ختان البنات موجود أيضاً في سويسرا
"مشكلة ختان البنات موجودة في سويسرا، ورغم أن حجمها ليس كبيرا، إلا أن مواجهتها بصرامة ضرورة لا مناص منها".
هذه هي خلاصة الحملة التي أطلقها الفرع السويسري لمنظمة اليونيسيف، بعد أن كشفت دراسة أجريت في صفوف العاملين في القطاع الصحي أن 29% منهم عالجوا امرأة تعرضت إلى عملية ختان.
وفقاً لتقديرات الفرع السويسري لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة توجد في سويسرا 7000 إمرأة، تعرضن إلى عملية ختان (أو تشويه للأعضاء التناسلية الجنسية حسب الترجمة الحرفية للمصطلح المتداول في سويسرا)، وهن نساء مهاجرات تنتمي أغلبهن إلى بلدان إفريقية كالصومال وأثيوبيا وأريتريا.
هذا الرقم في حد ذاته لا يعني شيئاً بالتحديد، فالدراسة التي أجراها الفرع السويسري لمنظمة اليونيسيف في عام 2004، أظهرت أن معظم هؤلاء النسوة إنما وفدن إلى الكنفدرالية بعد سنوات من تعرضهن إلى الختان.
كما أن العدد المذكور يبدو أيضاً ضئيلاً مقارنة مع عدد النساء والبنات اللواتي تعرضن إلى الختان في أرجاء المعمورة، والذي يزيد على 130 مليون، أي بمعدل 2مليوني إمرأة وبنتً سنوياً.
لكن كل ذلك لا ينفي وجود مشكلة فعلاً في سويسرا. فقد أوضحت السيدة إلزابيث موللر رئيسة الفرع السويسري لمنظمة اليونيسيف في حديث مع سويس إنفو: “ما لاحظناه هو أن عددا متزايداً من الأطباء والقوابل يتم سؤالهم عن مدى إمكانية إجراء عملية ختان في سويسرا”.
وتضيف السيدة موللر أن “عددا كبيراً من المستجوبين (في الدراسة) أفادوا بمعرفتهم عن فتاة تعرضت إلى الختان (في سويسرا)، أو عن محاولة لختانها. هذا العدد في تزايد، وهو أمر أثار دهشتنا كثيراً”.
مسكوت عنه..
تقول السيدة موللر “إن ختان البنات هو من التابوهات، ليس فقط في البلدان التي يتم فيها ممارسته، بل وأيضاً في أوروبا”، ولهذا السبب تحديدا، أجرى الفرع السويسري لمنظمة اليونيسيف دراسته في صفوف العاملين في القطاع الصحي بالكنفدرالية. فالهدف كان يتمثل في تسليط الضوء على هذه الظاهرة، ومعرفة حجمها في هذا البلد الصغير.
أظهرت الدراسة أن 61% من أطباء النساء و 38% من القوابل تعاملوا مع نساء تعرضن إلى الختان، وأن 41% منهم عالجوا أمراضاً أو أعراضاً تتسبب فيها هذه العملية؛ كما أعرب عدد كبير منهم عن قناعتهم بأن عمليات الختان التي تتم في سويسرا يجريها أطباء أجانب يقدمون على البلاد لهذا الغرض بالتحديد.
لا تسامح مع هذه العادة
ولأن هذه العادة الاجتماعية تمثل “اعتداءا مؤلماً، وهجوماً جسدياً ونفسياً على المرأة والطفلة ككيان”، على حد تعبير السيدة موللر، وإلى المدى الذي يؤدي إلى معاناتها من نتائجه على مدى عمرها، وجب اتخاذ سياسة صارمة تجاهها.
“لقد عبرت منظمة اليونيسيف عن موقف واضح لا يتسامح مطلقاً مع هذه الظاهرة. نحن سنتخذ كل ما يجب فعله كي يتم حظر ممارسة هذه العادة في كل البلدان، ومعاقبة من يقدم عليها”، تقول رئيسة الفرع السويسري لمنظمة اليونيسيف مؤكدة.
وعلى المستوى السويسري، ركز فرع المنظمة على توعية الجمهور عامة، والعاملين في المجال الصحي تحديداً بهذه المشكلة بعد أن كشفت الدراسة السابقة عن وجود نقص في المعلومات حول هذه القضية، وقلة الخبرة بكيفية التعامل معها في سويسرا.
أما مضمون الرسالة التي أطلقها الفرع في السادس من فبراير، (الذي تزامن مع اليوم العالمي ضد ختان البنات)، فبسيط ومباشر: “ختان البنات هو جريمة يعاقب عليها القانون السويسري، والعقاب لا يطال فقط من يمارسه ويحض عليه داخل الكنفدرالية، بل ومن يرسل ابنته إلى الخارج لهذا الغرض” أيضا.
سويس انفو
أجرى الفرع السويسري لمنظمة اليونيسيف استطلاعا لأراء 1799 من الأطباء والقوابل والأخصائيين الاجتماعيين في سويسرا.
518 منهم قالوا إنهم عالجوا نساء مختونات.
203 منهم قالوا إنهم سمعوا عن حالات فتيات تعرضن للختان في سويسرا.
4 أطباء وقابلتان قالوا إنه ُطلب منهم إجراء عملية ختان.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.