“الحملات الألكترونية في سويسرا لا تزال في المَهد”
عملت أميليا شوفالتَر كمديرة للتحليلات الرقمية لحملة باراك أوباما الظافرة لولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة في عام 2012. واليوم تقدم الشابة البالغة من العمر 32 عاماً، والتي أطلقت عليها مجلة بلومبرغ الاسبوعية للأعمال لقب "إحدى أكثر العاملات المؤهلات في مجال التكنولوجيا"، دورات حول موضوع الحملات الرقمية أو ما يسمى أيضاً بالحملات الألكترونية (e-Campaigning).
في موفى شهر أبريل المنقضي، قادت اميليا شوفالتَررابط خارجي حلقة دراسية في زيورخ حول موضوع “إكتساب العناوين الرقميةرابط خارجي” الذي نظمته وكالة “منتدى الحملاترابط خارجي” (وهي وكالة سويسرية تقدم خدمات متكاملة في مجال الحملات التي تنفذها الشركات والمنظمات والحكومات). وفي نفس الوقت تقريباً، انطلقت في سويسرا منصة “نحن نجمعرابط خارجي“wecollect.ch ، وهي منصة مستقلة غير ربحية تهدف إلى جمع التوقيعات لمبادرات واستفتاءات سياسية “مدروسة”.
سيرة ذاتية مختصرة
في عام 2012، أشرفت أيميليا شوفالتَر (32 عاما) على إنجاز التحليل الرقمي لحملة باراك أوباما الإنتخابية، التي سمحت له بالظفر بولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
في الوقت الحاضر، تقوم – ضمن أمور أخرى – بتقديم دورات حول كيفية إدارة وإعداد الحملات الرقمية، أو ما يُعرف بـ “الحملات الإلكترونية”.
في أواخر نيسان 2016، قدمت دورة في زيورخ نظمت من طرف “منتدى الحملاترابط خارجي“، وهي وكالة متخصصة في تنظيم الحملات الترويجية بشتى أصنافها.
لا يحتاج المرء لأن يكون نبياً ليعرف أن الحملات المرافقة لعمليات التصويت والإنتخاب باتت تُدار بشكل متزايد من على شبكة الإنترنت. ومن يُفلح في التفوق على منافسيه في مخاطبة المؤيدين عبر وسائل الإتصال الرقمية – أي من خلال البريد الإلكتروني وصفحات الويب والإعلان عبر الإنترنت – فقد ضمن لنفسه بدون شك فرص نجاح جيدة جداً. ولا يتعلق الأمر هنا بمجرد الحصول على الأصوات، بل يتجاوزه إلى جمع التبرعات وحشد المتطوعين أيضاً.
وبمناسبة الدورة التدريبية التي كانت تقدمها، التقت swissinfo.ch بالأمريكية الذكية الشابة في زيورخ.
swissinfo.ch: بالمقارنة مع الولايات المتحدة، هل يُمكن القول بأن التحليل الرقمي لا يزال في مهده في سويسرا؟
أيميليا شوفالتَر: هذا صحيح. أنا الآن في زيورخ للمرة الرابعة لإعطاء دورات في التحليل الرقمي والحملات الإلكترونية، ولا تزال هناك حقول تُعتبر جديدة في هذا المجال.
swissinfo.ch: هل يمكنك إعطاء مثال عن ذلك؟
أيميليا شوفالتَر: في الدورة التدريبية الحالية، نتطرق إلى كيفية إكتساب المزيد من المناصرين [لإحدى الحملات]. بإمكان المرء بالطبع أن ينزل للشارع بغية جمع التوقيعات لالتماس ما، كما يُمكنه إطلاق دعوات وإعلانات عبر الإنترنت – في شبكات التواصل الإجتماعي على سبيل المثال. لكننا نرى أن هذا نادر الحدوث في سويسرا.
swissinfo.ch: ما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك برأيك؟ هل هي شكوك ثقافية أو خوف متعلق بأمن البيانات؟
أيميليا شوفالتَر: من المؤكد ان الناس في سويسرا أكثر قلقاً بشأن أمن البيانات مقارنة بالولايات المتحدة. كما أنهم لايزالون مترددين في طلب التبرعات المالية من أشخاص آخرين عبر الإنترنت. ولكن متى ما تم إجتياز هذا الحاجز، فسوف يتغيّر هذا بالتأكيد.
swissinfo.ch: كيف ترين تأثير الإتصالات الرقمية على مسار الديمقراطية؟
أيميليا شوفالتَر: تقدم شبكات التواصل الإجتماعي خدمة جيدة في مجال نشر الأفكار، وربط الأشخاص وتبادل خبرات الحياة. في الولايات المتحدة، كان هناك قدر هائل من النشاط على هذه المواقع بسبب الطريقة السيئة التي يُعامل بها الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة. وقد عمد الناس إلى تحميل أفلام الفيديو التي تُظهر وحشية أجهزة الشرطة واحتجاجات الناس ضدها على الإنترنت. وأنا أرى في هذا أمراً جيد جداً.
المزيد
عندما يُعيد الإنترنت اختراع المنتدى السياسي في سويسرا
swissinfo.ch: هل يكمُن مستقبل الديمقراطية في التحليل الرقمي؟
أيميليا شوفالتَر: (تضحك) إنه جزء من المستقبل! من المفيد دائماً إمتلاك بيانات أكثر دقة. وفي نفس الوقت، هناك تزايد مستمر في البيانات التي ينبغي إستيعابها. إن مهمتنا هي استخلاص ما هو مهم من كل هذا الضجيج.
swissinfo.ch: ما هي الرسالة التي تودين تقديمها لنا في سويسرا بخصوص التحليل الرقمي؟
أيميليا شوفالتَر: (تضحك) إستمتعوا بها! إبدأوا بحساب مع تطبيق تحليلات غوغل “غوغل أناليتكس”، حتى وأن لم تكن لديكم “سوى” موقع ألكتروني شخصي. إستخدموا التحليلات مع ملفاتكم الشخصية على مواقع فيسبوك، وتويتر وغيرها. هذه الأدوات الخاصة بالتحليل متوفرة الآن، بادروا إذن في إستخدامها وابدأوا بالتعرف على هذه البيانات!
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.