باولو بيريتزي: “الصحافة مواطنية أو لا تكون”
من خلال تحقيقاته ومقالاته وكتبه، يستكشف باولو بيريتزي عودة الفاشية الجديدة والنازية الجديدة في إيطاليا. ومنذ ثلاث سنوات، وُضع تحت حماية دائمة من طرف الشرطة لأسباب سياسية. يقول بيريتزي في سلسلتنا المهتمة بأصوات عالمية تنشد الحرية: "بالنسبة لي، الصحافة مدنيّة أو لا تكون".
عندما يتعلق الأمر بحرية الصحافة، فإن إيطاليا لا تتواجد ضمن كوكبة الرواد. ووفقًا لمنظمة مراسلون بلا حدود، فإن البلد العضو في الاتحاد الأوروبي يحتل المرتبة الحادية والأربعين على مستوى العالم. لكن الأخبار السيئة لا تقف عند هذا الحد، ففي عام 2021 تعيّن وضع خمسة وعشرين صحفياً تحت حماية الشرطة على مدار الساعة، بل يتم الإبلاغ رسميا كل يوم تقريبًا عن عمليات ترهيب جديدة تطال الصحافيين من الرجال والنساء، كما تفيد وزارة الداخلية في روما.
أحد هؤلاء الصحفيين المحميّين هو باولو بيريتزي، مراسل صحيفة “لا ريبوبليكا” (الجمهورية) وكاتب العمود فيها المتخصّص في إدانة أنشطة المنظمات الفاشية الجديدة في البلاد. ولهذا السبب، وُضع تحت حماية الشرطة منذ عام 2019. ويُعتبر بيريتزي حالة خاصة لأنه الصحفي الوحيد الذي تتطلب حالته مرافقة أمنية لأسباب سياسية، ذلك أن الآخرين كلهم مهددون من قبل عصابات المافيا والجريمة المنظمة.
من خلال تحقيقاته الاستقصائية ومقالاته وكتبه، يُندد باولو بيريتزي منذ عشرين عاما بعودة الفاشية الجديدة والنازية الجديدة. ويلخص الوضع قائلا: “توجد في إيطاليا مشكلة فاشية أو بالأحرى مشكلة فاشيات لأن هناك أنواعًا مختلفة منها. لقد عادت الفاشيات لتطل برؤوسها في السنوات الأخيرة لأننا قللنا من شأنها وطبّعنا معها. وفي السنوات الأخيرة، وبفضل ظروف مواتية لعودتها، عادت للظهور من جديد غرائز عنصرية وتمييزية، وتحن إلى الماضي في صفوف نواب منتخبين أقسموا اليمين على الدستور الإيطالي، ولدى برلمانيين أوروبيين وممثلي عدد من مؤسسات الدولة الذين يريدون إقناعنا بأن الفاشية ليست سلبية فحسب، بل قامت بإنجاز أشياء جيّدة أيضًا”.
ويضيف بيريتزي بأنه لو كانت لديه الامكانية لما تراجع عما سبق أن قام به. “كنت سأعيد القيام بفعل كل الأشياء التي قمت بها. بالنسبة لي فإن الصحافة مدنية أو لا تكون: فإما أن تستخدم لإدانة الظواهر التي تقوض التعايش وحياتنا اليومية، أو تتخلى عن وظيفتها الرئيسية. وأنا سأعيد دفع الثمن الذي استتبعه هذا العمل ولا زال”.
يقول بيريتزي لـ SWI swissinfo.ch: “نحن واحدة من البلدان القليلة التي يُوجد فيها عدد كبير من الصحفيين تحت الحراسة، وهذا ليس بالأمر الطبيعي. على العكس من ذلك، فهو مؤشر على أن الصحفيين يُكابدون من أجل القيام بعملهم. في بلد حر لا ينبغي أن يكون هناك صحفيون تحت الحراسة أو تحت الحماية. وحقيقة أنه بدلاً من ذلك هناك الكثير ممن أُجبروا على العيش تحت حماية مسلحة هي علامة على هزيمة الدولة التي يجب أن تحمي أولئك الذين يتعرضون للتهديد”.
يُشار إلى أن بيريتزي هو أحدث صوت نستضيفه في سلسلتنا المستمرة “أصوات عالمية تنشد الحرية”.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.