مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا والولايات المتّحدة: “جمهوريتان شقيقتان” واتحاد أبدي للصداقة والوفاء

الاحتفال بدخول الدستور السويسري حيز النفاذ
في أعلى هذه الطباعة الحجرية القديمة، والتي شيدت بمناسبة دخول الدستور الفدرالي حيز النفاذ في سويسرا في عام 1848، يحتفل أحد مواطني الكنفدرالية بهذه المناسبة. وتضمن الدستور السويسري عناصر محددة من الدستور الأمريكي. Burgerbibliothek Bern

في زمنٍ مضى، كانت سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية تُعرفان عمومًا، بكونهما جمهوريتين شقيقتين. ومؤخرًا، استخدم السفير الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هذه التسمية من جديد. في الواقع، لقد تأثّرت الدولتان ببعضهما البعض، وطبعت كل منهما الأخرى بطابعها.

بعد نهاية الحرب الأهلية الأمريكية احتفل آلافٌ من السويسريين والسويسريات مع الولايات المتحدة بنصر الاتحاد. كان الشعور بالترابط بين الجانبين كبيرًا جدًّا. وفي عام 1865، عبّر عشرون ألفًا من الرجال السويسريين، كلٌ بتوقيعه الشخصي، عن تعازيهم بوفاة ابراهام لنكولن، وهذا عدد مرتفع في وقتٍ كان فيه وعي الناس بذاتهم كمواطنين ومواطنات، حديثًا، ولم يكن فيه توقيع العرائض أمرا سهلًا، كما هو الحال اليوم.

في ذلك الوقت، كانت حكومة كانتون آرغاو مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بـ”شقيقتنا الجمهورية الكبيرة على الضفة الأخرى من المحيط”.

في الخامس من نوفمبر 2024، سيصوت الأمريكيون والأمريكيات لانتخاب رئيس جديد أو – ولأول مرة – رئيسة جديدة.

وقد أعلنت كامالا هاريس وكذلك دونالد ترامب أن هذه الانتخابات ستكون انتخابات مصيرية لمستقبل النظام السياسي والديمقراطية في البلاد.

لقد ساهمت كل من سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية في تشكيل كل واحدة منهما الأخرى، عبر فترات تاريخية عديدة.

في هذا الوقت، قمنا بتحليل التاريخ المشترك للبلدين، ونظرنا في كيفية استمرار تأثير الماضي الأخوي في الحاضر.

يبدو الأمر اليوم غير معقول إلى حدٍّ كبير: هنا، قوة عالمية بمئات الملايين من المواطنين والمواطنات؛ وهناك، كانتون في سويسرا الصغيرة. ولكن الجانب الأمريكي أكد أيضًا على هذه الأخوة، حيث كتب المبعوث الأمريكي “جورج فوغ” في عام 1865: “لم تتزحزح حكومة سويسرا وشعبها أبدا عن صداقتهما مع الجمهورية الشقيقة الكبرى”.

الاختان الشقيقتان سويسرا والولايات المتحدة
تريد ما يسمى بـ «ملكة جمال سويسرا» (تقف على الحجر وترتدي زيًا تقليديًا) إقناع أختها الولايات المتحدة بتنظيم استفتاءات شعبية. ويعود هذا التمثال إلى عام 1893. في الولايات المتحدة، لم تتمكن النساء من المشاركة في الاقتراعات والانتخابات على المستوى الوطني إلا في عام 1920. في سويسرا، تم منح حقوق التصويت للمرأة في عام 1971. Cosmopolitan Magazine

سابقًا كان البلدان يعتبران نفسيهما في الواقع جمهوريتين شقيقيتين، وذلك على مدى قرون. في عام 1991 خلُص “جيمس أتش. هُتسون” من مكتبة الكونغرس الأمريكي إلى أن “التطورات السياسية في البلدين كانت تسير غالبًا بشكلٍ متوازٍ منذ عام 1776، وكان دستور كل دولة منهما نموذجًا صالحا للأخرى”.

نبرة سويسرية في إعلان الاستقلال الأمريكي!

وجد هوتسون أن “أهم جملة في التعبيرات السياسية الأمريكية”، يمكن أن “تكون لها لكنة سويسرية”. في أواسط سبعينات القرن الثامن عشر، عندما كانت سويسرا رابطة دول، والمستعمرات الأمريكية الثلاث عشرة في شمال أمريكا تكافح ضد الاستعمار البريطاني، قرأ بعض الآباء المؤسسين الأمريكيين، وفي المقدمة توماس جيفرسون، فيلسوف جنيف “جان جاك بورلاماكي” بشغف.

