دول البلطيق تنفصل عن شبكة الكهرباء الروسية للتخلص من “وسيلة ابتزاز جيوسياسي”
![](https://www.swissinfo.ch/content/wp-content/uploads/sites/13/2025/02/da1f4e77424e836739d116babc3d4198-88845420.jpg?ver=cfaebd27)
باشرت دول البلطيق الانفصال عن شبكة الكهرباء الروسية صباح السبت للانضمام إلى النظام الأوروبي في عملية أطلقت قبل سنوات وأصبحت ملحة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومن خلال هذه الإجراءات، تنفصل دول البلطيق الثلاث ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، وهي جمهوريات سوفياتية سابقة، عن الشبكة الروسية الموصولة بها منذ حقبة الاتحاد السوفياتي، لمنع موسكو من استخدامها سلاحا ضدها.
وقد انضمت دول البلطيق الثلاث إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في العام 2004.
وقال ماتاس نوريكا الناطق باسم الشركة العامة المشغلة لشبكة الكهرباء في ليتوانيا (ليتغريد) لوكالة فرانس برس “أؤكد أن عملية الانفصال بدأت عند الساعة السادسة” بالتوقيت المحلي (4,00 بتوقيت غرينيتش) بعدما فصلت ليتوانيا وصلاتها الكهربائية مع بيلاروس وروسيا.
وقال وزير الطاقة الليتواني زيغيمانتاس فايسيوناس “ننزع من روسيا إمكان استخدام شبكة الكهرباء، وسيلة ابتزاز جيوسياسي”.
وأشادت كبيرة المسؤولين عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وهي رئيسة وزراء إستونيا سابقا، عبر منصة اكس بـ”انتصار الديموقراطية”.
ومن المرتقب تنظيم مراسم رسمية للاحتفاء بالحدث في البلدان الثلاثة. وستقطع لاتفيا سلكا كهربائيا يربطها بروسيا السبت. وستحضر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين مراسم مع قادة دول البلطيق الأحد في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا.
وكتب رئيس وزراء ليتوانيا غينتوتاس بالوسكاس على اكس “نحن جاهزون”، معلنا “بزوغ حقبة جديدة من الاستقلال في مجال الطاقة” في الدول الثلاث.
واحتادت العملية لسنوات طويلة بسبب مشاكل تكنولوجية ومالية عدّة والحاجة إلى تنويع الإمدادات خصوصا عبر كابلات في قاع البحر.
غير أن التدبير بات ملحّا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا سنة 2022 الذي أثار لدى الدول الثلاث مخاوف من أن يتمّ استهدافها لاحقا من موسكو.
ومذاك، توقّفت ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا عن شراء الغاز والكهرباء من روسيا، لكن شبكاتها الكهربائية بقيت موصولة بروسيا وبيلاروس وبقيت موسكو تضبط التوتّر الكهربائي.
وظلّت الدول تاليا تعتمد على روسيا لتغذية كهربائية ثابتة ضرورية لا سيّما في العمليات الصناعية.
– “استفزازات محتملة” –
وبعد الانفصال بالكامل عن الشبكة الروسية، ستعمل البلدان الثلاثة “بشكل منعزل” لحوالى 24 ساعة لتجربة توتّر التيّار.
وأوضح روكاس ماسيوليس مدير “ليتغريد” أنه “لا بدّ من إجراء تجارب لنضمن لأوروبا ثبات نظام الطاقة لدينا”.
ثم ستنضمّ دول البلطيق إلى الشبكة الأوروبية عبر بولندا. وتبدأ عمليات المزامنة بين ليتوانيا وبولندا قرابة ظهر الأحد.
وقد حذّرت السلطات من احتمال حدوث مشاكل.
وأشار بيان صادر عن وزارة الأمن في دولة ليتوانيا إلى “مخاطر عدّة محتملة على المدى القصير، كعمليات حركية (عسكرية) تستهدف منشآت حيوية وهجمات سيبرانية وحملات تضليل إعلامي”.
وأعلن مشغّل الكهرباء في بولندا “بي اس اي” عن إرسال مروحيّات ومسيّرات لمراقبة شبكة الاتصال بليتوانيا.
وأكّد رئيس لاتفيا إدغارس رينكيفيتش في تصريحات لمحطة “ال تي في 1” العامة أنه لا يمكن “استبعاد خطر استفزازات محتملة” بالرغم من “الجهوزية الكاملة” للبلدان الثلاثة.
وفي إستونيا، سينتشر عناصر من الشرطة ومتطوّعون في منشآت كهربائية أساسية حتّى نهاية الأسبوع المقبل للتصدّي لمحاولات التخريب.
وفي الأشهر الأخيرة، تعرّضت عدّة كابلات بحرية للاتصالات والطاقة للتخريب في بحر البلطيق. ووجّهت الأصابع إلى روسيا باتهامها بشنّ حرب هجينة، وهو ما نفته موسكو من جانبها.
– نمط العيش المعهود –
وفي المجموع، استُثمر 1,6 مليار يورو في سياق مشروع المزامنة في دول البلطيق الثلاث وبولندا.
وسعى رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا إلى الطمأنة. وهو قال في تصريحات صحافية “لن يشعر الناس بشيء، أكان على صعيد الفاتورة أو أيّ مشاكل”.
ودعت وزارة المناخ الإستونية من جهتها المواطنين إلى مواصلة حياتهم على النحو المعهود، “فكلّما كان تصرّفكم معهودا ومتوقّعا… كانت إدارة شبكة الكهرباء أسهل”.
وبعد انفصال دول البلطيق عن الشبكة، سيعمل نظام الكهرباء في كالينينغراد “بشكل منفصل” من دون ربطه بشبكة روسيا القارية.
وردّا على سؤال حول هذا الموضع، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأسبوع الماضي إن روسيا “اتّخذت كلّ التدابير اللازمة لتضمن أن يعمل” نظامها الموحّد للطاقة “بشكل موثوق وغير منقطع”.
ستر-امج/م ن/غ ر