خُمس السكان النشيطين في سويسرا .. أجانب
في نهاية النصف الأول من عام 2005، مثّل العمال الأجانب خُُمس السكان النشيطين في سويسرا، وارتفعت نسبتهم بـ1,5% مقارنة مع عام 2004، حسب آخر تحقيق وطني حول السكان النشيطين.
كما استنتج التحقيق الذي نُُشر حديثا أن البطالة مازالت مُرتفعة جدا في صفوف الأجانب مقارنة مع السويسريين.
كشف “التحقيق السويسري حول السكان النشيطين” الذي نشره المكتب الفدرالي للإحصاء يوم الثلاثاء 21 فبراير الجاري في مقره بمدينة نوشاتيل أن عدد العمال الأجانب في سويسرا ارتفع إلى 829000 شخص (من إجمالي 3,974 مليون عاملا نشيطا في الكنفدرالية).
وبينما ارتفع عدد العمال الأجانب بـ1,5% (12000 شخصا) مقارنة مع عام 2004، فإن عدد العمال السويسريين ظل مستقرا تقريبا، (زائد %0,5، أي ما يعادل 2000 شخصا).
ولا تـأخذ هذه الأرقام بعين الاعتبار العاملين المقيمين على المناطق الحدودية والأشخاص الحاصلين على تصريح إقامة قصيرة الأمد والأجانب الذين ترتبط وضعيتهم باللجوء.
غالبية أوروبية
وكشف التحقيق أن غالبية الأجانب هم رعايا دول الاتحاد الأوروبي أو إحدى دول الرابطة الأوروبية للتبادل التجاري الحر “إيفتا”. ويتصدر الترتيب الإيطاليون بـ20,1%، ثم أبناء غربي البلقان بـ19,5%، يأتي بعدهم البرتغاليون بـ11,6% والألمان بـ11,3%.
ونوه التحقيق إلى ارتفاع ملموس لعدد العمال الألمان (10,6+%)، والبرتغاليين (+9,2%). في المقابل، انخفض عدد العمال الإيطاليين (-2,5%) والعمال المنحدرين من دول البلقان (-2,7%).
كما تناول الإحصاء أيضا توزيع العمال حسب القطاعات، فتبين أن 30,1% من الأجانب ينشطون في القطاع الصناعي، وأنهم يمثلون الأغلبية في هذا المجال مقارنة مع العمال السويسريين الذين استقرت نسبتهم في20,1%.
واتضح أيضا أن ذلك التوزيع يختلف حسب الجنسيات، إذ أن رعايا دول غربي البلقان والدول المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي وأبناء جنوب أوروبا مُمثلون بنسبة كبيرة في القطاع الصناعي، وخاصة في مجال البناء، إذ يُشكلون مُجتمعين 89,6% من العمال الأجانب.
أما مجال التأهيل العالي، فمازال حكرا على عمال شمال وغربي أوروبا إذ يُشغل 46,8% من أبناء المنطقتين. وعلى سبيل المثال، أكثر من نصف العمال الألمان (51,7%) كانوا ضمن المدراء والأطر العليا أو مارسوا نشاطا ثقافيا أو علميا.
بطالة أعلى في صفوف الأجانب
أخيرا، استنتج المكتب الفدرالي للإحصاء أن 81000 أجنبيا عاطلون عن العمل، أي ما يُعادل 43,7% من إجمالي العاطلين في سويسرا. وتفوق نسبة البطالة في صفوف الأجانب (8,9%) بكثير نسبة السويسريين (3,2%).
ويعود ذلك الفرق حسب منجزي التحقيق إلى عمل الأجانب في قطاعات مُعرضة أكثر لتقلبات الظرف الاقتصادي. من جهة أخرى، يظل مستوى تكوين اليد العاملة الأجنبية أدنى من المعدل السويسري، مما يرفع خطر تعرضها للبطالة.
وأشار التقرير إلى أن الأجانب الذين وصلوا إلى سويسرا قبل أقل من عشرة أعوام هم الأكثر تضررا من البطالة، رغم أن نسبة كبيرة منهم تحمل شهادة عليا (39000 بدون عمل). وتُُفسر هذه الوضعية بأن معدلا عاليا نسبيا من هؤلاء الأشخاص قدموا لسويسرا خلال العقد الأخير لأسباب إنسانية أو التحقوا بأقاربهم في إطار جمع شمل الأسر ولم تتم بسهولة عملية اندماجهم في سوق العمل السويسرية.
سويس انفو مع الوكالات
حسب أرقام المكتب الفدرالي للإحصاء:
في عام 2005، بلغ إجمالي السكان النشيطين في سويسرا 3,97 مليون شخصا.
من بينهم 892000 أجنبيا، أي الخمس.
فئات الأجانب الأكثر تمثيلا: الإيطاليون (20,1%)، البلقانيون (19,5%)، البرتغاليون (11,6%) والألمان (11,3%).
تبلغ نسبة البطالة بين السويسريين 3,2%، بينما ترتفع إلى 8,9% في صفوف الأجانب.
في ديسمبر 2005، بلغت نسبة البطالة في الإتحاد الأوروبي 8,5%.
يمثل الأجانب حسب معطيات المكتب الفدرالي للإحصاء لعام 2004 نسبة 20,6% من إجمالي السكان (زهاء 7,4 مليون نسمة).
تُفسر هذه النسبة بجاذبية سوق العمل السويسرية المستقرة نسبيا، وأيضا بصعوبة الحصول على الجنسية السويسرية مقارنة مع دول أوروبية أخرى.
طلبت مبادرات شعبية في مناسبات عديدة أن يوضع سقف لنسبة الأجانب في سويسرا لكنها رفضت دائما من قبل الناخبين، كان آخرها في عام 2000.
سويسرا ليست فقط دولة تجتذب المهاجرين، بل أيضا دولة يهجرها أبناءها، حيث بلغت نسبة المُغتربين السويسريين في العالم في العام الماضي 632216 شخصا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.