جان جاك… مَن؟ حتى في سويسرا، قلة من يعرفون اليوم هذا الاسم. لكن هذا الفيلسوف كان في القرن الثامن عشر مشهورا على المستوى العالمي. ووفقًا لبعض المؤرخين، ومن بينهم مؤرخ هارفارد مورتون غ. وايت، فإن قراءة “بورلاماكي” طبعت مقدمة إعلان الاستقلال بطابعها:

صورة لجان جاك بورلاماكي (1694-1748)
صورة لجان جاك بورلاماكي (1694-1748) Robert Gardelle um 1760

“نحن نعتبر أن هذه الحقائق بديهية: كل البشر خُلقوا سواسية، وأن خالقهم.هن منحهم.ن حقوقًا معينة غير قابلة للتصرف؛ وأن حق الحياة والحرية والسعي إلى السعادة، جزءٌ إلى هذه الحقوق”. تلك كانت “النبرة السويسرية” في “أهم جملة” في إعلان الاستقلال.

بما يشبه ذلك صاغ هذه الحقوق الفيلسوف الإسكوتلندي جون لوكرابط خارجي، ولكن بفارقٍ حاسم، فالترتيب نصَّ عنده على: “الحياة، الحرية، المِلكيّة”؛ أما عن السعي إلى السعادة فقد أشار إليها في مكانٍ آخر.

السعي وراء السعادة كحق طبيعي

كان “بورلاماكي” أول من وصف السعي إلى السعادة كحق طبيعي يتفرع منه كل شيء تقريبًا، وربط الفيلسوف هذا الحق مباشرةً بحق الدفاع عن النفس: إذا ظهرت عداوة ما، فيجوز، وفقًا لقوله، اللجوء إلى السلاح من أجل الأمان والسعادة.

إنه التقاء واضح مع الآباء المؤسسين لأمريكا في حرب الاستقلال، وما زال حتى اليوم قائمًا في الولايات المتحدة الأمريكية. هنالك خط فكري من “بورلاماكي” وتلميذه “أيمر دي فاتّل” لدى هؤلاء الأمريكيين والأمريكيات، الذين واللواتي تشكّل حيازة السلاح بالنسبة لهم باعثًا للهُويّة.

بورلاماكي - "مبادئ القانون الطبيعي والسياسة"_ 1764
كتاب “مبادئ القانون الطبيعي والسياسة”، جان جاك بورلاماكي CC BY-SA 4.0

لا لرابطة دول مثل سويسرا القديمة

في عملية صياغة الدستور بعد نهاية حرب الاستقلال، ناقش رجال ونساء التاريخ الأمريكي المهمون.ات فكرة “كنفدرالية سويسرية”. لكنهم.ن ألقوا.ين بها جانبًا. الكسندر هاملتون، أول وزير مالية للولايات المتحدة الأمريكية، قال في خطبته المؤثرة عام 1787: “تقريبًا، لم تشكل سويسرا وحدةً واحدة على الإطلاق، وشنت على بعضها حروبًا أكثر من مرة”.

كانت سويسرا، حينها، رابطة دول؛ لم تكن دولة، ولم تكن جمهورية. وإلى أن تولد من جديد كدولة فدرالية بشكلٍ دائم، وكجمهورية شقيقة، كان لابد من انتظار نصف قرن كامل، فبقيت الولايات المتحدة الأمريكية حتى الحرب الأهلية السويسرية عام 1847 (Sonderbundskrieg)، نقطةً مرجعية مهمة، بالنسبة لمؤيدي ومؤيدات فكرة “الجمهورية السويسرية”.

في مطلع العام 1848 نشر الفيلسوف “إيناتس باول تروكسلر” مؤلفًا بعنوان: دستور الولايات المتحدة لشمال أمريكا كنموذج للإصلاح الفدرالي السويسري”. وبذلك أصبح “تروكسلر، بمثابة “المساعد المثالي في عملية ولادة الفدرالية السويسرية”، وفقًا لـما جاء في “معجم التاريخ السويسري”.

الفدرالية ونظام الغرفتين

مجلس النواب ومجلس الكانتونات في سويسرا هما أيضا نسختان من مجلسي النواب والشيوخ في أمريكا. وبالإضافة إلى ما يوفّره نظام الغرفتيْن للكانتونات ذات الكثافة السكانية القليلة من قدرة على التعبير عن آرائها، يسمح هذا النظام لسويسرا بتحقيق توازن بين الدولة المركزية والكانتونات، ذلك أنه بامكان الكانتونات أن تكون صاحبة القرار في الكثير من المجالات. ويُعتبر الدستور الأمريكي كذلك نموذجًا في مسألتي الحقوق الأساسية وحقوق الإنسان.

