دافوس بين فاتورة الأمن واحترام حرية التعبير
وافقت الحكومة السويسرية للمرة الأولى لمنظمة غير حكومية للقيام بمظاهرة مناهضة للمنتدى الاقتصادي العالمي، أثناء انعقاده في الأسبوع المقبل في دافوس.
ويعد هذا التصريح الفريد من نوعه تحولا في موقف الحكومة من مناهضي العولمة، ومن سياستها في دعم المنتدى الاقتصادي العالمي.
حصلت منظمة “تحالف أولتن” على تصريح بالتظاهر أثناء فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي، للتعبير عن وجهة النظر المعارضة لتوجهات العولمة، ولبرامج المنتدى نفسه.
ولعل اختيار منظمة “تحالف أولتن” لمنحها هذا التصريح النادر يعود إلى أنها تضم أغرب تشكيل من مختلف الأطياف السياسية المتواجدة على الساحة السويسرية، من اليساريين والجماعات المسيحية وأنصار السلام والخضر ومناهضي الإمبريالية، جنبا إلى جنب مع جميع الجماعات الصغيرة الأخرى المتواجدة على أقصى يمين ويسار الخارطة السياسية السويسرية.
وبما أن هذا التصريح بالتظاهر هو الأول من نوعه، فقد دفع منظمات أخرى مناهضة للعولمة مثل “إعلان برن” إلى المشاركة في هذا اليوم، شريطة التزام جميع الأطراف بعدم القيام بأعمال استفزازية.
وقد تحدد الخامس والعشرين من يناير موعدا لهذه المظاهرة، على أن يقوم “تحالف أولتن” بمناشدة جميع المشاركين بالابتعاد عن أعمال العنف والشغب أثناء التعبير عن موقفهم. وهو ما قام به المتحدث بإسم التحالف على طريقته، حيث حث المشتركين على عدم الانزلاق في فخ سيناريو العنف الذي قد تعده لهم قوات الأمن، لإظهارهم في شكل الفوضويين فتنقض عليهم وتكتسب الشرطة بذلك تأييد الرأي العام.
وللتأكيد على حسن نوايا المشاركين في المظاهرة، أوضح المتحدث باسمهم أنه لابد من الحفاظ على البنية التحتية والممتلكات الخاصة بسكان منتجع دافوس.
الفاتورة الأمنية في ارتفاع
وقد حرصت السلطات الأمنية على توضيح أن موافقتها على التظاهر لا تتناقض مع استعداداتها للتدخل الفوري في حالة نشوب أية أعمال شغب، فقوات الأمن في كل من زيورخ وبرن ستكون على أهبة الاستعداد للتدخل في الوقت المناسب.
وتعتبر هذه التدابير الأمنية أحد أبرز أوجه الدعم الرسمي السويسري لفعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي، فاجتماع هذا الحشد من أقطاب المال والأعمال مع رجال السياسة، حدث نادر ينفرد به المنتدى، وتعتز به سويسرا.
وسيشارك في حماية فعاليات المنتدى وحدات من شرطة جميع الكانتونات السويسرية إلى جانب الأمن الفدرالي، بدعم من حرس الحدود و1500 من الجيش.
وتبلغ تكاليف الاحتياطات الأمنية للمنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام 13.50 مليون فرنك لحماية قرابة 2000 زائر، بزيادة كبيرة عن السنوات السابقة، وهو ما أدى بدافعي الضرائب لطرح السؤال عن مدى استفادتهم من المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يتحملون من أجله كل هذه الملايين.
تامر أبوالعينين – سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.