاكوبوفيتش، وباسكال تسوبيربولير.
المدافعون (8): فيليب ديغين، يوهان دجورو، ستيفان غريشتينغ، ستيفان ليشتستاينير، لودوفيك مانيان، باتريك مولير، فيليبي سانديروس، وكريستوف سبيشير
لاعبو وسط الميدان والمهاجمون (12): ترانكيلو بارنيتا، فالون بيرهامي، ريكاردو كاباناس ، إيرين ديرديوك، غيلسون فيرنانديس، أليكساندير فراي (أصيب خلال مباراة الإفتتاح، وهو الآن خارج الملاعب)، دانييل جيغاكس، بينجامان هوغيل، غوكان إنلير، ماركو ستريلير، يوهان فونلانتين، وآكان ياكين.
المنتخب التركي:
حراس المرمى والدفاع: روستو، سارفات، هاكين، غوهان، إمري، محمد، نهات، سيميه، غوكدنيس، تومر، تولغا.
لاعبو الوسط والمهاجمون: إمري غ.، أردا، أمري أ.، أوغور، تونكاي، كاظم، أيهان، صبري، مفلوت، ألتنتوب، فولكان
تشترك سويسرا وتركيا في العديد من نقاط الالتقاء برغم المنافسة الشديدة بينهما على المستوى الرياضي في بطولة أمم أوروبا.
رياضيا نجد أن أحسن هداف في المنتخب السويسري تركي الأصل، وهو “كوبي توركيلماز”، والذي لعب أيضا في العديد من الأندية السويسرية والتركية، وهناك حاليا ثلاثة لاعبين ضمن المنتخب السويسري من أصل تركي.
كذلك نجد في سويسرا كما في تركيا نفس القانون المدني، وهو القانون الذي نقلته تركيا بشكل شبه حرفي عن سويسرا زمن ثورة كمال أتاتورك. ولازال التاريخ يذكر أن والد جون جاك روسو، الفيلسوف وعالم الإجتماع الشهير الذي عاش في جنيف، قد أقام لزمن طويل في مدينة اسطنبول التركية في القرن الثامن عشر.
أخيرا، على المستوى التجاري: تحمل أكبر مجموعتان تجاريتان في تركيا وسويسرا نفس الاسم التجاري “ميغرو”، على الرغم من عدم وجود أي صلة أو تعاون بين المجموعتين، فهل كل نقاط التشابه هذه محض الصدفة؟.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.