توماس جيفرسون، صورة تعود إلى عام 1801
كان توماس جيفرسون المؤلف الرئيسي لإعلان الاستقلال الأمريكي والرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1801 و1809، الصورة تعود إلى عام 1801. Public domain, Wikimedia Commons

لكن الكثير من الأمور كانت مختلفة في عام 1848: في سويسرا كان البرلمانيون مَنْ ينتخب المحكمة الفدرالية. وعلى خلاف المحكمة العليا الأمريكية، لم تكن المحكمة السويسرية محكمةً للدستور، أما الحكومة السويسرية المتشكلة من سبعة أعضاء، فقد تم تصوّرها بشكلٍ يختلف تمامًا عن فلسفة النظام الرئاسي الأمريكي.

ذروة التقارب في مدار الحرب الأهلية الأمريكية

بلغت “الجمهوريتان الشقيقتان” ذروة تقاربهما الفكري والسياسي في نهاية الحرب الأهلية الأمريكية في ستينات القرن التاسع عشر. في منتصف الحرب ألقى “جون واتس دي بيستر” محاضرة عاطفية مؤثرة أمام الجمعية التاريخية لولاية “فيرمونت” قارن فيها الحرب الأهلية السويسرية بالحرب الأهلية الأمريكية، مؤكدا على أن كلا الصراعين يتعلقان بالكفاح ضد القوى الرجعية التي”قاومت طوفان التقدم الليبرالي والحرية”.

وأضاف: كما جعلت الحرب الأهلية السويسرية سويسرا قوية، فإن انتصار الاتحاد سيخلق حكومة أكثر ملائمةً للظرف الأمريكي. لقد رفعت الفدرالية السويسرية روح الحرية في أوروبا عاليًا، وهي الوحيدة التي تستحق أن تكون مادة مقارنة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية: “الجمهوريات يجب أن تتعلم من الجمهوريات”.

“اتحاد أبدي للصداقة والوفاء”

آنذاك كانت سويسرا محاطةٌ بالملَكيات الوراثية، وكانت الحكومة السويسرية، كما الكانتونات الليبرالية والكثير من السكان في البلاد، رجالا ونساءٍ، يشعرون.ن برابط كبير مع الاتحاد، وهو ما جرى التعبير عنه بعشرين ألف تعزية بموت لينكولن.

الجمهوريات الشقيقة بقلم جيمس هاتسون
في كتاب يدمج العلم الأمريكي مع الصليب السويسري: عمل جيمس هاتسون بدقة على الماضي المشترك لـ «الجمهوريتين الشقيقتين». SWI swissinfo.ch

في عام 1865 كتبت صحيفة “آرغاور ناخْرِخْتِن” (أخبار آرغاو) عن الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب، بأننا أمام لحظة حاسمة، وأضافت: “ألا ينبغي حاليا أن تنهض سويسرا لتصافح صديقتها في المقام الأول”.

إن الجمهورية الصديقة، كما استطردت “أخبار آرغاو”، ســ”تُمسك يد سويسرا الصغيرة بالحب”، وأضافت: هذه هي البداية لـ “اتحادٍ أبدي راسخ للصداقة والوفاء”.

لكنَّ ما وقع كان مختلفًا، سواءٌ أكان ذلك في الدبلوماسية أم في المؤسسات، فمع تطبيق نظام الانتخابات النسبي في سويسرا عام 1919 تغير المشهد السياسي في البرلمان بشكلٍ جذري، وصارت الحكومة السويسرية تتبع سياسة قائمة بشكلٍ أكبر على التوازنات والحلول الوسطى داخليا، كلما أُشركت فيها أحزابٌ أكثر. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فيأتي رؤساء ديموقراطيون وجمهوريون إلى الرئاسة ليلغي كلٌّ منهم ما فعله سلفه.

وبالعودة إلى القرن التاسع عشر، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن محايدةً، لكنها على الأقل كانت تمارس سياسة عدم التدخل إزاء أوروبا. في الوقت نفسه انتهجت سويسرا منذ 1815 سياسة الحياد منذ 1815، وقد نتج عن ذلك تقارب استمر حتى الحرب العالمية الأولى. لكن مع تغيّر الأدوار الجيوسياسية للبلديْن بعد تلك الحرب، وخصوصا منذ الحرب الباردة، تغيّر هذا الوضع.

