دائرة الفقر تتسع في سويسرا!
ورد في التقرير السنوي لمنظمة "كاريتاس" الخيرية حول الوضع الاجتماعي في سويسرا أن الفقر قد نشب مخالبه في أكثر من 850 ألف شخص في الكنفدرالية.
الارتفاع المتزايد في نسبة البطالة وفي أعداد من يوصفون بـ”الفقراء العاملين” من أهم المعطيات التي تفسر هذا الرقم المثير والذي يحتاج إلى وقفة تأمل..
في تقريره السنوي حول التطورات الإقتصادية والإجتماعية في الكنفدرالية، حذر الفرع السويسري لمنظمة “كاريتاس” الخيرية من خطر اتساع الهوة الإجتماعية بين سكان الكنفدرالية. وجاء في التقرير أن الوضع الاقتصادي الحالي قد يهدد السلم الإجتماعي في سويسرا.
وأوضحت منظمة كاريتاس أن الإرتفاع المتزايد لنسبة البطالة في سويسرا والتي بلغت رقما قياسيا في أكتوبر الماضي حيث تجاوزت 4%، أي ما يعادل أكثر من 150 ألف عاطل عن العمل، كان من بين الأسباب الرئيسية لانتشار الفقر بين 850 ألف من القاطنين في الكنفدرالية.
وقد انتقد معد التقرير السيد كارلو كنوبفل السياسيين الذين “يوفرون للأغنياء فرص الإغتناء أكثر فأكثر” بينما تتقلص حظوظ الفقراء في توفير أدنى المتطلبات.
وجاءت هذه الانتقادات بعدما استخلص التقرير أن الفئة الأكثر غنى في سويسرا والتي تمثل 10% من مجموع السكان قد نجحت في الرفع من مداخيلها بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير، في وقت تراجع دخل ثلثي سكان الكنفدرالية.
معضلة التأمينات على البطالة
وقد حذر السيد كنوبفل أيضا من تبني الإجراءات الجديدة والمتشددة في مجال التأمين على البطالة والقاضية بتقليص مدة التعويضات التي يحصل عليها العاطلون عن العمل.
ويرى السيد كنوبفل أن هذه الإجراءات ستعقد محاولات عودة هؤلاء إلى سوق العمل. كما يعتقد أنه إذا ما استمرت الحكومة في خفض علاوات البطالة فسيؤدي ذلك حتما إلى لجوء متزايد للمساعدات الإجتماعية وبالتالي إلى ارتفاع النفقات الإجتماعية في سويسرا.
ويُذكر في هذا السياق أن عدد المستفيدين من المساعدات الإجتماعية قد ارتفع بنسبة 10% خلال عام 2003، أي ما يعادل زهاء 300 ألف مستفيد. وقد صرح السيد فالتر شميد، رئيس المؤتمر السويسري لمؤسسات العمل الإجتماعي في مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين 5 يناير 2004 في العاصمة برن، أن هذا العدد قد يرتفع إلى 400 ألف شخص خلال السنوات الثلاث أو الأربع القادمة إن لم تتخذ الإجراءات المناسبة للحد من إمكانيات اللجوء إلى هذا النوع من المساعدات.
من جهة ثانية، أعرب السيد كنوبفل عن قلقه من العدد المرتفع لمن يوصفون بـ”الفقراء العاملين” (Working poor). وكان عدد هؤلاء قد استقر في حدود 530 ألف شخص في عام 2002 حسب معطيات “الجمعية العُمالية السويسرية لتقديم العون”.
ويتوقع التقرير السنوي لمنظمة “كاريتاس” أن يشهد العام الجديد المزيد من الجدل حول قضايا التأمين على الأمومة وعلى الإعاقة، وهي من الملفات الساخنة المطروحة على طاولة النقاش في البرلمان الفدرالي.
أخيرا دعا التقرير السياسيين إلى إعداد خطة عمل لمحاربة الفقر دون الإخلال بتوازن النظام الإجتماعي السويسري. وفي هذا الصدد يعتقد معد التقرير أن أنجع وسيلة للتصدي للفقر بين الأسر التي لديها أطفال تكمن في رصد المزيد من المساعدات الإجتماعية للأسر الضعيفة الدخل.
سويس انفو مع صحيفة “NZZ”
ارتفعت نسبة البطالة في سويسرا في شهر نوفمبر 2003 إلى 4% مقابل 3,8% في شهر أكتوبر الماضي.
تتوقع كتابة الدولة للشؤون الاقتصادية أن ترتفع هذه النسبة خلال العام الجديد وأن يبلغ عدد العاطلين عن العمل في سويسرا زهاء 160 ألف شخص في يناير الجاري.
المصطلح الأنغلوسكسوني “working poor” أو “الفقراء العاملون” استعمل للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية لنعت صنف جديد من الفقراء الذين يعملون 40 ساعة في الأسبوع لكن أجورهم لا تسمح لهم بتجاوز عتبة الفقر بمقاييس البلد أو المنطقة التي يقيمون فيها.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.