مأساة جديدة ضحيتها مهاجرون ولاجئون في خليج عدن
قرعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مجددا جرس الإنذار بخصوص مأساة تهريب اللاجئين الى أوروبا وفي اتجاه خليج عدن بعد الحادثة التي تمثلت في إرغام أربعين من بين 115 شخصا كانوا يركبون سفينة تهريب على إلقاء نفسهم في البحر قبالة السواحل اليمنية.
أثارت مفوضية الأمم المتحدة في جنيف مجددا موضوع مأساة تهريب طالبي اللجوء في اتجاه خليج عدن وما يترتب عن ذلك من قتلى ومفقودين بعد الحادث الأخير الذي أدى الى العثور على جثث 12 منهم وفقدان حوالي 28 آخرين.
فقد أوضح الناطق باسم مفوضية اللاجئين في جنيف رون إيدمون أن “الحادث الذي وقع في 2 نوفمبر 2008 نجم عن إرغام حوالي 40 شخصا على مغادرة السفينة القادمة من الصومال والتي كانت تقل 115 راكبا لما اقتربت من السواحل اليمنية”.
وتقول المفوضية السامية للاجئين إن 75 من الأشخاص الناجين وصلوا الى مركز تجميع اللاجئين التابع للمفوضية في أهوار حيث قدمت لهم الإسعافات الأولية.
الإتجار بمآسي البشر
مأساة خليج عدن تظهر وجها آخر للجشع الذي وصلت إليه عمليات المتاجرة بمآسي البشر بحيث يقول الناجون في شهادتهم إن الباخرة التي كانت تقل 115 راكبا غالبيتهم من الصوماليين والإثيوبيين أقلعت في 31 أكتوبر من الصومال في اتجاه اليمن.
ولما وصلت السفينة أمام السواحل اليمنية، طلب المهربون من الركاب مزيدا من الأموال زيادة عن السعر المقدم سالفا والمقدر بـ 100 دولار لكل راكب. ويقول الناجون إن “حوالي 40 شخصا ممن لم يستطيعوا دفع السعر الإضافي وأغلبهم من الإثيوبيين تم رميهم من أعلى السفينة في البحر”.
تفاقم الظاهرة في 2008
ظاهرة تهريب طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين ليست مقتصرة على خليج عدن بل تعرف رواجا كبيرا أيضا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وتقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، استنادا إلى إحصائيات عدة من مصادر رسمية وغير رسمية “إن العشرة أشهر الأولى من عام 2008 عرفت أعدادا من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين فاقت مجموع ما تم تسجيله في العام الماضي كاملا”.
فقد وصل الى سواحل إيطاليا أكثر من 30 الف لاجئ حتى موفى شهر أكتوبر الماضي مقارنة مع حوالي 20 الف في كامل العام الماضي. وقد بلغ عدد القتلى خلال العام الجاري 509 شخصا مقارنة مع 471 في العام الماضي. كما عرفت جزيرة مالطة وصول 2600 شخص خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري مقارنة مع 1800 في كامل العام 2007. ونفس التوجه نلاحظه في كل من اليونان وإسبانيا وجزر الكناري.
وفي اتجاه خليج عدن والسواحل اليمنية عرفت العشرة أشهر الأولى من العام 2008 عبور أكثر من 38 ألف شخص مقارنة مع 29500 لكامل العام 2007. وتقول مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إن هذه المغامرة الخطيرة خلفت 600 قتيل ومفقود لها العام مقارنة مع 1400 العام الماضي.
مجهود للتحسيس والتوعية
إذا كان 80% ممن يتم تهريبهم بحرا لأسباب اقتصادية او سياسية، ويُكتب لهم الوصول ناجين الى السواحل المالطية او الإيطالية يطلبون حق اللجوء، فإن 60% منهم ترى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنهم يحتاجون فعلا الى حماية دولية، لكن نسبة طالبي اللجوء ممن يصلون الى السواحل الإسبانية لا تتعدى 3%.
وتعتبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ان ثلثا من يصلون الى السواحل اليمنية، يحصلون على حماية ورعاية من قبل المفوضية، لكن إذا كان اليمن يقبل اللاجئين الصوماليين، فإن الأمر مغاير بالنسبة للاجئين الإثيوبيين.
ولتحسيس المجموعة الدولية بهذه الظاهرة، نظمت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدة ندوات إقليمية، مثل التي تمت في اليمن في شهر مايو الماضي وأخرى ستعقد في داكار، العاصمة السنغالية في الأسبوع القادم.
سويس إنفو – محمد شريف – جنيف
عرفت السواحل الإيطالية في العشرة أشهر الأولى من 2008 وصول 30 الف شخص مقارنة مع 20 الف في العام الماضي.
والى مالطا وصل هذا العام 2600 مقارنة مع 1800 في العام الماضي.
والى سواحل إسبانيا وجزر الكناري وصل هذا العام 10700 مقارنة مع 18000 في العام الماضي.
والى اليونان وصل حتى شهر يوليو من هذا العام حوالي 15 الف شخص مقارنة مع 19900 في العام الماضي.
وعرفت السواحل اليمنية خلال العشرة أشهر الأولى من عام 2008 وصول حوالي 38 الف شخص مقارنة مع 29500 لكامل العام 2007.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.