رسم توضيحي

المزيد

إلى أي اتجاه يتطوّر الحياد السويسري؟

يتعرض الحياد السويسري دائمًا للضغط في أوقات الأزمات. والسؤال الرئيسي بالنسبة لسويسرا هو ما إذا كانت ستختار الانفتاح أو الانعزالية. والإجابة ستحدد اتجاه البلد في المستقبل.

طالع المزيدإلى أي اتجاه يتطوّر الحياد السويسري؟

هدية عيد ميلاد لسويسرا

لقد أصبح اليوم استخدام تعبير “الجمهوريتان الشقيقتان” نادرًا، لكنه لم يندثر. في 2024، استحضر سفير ترامب السابق في سويسرا “أد ماكملان” في لقاءٍ مع “سونتاغ تسايتُنغ” العلاقة الوثيقة بين البلديْن قائلاً: “الرئيس الخاسر في الانتخابات السابقة والمرشح للرئاسة مجدّدًا، دونالد ترامب، يفهم وينظر بإعجاب لـ”تاريخ سويسرا، وهي [جمهورية شقيقة] لنا”.

قبل ثلاثين عامًا بحث “جيمس أتش هتسون” الماضي المشترك لكلتا الـ”جمهوريتين الشقيقتين”، بشكلٍ دقيق. كان كتابه هدية عيد ميلاد من الولايات المتحدة الأمريكية إلى سويسرا: سبعمئة عام بعد قَسَم “روتلي” الاسطوري، إلى الاحتفال اليوبيلي في عام 1991.

كان أد ماكملان سفيراً لدى سويسرا في عهد الرئيس الأمريكي ترامب، وأكد في عام 2024 أن دونالد ترامب يُقدر سويسرا بشكل خاص باعتبارها جمهورية شقيقة.
كان أد ماكملان سفيراً لدى سويسرا في عهد الرئيس الأمريكي ترامب، وأكد في عام 2024 أن دونالد ترامب يُقدر سويسرا بشكل خاص باعتبارها جمهورية شقيقة. KEYSTONE

بعد بضع سنوات من ذلك ألحقت فضيحة “أصول اليهود المصادرة” في سويسرا خلال الحرب العالمية الثانية، وممارسات سويسرا المالية خلال تلك الفترة، ضررا فادحا بسمعتها في الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكن التصور تمامًا بأن الولايات المتحدة لن تقدم بعد ذلك هدية عيد ميلاد لشقيقتها الجمهورية. إن فضيحة “الأصول المفقودة” تصلح مثالًا على ما يفرّق بين هذهيْن البلديْن، رغم كل التقارب سالف الذكر.

وفي حين قفزت الولايات المتحدة لتكون قوة عظمى تتدخل للدفاع عن القيم والمصالح، تُصر سويسرا الصغيرة حتى اليوم على حيادها، وتطرحه في هذه الأثناء بطريقة لا تلقى إلا القليل من التفهّم الدولي.

لا جدال حول تأثير جون لوك على إعلان الاستقلال بشكل عام – وأيضًا أن واضعي إعلان الاستقلال استمعوا بشكل مكثف لعدد كبير من المؤلفين. حظي عمل جان جاك بورلاماكي بشعبية كبيرة في القرن الثامن عشر وفتح أفكار لوك أمام جمهور أوسع. لكن بورلاماكي طور أفكار القانون الطبيعي بشكل أكبر. وبينما ظهر تعبير “السعي وراء السعادة” أيضًا عند لوك، وضع بورلاماكي السعادة في المركز ورأى أنه حق طبيعي لكل فرد.

كان مورتون جي وايت أول مؤرخ حديث يحاول تقديم أدلة ظرفية على تأثير بورلاماكي على إعلان الاستقلال. واعتمد وايت في المقام الأول على “المسودة الأولية” لتوماس جيفرسون في حجته لإثبات العلاقة مع بورلاماكي.

* الاقتباسات من المصادر التاريخية مستمدة من رسالة الدكتوراه “”الحرب الأهلية الأمريكية في الرأي العام السويسري” (Der amerikanische Sezessionskrieg in der schweizerischen öffentlichen Meinung) لجورج مولر، 1944، ومن كتاب “الجمهوريتان الشقيقتان”(The Sister Republics) لجيمس إتش. هاتسون، 1991.

تحرير: دافيد أوغستير

ترجمة: جواد الساعدي

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي/م.ا

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية