هكذا تبدو الحياة في سن المائة
يعيش في سويسرا 1504 أشخاص بلغوا سن المائة في سويسرا، حسب آخر إحصاء أجري في عام 2014. المصورة السويسرية كاتيا سنوتزي صورت مائة من هؤلاء المعمرين في إطار تجربة استثنائية ترصد وجوه كبار السن والآثار التي خلفها الزمن وحكاياته عليها.
في حديث لها مع swissinfo.ch، تقول كاتيا سنوتزي إنها استوحت فكرة هذا المعرض بعد أمسية تصوير لأشخاص من جميع الأعمار في بلدة “تيري دي بيديمونتي” Terre di Pedemonte التي تقيم فيها، وأنها لاحظت تأثرها وانبهارها بوجوه كبار السن. ومن هنا تواصلت كاتيا مع دور المسنين ومؤسسات الرعاية للوصول إلى المُعمّرين، مشيرة إلى أن المعمرين أنفسهم أو أقاربهم هم من أخذوا زمام المبادرة في بعض الأحيان وتواصلوا معها بعد سماعهم عن فكرة المشروع.
المصورة الفوتوغرافية أوضحت أنها لم تضف أي معلومات غير الإسم والسن ومحل السكن لكل صورة، تاركة بذلك المجال للناس كي يستشفوا من تعابير الوجه والنظرات قصة حياة كل شخص. وتضيف أنها قامت بأخذ الصور في أحيان كثيرة أثناء الحديث مع المشاركين دون أن يُدركوا ذلك حتى تبدو اللقطات طبيعية.
يُمكن للمهتمين مشاهدة مجموعة مختارة من هذه الصور في معرض ” Rita Hayworths Kindermädchen””، الذي يستضيفه متحف Museo Vincenzo Vela في ليغورنيتو (كانتون تيتشينو) حتى الخامس من شهر مارس 2017 أو الاطلاع على الكتاب المصور المنشور تحت عنوان: “Jahrhundertmenschen” .
في السياق، تقول مديرة المتحف إن عنوان المعرض يعكس تجارب الحياة الفريدة من نوعها التي عاشها هؤلاء المُعمّرون، ذلك أن واحدة من النساء كانت تعمل كمربية أطفال لدى الممثلة الأميركية الشهيرة ريتا هيورث.
المعرض له جانب سياسي أيضا، سواء شئنا أم أبينا، فهو يأتي في وقت يتواصل فيه الجدل في الداخل السويسري حول شيخوخة المجتمع والعبء الذي يشكله كبار السن على خزانة الدولة ونظام الرعاية الصحية وكاهل الأسر. ويُظهر المعرض الجانب الإنساني للشيخوخة في محاولة لمواجهة صناعة مكافحة علامات تقدم السن أو الإحتفاظ بالشباب. وتقول المصورة إنها حاولت من خلال هذه التجربة إظهار جماليات الشيخوخة وخصوصيتها كانعكاس للحكمة والجمال والفرح والألم أو بتعبير آخر، طبيعة الحياة البشرية وتنوعها.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.